أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: الكتيبة 101.. توثيق بطولات أبناء سيناء وثمن مواجهة الإرهاب

الخميس، 06 أبريل 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك تنوع فى أعمال درامية ومسلسلات متعددة تناسب كل الأذواق والواقع أن هذا الأمر لافت للنظر بالمناسبة للمشاهد العادى الذى يريد الفرجة والتسلية ويتأثر بما يعرض أمامه ويتفاعل معه، وهو تفاعل يبتعد عن السوشيال ميديا أو حالة الادعاء والزحام التى يخلقها عالم افتراضى فيه مزيج من الزحام وفيه الصادق والكاذب والمدعى ومن يريد الاستعراض والباحث عن لايكات أو من يقوم بوظيفة وعليه تارجت يريد تخليصه بالهجوم أو نسخ ولصق بوستات وآراء متطابقة بلا اجتهاد.
 
مع التأكيد على حق كل شخص أن يعلن رأيه بوضوح ومنطق أو حتى إبداء إعجاب أو رفض من دون مبررات، والدراما والفنون هناك طريقان للتعامل معهما، الأول هو النقد بحثا عن سياقات وكشف ما قد يكون غامضا، وهو دور الناقد المتخصص وهذا النوع قليل بالفعل، والنوع الثانى هو الانطباعات التى يتم نشرها بشكل متعدد على منصات افتراضية أو صفحات شخصية، وبعضها فردى، وأحيانا جزء من حملات تبدو منظمة وخالية من المنطق.
 
والدراما تخضع لأمزجة وآراء المشاهدين، والإعجاب أو عدم الإعجاب حق للمشاهد أولا، وجزء من دور الناقد الطبيعى الذى يسعى لفهم العمل أو تفكيك نقاط قوته وضعفه، لكن هذا الأمر يتراجع أمام الهجوم والحملات والضجة المفتعلة، التى يحاول أصحابها أن يظهروا كأشخاص طبيعيين، ليخفوا كونهم يقومون بوظيفة.
 
ومن بين الأعمال اللافتة للنظر هذا العام مسلسل الكتيبة 101 وهو مسلسل يجمع بين الأكشن والدراما، ويسلط الضوء بشكل توثيقى على علاقة سكان سيناء بالإرهاب، ويفرق بشكل واضح بين الخارجين عن القانون من أبناء سيناء والأغلبية التى واجهت الإرهاب انطلاقا من إحساس بالخطر مثل كل المصريين الذين تصدوا للإرهاب وقدموا كل ما يستطيعونه لهزيمة الإرهاب.
 
الكتيبة 101 يكشف ربما لأول مرة تفاصيل الدور الفاعل لشيوخ القبائل، بل والسيدات في تقديم معلومات ثمينة للقوات المسلحة، مثلت قاعدة للتعامل مع تنظيمات أشبه بالجرذان، تتخذ من الجحور والأوكار ملاذا لها، وكان تحرك أهالى سيناء من إدراكهم لخطر الإرهابيين، ويدفعون الثمن، من الإرهابيين الذين يسعون لتهديد وإرهاب الأهالى لمنعهم من القيام بدورهم، فى المقاومة.
 
وقدم أهالى سيناء معلومات مهمة عن جحور الإرهابيين، ومكان اختبائهم، لأنهم كانوا يعيشون بين السكان، ويختفون وسطهم، لكن السيناوية كشفوهم، وهناك حالة الشيخ موسى الذى قدم أبناءه فى المعركة ضد الإرهاب وتعرض للقتل على أيدى قريبه مهرب السلاح الذى انضم للإرهابيين، مختفيا خلف صفة الدكتور، ومثل الشيخ موسى وأسرته كانت السيدة التى أعدمها الإرهابيون علنا وصوروا إعدامها لإرهاب الأهالى، بل وهاجموا مسجد الروضة وقتلوا الأطفال وكل هذا لم يفدهم، حيث أصر أغلبية السكان على المواجهة، ودفعوا الثمن، وهو أمر يقوم بتوثيقه الكتيبة 101، وأن الإرهابى لديه استعداد للتضحية بطفلته أو زوجته، وتكفير كل من يعارض الإرهاب والدم.
 
المفارقة أن مصر تستعد للاحتفال بهزيمة الإرهاب فى سيناء، وهذا العمل تأتى أهميته لأنه يعرض الجهد والشهداء من القوات المسلحة وأهالى سيناء الذين دفعوا ثمنا غاليا لتطهير سيناء من الإرهاب، وهو أمر يؤكد عليه الرئيس السيسى دائما، ويدعو لتذكره وفهمه حتى لا يتكرر ما جرى خلال السنوات العشر الماضية، وكيف كان داعش يريد انتزاع إمارة فتم دفنه هو والفكرة فى رمال سيناء.
 
«الكتيبة 101 « يتضمن مشاهد توثيقية لحرب القوات المسلحة وأهالى سيناء ضد الإرهاب، ومواجهة الخسة والخيانة بقدرات أهالى سيناء على كشف الخونة وترتيب مواجهتهم، وكيف كان الإرهابيون يتعاونون مع مهربى المخدرات والسلاح والبشر، وتخطيط قيادات أجنبية قادمة من داعش، مع الخارجين من الداخل، وهى قصة بالفعل مهمة ومليئة بالتفاصيل، وأغلب الشخصيات التى ظهر لها أصل فى الواقع، وهى ميزة لم ترد فى أعمال سابقة، ومن المهم ألا ننسى الثمن الذى دفعه المصريون فى  مواجهة الإرهاب.
 
p.8
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة