حققت قرية القصر الإسلامية التابعة لمركز الداخلة بمحافظة الوادى الجديد، فوزاً مستحقا فى مسابقة جائزة التميز الحكومى كأفضل قرية على مستوى الجمهورية، وهى من أعرق المواقع الإسلامية الأثرية منذ مئات السنين، وسميت بالقصر لوجود بقايا قصر رومانى قديم تحت أطلال هذه القرية، والتى يحدها من الشمال تل مرتفع ومن الشرق بئر العين الحامية، ومن الجنوب مسجد نصر الدين، ومن الغرب مقام الشيخ حمام، وفى طرفه الشمالى ضريح الشيخ أبو بكر، وهى أول قرية استقبلت القبائل الإسلامية بالصحراء الغربية عام 50 هجرية وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجرى وازدهرت فى العصر الأيوبي، وكانت عاصمة الواحات وبها قصر الحاكم وهى أصل التسمية أحد مداخل القصر الإسلامية القديمة المسماة (بالحصن).
وفازت قرية القصر الإسلامية بالجائزة بعد أن تقدمت بملف متكامل عن مقومات القرية والخدمات التى تمتاز بها وذلك تحت إشراف الدكتور نبيل حنفي رئيس مركز الداخلة السابق ومتابعة فريق الجهاز التنفيذي بالقرية حيث تم تجميل مدخل القرية بنفس طرازها الأثرى حيث تم إنشاء مجسمات بنظام الأقبية أو ما يعرف بالقباب بأشكال هندسية متناسقة، كما تم إحلال وتطوير شبكات الصرف الصحي وتطوير البنية التحتية المنشآت الخدمية بالكامل واعادة رصف وإحلال الطرق الداخلية بالقرية وتقديم ملف وافى عن مقومات القرية الأثرية والسياحية وخاصة السياحة العلاجية والبيئية وهو ما جعلها تفوز بلقب أفضل قرية مصرية فى نسخة جائزة التميز الحكومى لعام 2022.
وتتميز قرية القصر الإسلامية بأنها مركز للاستشفاء والسياحة العلاجية لاحتوائها على أشهر الآبار الكبريتية بمنطقة بئر الجبل، كما تمتاز القرية بتصنيع المنتجات والحرف اليدوية كالسجاد والخوص والمشغولات اليدوية والجلباب الواحاتى، حيث يوجد بالقرية معرض للحرف والمنتجات اليدوية، كما شهدت تصوير أحداث فيلم عرق البلح في مناطق من القرية عام 1999، حيث تدور أحداث الفيلم في قرية صغيرة بالصعيد يعانى أهلها من الظروف الصعبة ويصل إلى القرية رجل غريب يدعو الناس إلى السفر للعمل بدول الخليج ، فيسافر جميع الرجال فيما عدا الجد العاجز وحفيده أحمد، وتبدأ الكوارث لتنتشر في القرية في ظل غياب الرجال.
وتتميز منازل قرية القصر القديمة أنها مبنية من الطوب اللبن أثناء العصرين الأيوبى والعثمانى بالدقة والنظام والارتفاع والتصميم المعمارى الفريد الذى يؤدى إلى انخفاض درجات الحرارة داخل القصر إلى 12 درجة مئوية مقارنة بمن حولها من قرى، لوجود نظام هندسى للتهوية يسمح بدخول الهواء الرطب إلى البيوت ويطرد الهواء الساخن، حيث إن الشوارع والممرات ضيقة تحدث تبريدا طبيعيا فى الصيف.
وتشمل قرية القصر الإسلامية تنوعاً تاريخياً من الآثار على مر العصور منها الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية، وجرى تنفيذ أكبر مشروع ترميم وإنقاذ لمبانى القرية الأثرية منذ العصر الاسلامي فى عهد العثمانيين بمنحة يابانية تحت إشراف وزارة الآثار المصرية، وتتضمن آثار القرية أقدم معصرة لزيت الزيتون بالمحافظة، وهى عمرها حوالى 6 قرون ومدرسة العلوم الشرعية أنشئت فى عهد المماليك منذ حوالى 500 عام فى مدينة القصر الإسلامية بمحافظة الوادى الجديد، وحولها الأتراك بعد ذلك إلى محكمة وسجن، وظلت على حالها حتى تم ضمها للمعالم الأثرية الإسلامية وأصبحت مزارًا هامًا لكل رواد وزائرى محافظة الوادى الجديد، ومنها مبنى المدرسة القديمة والمحكمة الشرعية، وهى عبارة عن مبنى شاهق الإرتفاع يتضمن طابقين وإيوانا كبيرا وعددا من الغرف المنظمة والمبنية بالطوب اللبن، وبه عدة زخارف قديمة ذات تشكيل معمارى على الطراز المملوكى والعثمانى، وبه منافذ لدخول الضوء بطريقة هندسية رائعة ينتج عنها تهوية المبنى وحجب أشعة الشمس الحارقة عن رواد المدرسة، ويرجع تاريخ إنشائها إلى حوالى عام 906 هجريا وفقا لأختام التأسيس على أعتاب البوابات فى المبنى.
وتظهر معالم العمارة الرومانية في القرية الأثرية فى بقايا أحجار القصر الرومانى التى استخدمت فى بناء واجهات المنازل القديمة، حيث يرجع تاريخ بناء القصر إلى القرن العاشر الهجرى" السادس عشر الميلادى"، وامتد العمران بها حتى العصر العثمانى، والتى تنقسم لدروب وأحياء وحارات يغلق كل حارة باب كبير وللقرية عشر بوابات تغلق على عشر حارات ليلا خوفا من غارات القبائل المعادية، وكانت الحارات تغلق ليلا ولكل حارة بابين أحدهما للدخول والآخر للخروج لا يفتحهما بعد ذلك إلا شيخ الحارة فى الصباح الباكر، وسميت الحارات على أسماء العائلات التى تسكنها فهناك حارة الحبانية والنجارين والحدادين والفخارية وهم الذين يصنعون الفخار، وهى المهنة التى لا تزال موجودة حتى الآن وفى كل حارة يوجد عدد من المنازل المتلاصقة وعلى كل منها أعتاب خشبية مدون عليها آيات قرآنية وعبارات بالخطوط المزخرفة.
اقدم مسجد منذ العصر العثماني بالقرية
النحت على جذوع النخل بالقرية
انواع من الأعمال التى يتم نحتها
تطوير مدخل القرية
جانب من منازل قرية القصر الإسلامية
حواري قرية القصر القديمة
شريهان أثناء تمثيل فيلم عرق البلح بقرية القصر
شريهان مع فريق عمل فيلم عرق البلح بالقصر
ضريح الشيخ نصر الدين
عصارة الزيتون الأثرية بالقصر
لوحة تعريفية عن مسجد نصر الدين بقرية القصر
مركب من جذوع النخيل يضم كل معالم القصر الاسلامية
مشهد علوى من القرية
معصرة الزيتون بالقرية
مئذنة مسجد نصر الدين بقرية القصر
نظام الاقبية فى تجميل مدخل القرية
نظام البناء بالسقيفة الاسلامى بالقرية
واجهة احد المنازل مسجل عليها بيانات صاحبه منذ العصر العثماني
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة