ظلت القاهرة الخديوية محط أنظار الأجانب الذين أبهرهم التخطيط فكتب عن قاهرة القرن التاسع عشر عدد كبير من المستشرقين، خصوصا فى عهد الخديوى إسماعيل الذى أخذ على عاتقه تجميل وتخطيط القاهرة.
وعن القاهرة الخديوية فى عهد الخديوى إسماعيل قال "بيردسلى" قنصل الولايات المتحدة فى مصر وفقا لكتاب حسين كفافى الخديوى إسماعيل ومعشوقته مصر: "بلغ التجميل والتبديل في القاهرة من بضع سنوات مدى يصعب على الأجنبى تقدير طبيعته ومداه حق التقدير ومنذ ست سنوات لم يكن الحيز الواقع بين القاهرة والنيل وبولاق إلا أرضاً تغمرها مياه الفيضان وهذا الحيز اليوم هو الحي الجديد الجميل ويسمى بحى الإسماعيلية هكذا أنشئت مدينة جديدة من المدينة القديمة حتي ضعاف النيل فكانهما نشأت بفعل السحر".
وفى رسالة إلى وزارة الخارجية الأمريكية يقول: بلغ التجميل والتبديل في القاهرة من بضع سنوات مدى يصعب على الأجنبى تقدير طبيعته حق التقدير وسكان القاهرة نصف مليون نسمة وهى قائمة بالقرب من المقطم على مسيرة ميل ونصف من النيل.
ومنذ ست سنوات لم يكن الحيز الواقع بين القاهرة والنيل وبولاق إلا أرضاً واسعة منخفضة تغمرها مياه الفيضان ولا تزرع منها غير بقع عند انحسار هذه المياه وهذا الحيز اليوم هو الحي الجديد الجميل ويسمي بحي الإسماعيلية تكريماً لسمو الخديوي، وقد ردم علي ارتفاع يتراوح بين ستة أقدام وثمانية أقدام بالأثرية التي جليت من أنحاء المدينة وقد خططت فيه طرق واسعة لسير العربات، تحف بها الأشجار ومنحت الأرض بالمجان لمن يتعهد بأن يقيم عليها بناء معين الرسم وهكذا أنشئت مدينة جديدة تماماً تتألف من أبية رائعة ، تمتد من المدينة القديمة إلي ضفاف النيل فأنهما نشأت بفعل من السحر.
كانت البقعة الشاسعة المعروفة باسم الأزبكية تقوم على جوانبها مجموعات من الدور الأوروبية يتألف منها الحي الأفرنجي.
ولم تكن هذه البقعة أيام الفيضاهات إلا بحيرة فإذا انحسرت المياه أصبحت مأوي للكلاب ومسرحاً للجنايات ومجتمعاً للسرقة وقد استحالت اليوم إلي حديقة عمومية رائعة الجمال ذات ممرات رملية وطرق ظليلة ومروج خضراء وما يأخذ فيها بالألباب، بحيرة صناعية آية في الجمال وتحف بهذه الحديقة أبنية أخاذة المطر منسقة علي طراز واحد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة