تبدأ الكاتبة اللبنانية البريطانية زهرة هانكير كتابها "آيلاينر.. تاريخ ثقافي" بإعجابها بعملية التجميل الأنيقة التي تتبعها والدتها وهي تمسح بدقة الكحل الأسود وتحلم بإظهار نفس الثقة في يوم من الأيام.
تأخذ الصحفية اللبنانية البريطانية قراءها بسلاسة إلى كيفية استخدام منتج التجميل في جميع أنحاء العالم من خلال روايات حميمة مع شخصيات متنوعة من ثقافات ومجتمعات مختلفة، متتبعة تاريخ صعود شهرة منتجات التجميل مع إلقاء نظرة سريعة على الطرق التي يخدم بها التجميل الأغراض الطبية، ويغذي الممارسات الروحية، ويرفع مستوى التعبير عن الذات وكيف يمكن اعتبار مجرد وجودها على جفن شخص ما شكلاً من أشكال التحدي.
تبدأ هانكير هذه الرحلة المدروسة بعناية من خلال تثقيف قرائها حول ملكة مصر الفرعونية نفرتيتي وصعودها كرمز "للجمال الأنثوي المثالي" فوفقا لكتابها أثرت الملكة المصرية بعد وفاتها على الثقافة السائدة، مما أدى في النهاية إلى ظهور منتجات التجميل في متاجر مراكز التسوق وفي إعلانات المكياج في جميع أنحاء المجتمع الغربي وهى تحمل صورتها وطريقة تحديد العيون، لكن أثناء عرض تفاصيل إرث نفرتيتي تتطرق إلى حقيقة كيفية استخدام صورة الملكة واستغلالها من قبل الثقافة الغربية.
يقع الكتاب فى 300 صفحة ويحتوي على معلومات كافية للقراء ليبتعدوا بمعرفة أكثر تعمقًا عن المنتج الأساسي الموجود داخل حقيبة مكياجهم فعندما يفتح القراء أداة تحديد العيون الخاصة بهم، سيتم تذكيرهم برجال الودابي الذين يضعون الكحل لتعزيز مظهرهم وجذب الشريك في طقوس طقوسية وسيفكرون في فنانات يحددن عيونهن كشكل من أشكال التضامن مع النساء في الوطن اللاتي لا يستطعن تحديد أعينهن علنًا سوف يتذكرون الملكات اللاتي اعتمدن على خطوطهن الجريئة والمبالغ فيها أثناء استعدادهن للأداء وقصص عائلة تشولا في الثقافة المكسيكية الأمريكية.
يغلق كتاب "محدد العيون" دائرة كاملة، حيث يسلط الضوء على مؤثري الجمال اليوم ويسمح للمشاهدين برؤية التأثيرات المتموجة للشعبية والتبادل الثقافي حيث يحمل منتج التجميل هذا خطًا ثابتًا يتمثل في التأكيد في نفس الوقت على الجمال والقوة التى تمتلكها نساء يضعن محدد العيون للشروع في رحلاتهن الشخصية.
كتاب زهره هانكير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة