نوبات هلع، وأمراض نفسية ، وإقبال متزايد علي الإدمان.. هذا ما آل إلية كثير من الإسرائيليين فى الآونة الأخيرة ، والسبب: العدوان علي غزة، والذي يتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستمراره مخلفاً وراء جرائمه فى غزة ما يزيد علي 21 ألف شهيد غالبتهم من المدنيين العزل ، وفي تل أبيب، جنود عادوا لتوهم من ميادين القتال مصابين بقائمة من الأمراض النفسية، وشعب يتزايد إقباله بشراهة علي المخدرات والمهدئات والمشروبات الكحولية، بحسب دراسات وتقارير نشرتها وسائل إعلام عبرية فى الأيام القليلة الماضية.
وتحت عنوان "التكلفة العقلية للحرب" سلطت صحيفة إسرائيل هايوم العبرية فى تقرير لها الضوء علي الآثار الذهنية والنفسية للحرب علي الجنود الإسرائيليين ، وكشفت عن إقدام أحد جنود كتيبة لواء مظليين كان ضمن العائدين من قطاع غزة علي مهاجمة زملاءه من أعضاء الكتيبة وذلك بإطلاق رشقات نارية من سلاحه الشخصي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجندي كان نائمًا في ثكنة عسكرية بعسقلان ، ثم استيقظ فى منتصف الليل، بعدما رأى كابوسًا بأحلامه، وأخذ سلاحه وفتح النار فى الغرفة، وأصيب عدد من الجنود المتواجدين فى المكان نتيجة كسر الزجاج وانتشار الشظايا بجروح.
ولفتت الصحيفة إلى أن زملاء وأصدقاء الجندى سيطروا عليه وهدأوه، كما أُرسل الجندى للفحص والعلاج، فيما خضع هؤلاء الجنود المصابين إلى العلاج.
وقال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على ذلك: "يرافق القادة المقاتلين إلى جانب الطاقم الطبى ويضمنون العلاج المناسب لكل جندي، ووقع الحادث أثناء انسحاب القوات من القتال فى غزة، وأصيب عدد من الجنود بجروح طفيفة جراء الشظايا وتم علاجهم".
وتابع: "لا نستطيع أن نوضح حالة الجندي، ونطلب احترام خصوصيته، وتم إبلاغ الحادثة إلى وزارة الدفاع التى فتحت تحقيقات ونظرًا للحالة الصحية للجندى الذى أطلق النار، لم يتم التحقيق معه حتى الآن، سيتم إجراء التحقيق عندما يصبح ذلك ممكنًا وفقًا لتقدير السلطات الطبية".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلى يعيد أصحاب الإصابات والمشاكل العقلية إلى وحداتهم فى أسرع وقت ممكن، حيث يجدون أن العودة إلى الوحدة هى أفضل طريقة لمواجهة الصدمة، موضحة أن هناك جنود حالتهم أكثر خطورة، فلم يعودوا إلى القتال مرة ثانية بل يتلقون العلاج الفوري.
حادثة عسقلان لم تكن الأولي من نوعها ، فقبل أيام ، أدلى جندي إسرائيلي عاد من قطاع غزة باعترافات صادمة أمام جلسة في الكنيست، مؤكدا أنه "يتبول على نفسه" من الرعب ليلا.
وقال الجندي أفيخاي ليفي، الذي انسحب من معارك غزة: "أتخيل مراراً قذائف آر بي جي تطير فوق رأسي وأتخيل نفسي داخل الجرافة وأقاتل وأشم رائحة الجثث.. أتبول على نفسي خلال نومي من الخوف.. وإذا لم أشرب زجاجة كحول فلا أتمكن من النوم".
ليفي الذي انهمر فى البكاء خلال الجلسة ، حمل فى كلمته الحكومة الإسرائيلية مسئولة ما آل إلية هو وكثيراً من زملاءه قائلاً: "هذه الحكومة تخلت عنا في الحرب.. قتلت رجالاً بيدي من أجلكم ، قتلت من أجلكم أكثر من 40 إنسان، دون مقابل، دون حتي أن يتوفر لي ما يلزم من علاج نفسي".
وبخلاف الجنود النظاميين والاحتياط ، يبدوا أن المجتمع الإسرائيلي بأكمله يعاني ، فبحسب دراسة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن هناك ارتفاعا كبيرا فى عدد الإسرائيليين الذين يستخدمون الحبوب المنومة والحشيش والكحول والأدوية المسببة للإدمان منذ العملية، وهو ما يحمل آثارا عقلية بعيدة المدى على الإسرائيليين.
ورصدت الدراسة ارتفاعا ملحوظا فى استهلاك المواد المسببة للإدمان بعد بداية الحرب، حيث أشار 16% من المشاركين إلى زيادة طفيفة فى تعاطى النيكوتين، بينما أشار 10% إلى زيادة فى استهلاك الكحول، وأبلغ 5.5% عن زيادة فى تعاطى القنب، كما شهد استخدام العقاقير الطبية التى قد تؤدى إلى الإدمان ارتفاعا كبيرا، مع زيادة استخدام المهدئات بين 11% من المشاركين، والحبوب المنومة بين 10%، ومسكنات الألم بين 8%.
التقرير ليس الأول من نوعه، فهناك تقارير أخرى جاءت لتعكس التداعيات الكبيرة لطوفان الأقصى على الإسرائيليين، منها ما رصدته دراسة أجرتها جامعة يافا، بأن 60% من المجتمع الإسرائيلى بات يعانى من اضطرابات التوتر الحاد، بعد عملية طوفان الأقصى.
وقالت سفيتلانا فيزالينسكى المشرفة على الدراسة من جامعة يافا، لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن المعدل المذكور من حالات التوتر الحاد غير مسبوق عبر مختلف الحروب التى دخلتها إسرائيل.
وأوضحت الدراسة أن المصابين بالتوتر الحاد الذين تعنيهم الدراسة هم من غير المتأثرين مباشرة بالحرب، إذ لم يسقط أحد أقاربهم بين القتلى أو تعرضت ممتلكاتهم للدمار ضمن عملية طوفان الأقصى.
وذكرت الدراسة أن من أعراض التوتر الحاد: "الاكتئاب، والكوابيس، ومحاولات الهروب من الواقع، وأعراض جسدية كتسارع ضربات القلب وكثرة إفراز هرمونات التوتر".
وفى دراسة منفصلة لجامعة يافا ونشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت قبل أسبوعين، تبين إصابة 60% من المجتمع الإسرائيلى باضطرابات التوتر الحاد، بعد عملية طوفان الأقصى.
وقالت سفيتلانا فيزالينسكى المشرفة على الدراسة من جامعة يافا، لصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن المعدل المذكور من حالات التوتر الحاد غير مسبوق عبر مختلف الحروب التى دخلتها إسرائيل.
وأوضحت الدراسة أن المصابين بالتوتر الحاد الذين تعنيهم الدراسة هم من غير المتأثرين مباشرة بالحرب، إذ لم يسقط أحد أقاربهم بين القتلى أو تعرضت ممتلكاتهم للدمار ضمن عملية طوفان الأقصى.
وذكرت الدراسة أن من أعراض التوتر الحاد: "الاكتئاب، والكوابيس، ومحاولات الهروب من الواقع، وأعراض جسدية كتسارع ضربات القلب وكثرة إفراز هرمونات التوتر".
وتابعت الدراسة أن التوتر الحاد قد يؤدى لمرض اضطراب ما بعد الصدمة. وأشارت إلى أن الشباب هم أغلب ضحايا التوتر الحاد منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى.
وتوافقت الدراسة، مع إجراء دراسة من جامعة تل أبيب تقارن بين مستويات التوتر بين عملية طوفان الأقصى وحرب صيف 2014، إذ ارتفعت معدلات التوتر الشديد إلى 7% لصالح طوفان الأقصى والتوتر المتوسط بنسبة 19%.
يذكر أن الدراستين أفادت إحداهما بإصابة 40% من الإسرائيليين بالاكتئاب منذ بداية طوفان الأقصى، بينما كشفت الثانية عن إصابة 30% باضطرابات ما بعد الصدمة.
كما أبرزت القناة 12 فى حديثها مع بوعاز تشانى الصيدلى والمسؤلين عن مكابى فارم، أن صندوق المرضى الخاص بمرضى مكابى أظهر أرتفاعاً بنسبة 90% من الطلب بالوصفات للمساعدة فى التخلص من القلق ومحاولة النوم لفترات متصلة بسبب عملية طوفان الأقصى وكذلك الطلب بدون وصفات طبية "روشتات".
وقال نحن نقابل مرضى مكابى الذين يأتون إلى صيدليات مكابى ويطلبون المساعدة وأدوية للنوم والقلق بسبب خوفهم من حرب غزة، ويأتى أشخاص يريدون النوم لفترات متصلة إلى الصيدليات للحصول على استشارات طبية ويطلبون المساعدة للحصول على أدوية بدون "وصفات طبية" مع المكملات الغذائية التى تستطيع أن تعالج الوضع.
وأضاف الصيدلى أن الارتفاع يشمل توافد الكثير من الاشخاص وأن 90% من المرضى الذين يأتون لطلب المساعدة هم مرضى لم يكونوا فى حاجة لمثل هذا النوع من الأدوية فى الماضى، وقال للمرة الأولى نواجه مثل هذا الأمر ونواجه أشخاصا يجدون صعوبة فى النوم ليلاً ويشعرون بالضغط والقلق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة