لماذا تراجعت أسعار الذهب من أعلى قمة 13 شهرا فى البورصة العالمية؟..ارتفاع عائد السندات آجال 10 سنوات 2 % ساهم فى تراجع الذهب..عودة الصعود للدولار ونتائج أرباح البنوك الأمريكية قللت الطلب على المعدن الأصفر

السبت، 15 أبريل 2023 03:30 م
لماذا تراجعت أسعار الذهب من أعلى قمة 13 شهرا فى البورصة العالمية؟..ارتفاع عائد السندات آجال 10 سنوات 2 % ساهم فى تراجع الذهب..عودة الصعود للدولار ونتائج أرباح البنوك الأمريكية قللت الطلب على المعدن الأصفر اسعار الذهب
كتب: إسلام سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أنهى الذهب تداولات الأسبوع بحركة كبير فى الأسواق العالمية، فبعد تسجيله أعلى مستوى فى 13 شهر يوم الخميس تخلى الذهب عن جميع مكاسبه يوم الجمعة، بعد أن تعافى الدولار وأشار عضو الفيدرالى إلى الحاجة لرفع الفائدة مرة أخرى، وفق تقرير جولد بيليون، وانخفضت أسعار الذهب الفورية أمس الجمعة بنسبة 1.8% لتفقد ما يقرب من 40 دولار لتهبط أسعار الذهب بأكثر من 2% خلال الجلسة لتتخلى عن جميع مكاسبها الأسبوعية، ليشهد يوم أمس أكبر خسارة يومية للذهب فى ثلاثة أسابيع.

وكشف التقرير الفنى لجولد بيليون، أن أسعار الذهب حققت ارتفاعا بنسبة 0.7% خلال الأسبوع، فى المقابل ارتد مؤشر الدولار الذى يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية من أدنى مستوياته فى عام وسجل يوم الجمعة ارتفاعا بنسبة 0.6% بعد أن سجل أدنى مستوياته عند 100.45، بينما على المستوى الأسبوع سجل مؤشر الدولار انخفاض بنسبة 0.5% مسجلاً انخفاض للأسبوع السابع على التوالى.

السبب الرئيسى وراء تعافى الدولار وانخفاض أسعار الذهب كان تصريحات عضو الفيدرالى كريستوفر والر وهو أحد أكبر الداعمين لتشديد السياسة النقدية والذى قال أنه يرغب فى مزيد من التشديد النقدى الذى يجب أن يستمر لفترة أطول من توقعات الأسواق، وتأتى هذه التصريحات بالرغم من بيانات التضخم التى صدرت خلال الأسبوع المنتهى وأظهرت هبوط أسعار المستهلكين، حيث أظهر مؤشر أسعار المستهلكين السنوى تراجع على المستوى السنوى إلى 5% خلال شهر مارس من 6%، كما تراجع مؤشر أسعار المنتجين إلى 2.7% من 4.9%.

بالرغم من تراجع أرقام التضخم إلا أن مؤشر التضخم الأساسى أو الجوهرى والذى يستثنى أسعار السلع المتقلبة مثل الوقود والطعام شهد تراجعا طفيفا ليسجل مؤشر أسعار المستهلكين الجوهرى عن مارس ارتفاعا بنسبة 5.6% في مارس من 5.5%، وتدل بيانات التضخم الجوهرية على تأصل معدلات التضخم وهو ما أشار إليه عدد من أعضاء البنك أن الفيدرالى عليه التركيز على محاربة التضخم الأساسى.

 

وصدرت نتائج أرباح عدد من البنوك الأمريكية الكبرى وعلى رأسها بنك جي بي مورجان لتظهر بإيرادات قياسية وأرقام بنك ويلز فارجو جاءت إيجابية أيضاً بشكل كبير، وأظهرت قوائم البنوك استقرار الودائع لديهم الأمر الذى يعكس استقرار القطاع المصرفى وتراجع مخاوف الأزمة المصرفية التى ضربت البنوك الأمريكية فى مارس الماضى، وهو ما ساهم فى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن خلال جلسة أمس وجعلته يفقد معظم المكاسب التى سجلها منذ بداية الأسبوع.

 

ارتفاع عائد السندات الأمريكية
 

وبحسب تقرير جولد بيليون، عادت عوائد السندات الحكومية الأمريكية إلى التعافي من جديد يوم أمس وسجل العائد على السندات لأجل 10 سنوات صعود بنسبة 2% تقريباً وسجل أعلى مستوى في 10 أيام عند 3.532%، بينما ارتفع العائد على السندات لأجل عامين الأكثر حساسية للتغير فى توقعات أسعار الفائدة بنسبة 3.3% لتسجل أعلى مستوى فى 10 أيام عند 4.1211%.

 

الذهب تربطه علاقة عكسية مع عوائد السندات وهو ما تسبب فى انخفاض أسعار الذهب، فالتوقعات بعودة أسعار الفائدة إلى الارتفاع يعنى سحب السيولة النقدية من الاستثمارات التى لا تدر عائدا مثل الذهب لصالح السندات الحكومية التى تشهد زيادة فى هذا العائد.

أما عن العقود الآجلة للبنك الفيدرالى والتى تتوقع التغير فى أسعار الفائدة فقد أظهرت احتمالا بنسبة 80.2% لرفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع البنك فى مايو، وقد كان هذا الاحتمال عند 50% خلال الأسبوع السابق، هناك أيضاً احتمال بنسبة 19.8% أن يثبت الفيدرالى الفائدة عند نفس المستويات.

هذا وقد ظهر توقع جديد فى الأسواق وهو رفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع البنك فى شهر يونيو، وهو احتمال لم يتواجد من قبل فى الأسواق بل كان هناك احتمال يفيد خفض الفائدة فى النصف الثانى من العام.

تغير فى تحركات الذهب

أسعار الذهب ارتفعت بما يصل إلى 50 دولار في ثلاث جلسات فقط خلال الأسبوع الماضى وسجل أعلى مستوياته فى 13 شهر واقترب من أعلى مستوياته على الإطلاق عند 2075 دولار للأونصة، وكان يجب أن يتبع هذا التحرك تصحيح سلبى صحى فى الأسواق.

منذ بداية شهر أبريل وحتى تسجيل أعلى مستوى للذهب هذا العام ارتفعت الأسعار بنسبة 4% وخلال هذه الفترة لم تشهد أسواق المعدن النفيس تصحيح، ومع تغير نبرة أعضاء البنك الفيدرالى بهذا الشكل يوم الجمعة بدأ هذا التصحيح.

بالرغم من هذا أغلق الذهب تداولات الأسبوع فوق المستوى النفسى الهام 2000 دولار للأونصة وهو ما يعد دليل على استمرار قوة الاتجاه الصاعد وأن حركة الهبوط هى عبارة عن جنى قوى للأرباح وتصحيح سلبى.

أيضاً الذهب فشل فى اختراق أعلى مستوى سجله وفشل فى تسجيل مستوى تاريخى جديد، وأيقنت الأسواق أن مثل هذا التحرك يحتاج إلى حدوث خفض فى أسعار الفائدة أو على الأقل تصريح واضح من قبل الفيدرالى على حدوث هذا وهو مالم يحدث حتى الآن.

الأسواق الآن متوافقة مع توقعات رفع الفائدة 25 نقطة أساس فى مايو القادم، أيضاً بدأت المخاوف من انهيار النظام المصرفى الأمريكى فى التراجع مما قلل من طلب الملاذ الآمن على الذهب.

مستوى الدعم 1950 دولار للأونصة قد يمثل فاصل بين الاتجاه الصاعد والهابط على المدى القصير واغلاق الذهب الأسبوع الماضي فوق هذا المستوى يدعم الاتجاه الصاعد.

هذا وتغيب البيانات الاقتصادية الهامة عن الأسبوع الجاري بالإضافة إلى اقتراب بداية الصمت من قبل أعضاء الفيدرالي قبل اجتماع شهر مايو، وهو ما سيدفع الأسواق إلى التحرك هذا الأسبوع وفقاً لقناعتها دون تأثير كبير من البيانات الاقتصادية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة