"فورين أفيرز" ترصد دروس "غزو العراق" بعد 20 عاما..وتؤكد: الانتشار البري خارج الحدود بات مصدر قلق لواشنطن.. قرار الحرب كان "علاج أسوأ من مرض".. واستخبارات الحلفاء تحتاج للتعامل بحذر

الإثنين، 20 مارس 2023 04:00 م
"فورين أفيرز" ترصد دروس "غزو العراق" بعد 20 عاما..وتؤكد: الانتشار البري خارج الحدود بات مصدر قلق لواشنطن.. قرار الحرب كان "علاج أسوأ من مرض".. واستخبارات الحلفاء تحتاج للتعامل بحذر غزو العراق
كتبت : نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تقترب الذكرى الـ 20 لغزو العراق، القرار الأمريكي الذي تسبب في اثارة جدل واسع واتهامات كثيرة وجهت لأجهزة الاستخبارات الأمريكية والرئيس آنذاك جورج بوش، ونتج عنها حالة ارتباك وصفتها دورية فورين افيرز الأمريكية بـ"متلازمة حرب العراق" التي أثرت على السياسة العسكرية الأمريكية طيلة السنوات الماضية.

 

قالت "foreign affairs" في تقرير لها أن متلازمة حرب العراق أقل حدة لدى الجمهور الأمريكي الذي يضع شروط خاصة لتقبل الدخول في حرب على أراض أجنبية، وأشارت  إلى أن السياسيين الأمريكيين تعاملوا مع احباطات حرب العراق مثلما حدث في حرب فييتنام  واستمروا في التدخلات العسكرية مع تجنب الانتشار البري على نطاق واسع.

 

"متلازمة حرب العراق" هي متلازمة حقيقية، غير أنها أكثر حدة لدى السياسيين والمفكرين منها لدى الجمهور الذي ما يزال واثقا بالمؤسسات العسكرية الأمريكية، وقادرا على فهم التوازن بين التكاليف المحتملة لأي حرب -وخاصة ما تعلق منها بالتكاليف البشرية- وبين المصالح الأمنية للبلاد.

 

وكشف أن استطلاعات أجريت قبل غزو العراق أن استعداد الجمهور لتقبل التكلفة البشرية للحرب يعتمد على أهميتها للأمن الامريكي، وارتفاع نسبة الفوز فيها

 

وعلى الرغم من تراجع شعبية كل المؤسسات الامريكية العامة داخل الولايات المتحدة، فإن نسبة الثقة في الجيش ما تزال مرتفعة، وقد أظهر استطلاع أجرته مؤسسة جالوب في عام 2022 أن 64% من الأمريكيين لديهم "قدر كبير" من الثقة في جيش بلادهم.

 

وبالمقارنة مع توقعات دعاة حرب العراق، فإن النتائج التي تحققت كانت ضعيفة لدرجة أن التدخل العسكري اعتبر فشل أعاد للأذهان ما وقع في فيتنام، خاصة مع الهزيمة الكاملة في أفغانستان.

 

ووفقا للتقرير، الأخطاء والمبالغات والأكاذيب التي أدت إلى الغزو قدمت دروس للحاضر في الصراع وما بعده، منهم درسين أساسيين لا يجب تجاهلهما بالنظر للأوضاع والتوترات الحالية في العالم.

 

الأول هو عدم إلحاق الضرر بالمدنيين، حيث اشار التقرير الى إن الحجج التي قدمها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والرئيس الأمريكي السابق جورج بوش للحرب على العراق كانت كثيرة، ولكن كان المبدأ الأساسي لقضية التدخل العسكري هو أنه كان لمصلحة الشعب العراقي نفسه الذي سيحرَّر من قبضة طاغية وحشي - وفق ما تم تصوير صدام حسين في ذلك الحين  - الا ان التكلفة البشرية كانت باهظة إلى حد كبير حيث قدرت بـ 300 الف شخص من المدنيين قتلوا خلال الغزو

 

وبحسب التقرير، أحدث الغزو فراغ تسبب في رعب وموت الكثير من المدنيين ولدى العديد من العراقيين، كان العلاج الذي وصفه مهندسا الغزو الرئيس جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير "أسوأ من المرض"، قال أحد كبار ضباط المخابرات السابقين هذا الأسبوع "مهما كان النظام مروّعا، فإن الفوضى والاضطراب أسوأ"

 

أما ثاني الدروس ، فهو أن قرار الحرب يجب التشكيك فيه حتى اذا كانت المعلومات مصدرها الاستخبارات السرية فعند طرح قضية الحرب، ركز بلير تركيزا كبيرا على المعلومات الاستخباراتية التي رآها، والتي قال إنها أثبتت "بلا شك" أن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل. ولكن تبيّن، أن هذا كان خاطئا تماما، إذ لم تكن هناك أسلحة دمار شامل.

 

وقالت الصحيفة ان التحقيق انتهى في غزو العراق إلى أن رئيس الوزراء البريطاني آنذاك قد ضخم التهديد عمدا، وهذه الحقيقة وحدها تكفي لأن يصبح "ملعون في التاريخ"، وأشارت انه حتي التعامل بين اقرب الحلفاء يجب الا يقدموا لبعضهم الدعم بشأن شن حرب ويجب ان يكون لكل طرف قدرة التمييز منفردا مع الحق بالتراجع عند الشكوك في ارتكاب خطأ

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة