مع اشتداد وتيرة الحرب فى قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال الإسرائيلى، تزداد ضغوط عائلات الرهائن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لإعادة أكثر من 100 رهينة إسرائيلى يعتقد أنهم ما زالوا محتجزين فى غزة.
وقال نتنياهو بعد زيارة غزة أمس الاثنين، وفقا لبيان صادر عن حزبه الليكود أن الهجوم على غزة "ليس على وشك الانتهاء.. نحن نقوم بتوسيع القتال فى الأيام المقبلة وستكون هذه معركة طويلة."
وبينما تعهد بمواصلة الحرب خلال خطاب ألقاه فى البرلمان، قاطعه أقارب الرهائن وطالبوا بإعادتهم على الفور. وصرخوا قائلين "الآن! الآن!".
وأطلقت العائلات التى كانت تنتظر عودة أحبائها بعد 80 يوما من الأسر صيحات الاستهجان ضد رئيس الوزراء، حيث قال نتنياهو أن القوات الإسرائيلية بحاجة إلى "مزيد من الوقت" لزيادة الضغط العسكرى على حماس، وهو ما قال إنه سيساعد فى تأمين إطلاق سراح الأسرى، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وفى وقت لاحق، تجمع المتظاهرون بالقرب من مقر وزارة الدفاع فى وسط تل أبيب قبل اجتماع مجلس الوزراء الحربى، حاملين لافتات تطالب "أطلقوا سراح رهائننا الآن - بأى ثمن!"
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد أن إسرائيل بحاجة إلى "إعادة الرهائن إلى وطنهم الآن"، مضيفا: "نحن لا نفعل ما يكفى". وقد قوبلت تصريحاته بتصفيق من عائلات الرهائن.
كما هدد ارتفاع عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين خلال العملية البرية بتقويض الدعم الشعبى للحرب. وأعلن الجيش الإسرائيلى مقتل جنديين آخرين يوم الاثنين، ليصل إجمالى القتلى فى الحرب إلى 156.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من أقرب حلفائها، الولايات المتحدة، لخفض كثافة العمليات فى غزة والحد من الوفيات بين المدنيين.
وعلى الرغم من صدور قرار مجلس الأمن الدولى الذى طال انتظاره يوم الجمعة والذى دعا جميع الأطراف إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للعمل من أجل وقف إطلاق النار، فقد اشتد القتال على الأرض منذ انهيار الهدنة التى استمرت سبعة أيام فى بداية ديسمبر.
وفى وقت مبكر من يوم الثلاثاء، أفاد سكان فلسطينيون عن وقوع عدة غارات جوية بالقرب من مستشفى ناصر فى خان يونس، أكبر منشأة طبية فى جنوب قطاع غزة. وقال مسئولو صحة فلسطينيون أن سبعة أشخاص قتلوا فى غارة جوية إسرائيلية على منزل فى حى الأمل بمدينة خان يونس.
ومن ناحية أخرى، قالت جيما كونيل رئيس فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الآف الفلسطينيين في قطاع غزة اتبعوا أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي وبحثوا عن الأمان في مناطق محددة ليجدوا أنه لم يتبق أمامهم سوى مساحة صغيرة في القطاع المكتظ بالسكان.
وتحدثت كونيل، وفقا لقناة (الحرة) الفضائية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، والتي تقود فريقا إنسانيا تابعا للأمم المتحدة في قطاع "غزة" وتعمل منذ عدة أسابيع هناك، أنها زارت حي دير البلح ، وسط قطاع غزة، وكان الناس يتجهون جنوبا ومعهم كل ممتلكاتهم في شاحنات صغيرة وسيارات في محاولة للعثور على"مكان آمن".
وأشارت إلى أنها "تحدثت إلى العديد من الأشخاص. هناك مساحة صغيرة متبقية هنا في رفح لدرجة أن الناس لا يعرفون إلى أين سيذهبون، ويبدو الأمر وكأن الناس يتم نقلهم حول رقعة شطرنج بشرية لأن هناك أمر إخلاء في مكان ما".
ووصفت المسئولة الأممية، أنها "رقعة شطرنج بشرية" يفر بداخلها آلاف الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات بالفعل، لافتة إلى أنه ليس هناك ما يضمن أن وجهتهم القادمة ستكون آمنة، حيث أن "الناس يفرون من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى. لكنهم ليسوا آمنين هناك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة