أعلن المجلس الأعلى للثقافة إذاعة تسجيلات نادرة للفقرات الغنائية لمسرحية عبد الرحمن الناصر، والتي لحنها خالد الذكر فنان الشعب سيد درويش عام1921، على القناة الخاصة للمجلس على يوتيوب، وذلك فى إطار ختام الفعاليات الثقافية التي نظمتها وزارة الثقافة المصرية بمناسبة مئوية رحيل الفنان سيد درويش.
وتأتي التسجيلات ضمن نتاج أعمال لجنة جمع وتوثيق التراث الموسيقي المشكلة بالمجلس الأعلى للثقافة المكونة من أساتذة علوم الموسيقى من بينهم الدكتورة رشا طموم، والدكتورة عزة مدين والدكتور محمد شبانة والدكتور أحمد الطويل والدكتور خيري عامر والدكتور أحمد الحناوي، وتضطلع اللجنة بمهمة فحص الوثائق والمدونات والتسجيلات ومحاضر جلسات اللجنة التي تشكلت في خمسينيات القرن الماضي من كبار الموسيقيين منهم "الدكتور حسين فوزي وعبد الحميد عبد الرحمن ومحمد القصبجي وأحمد شفيق أبو عوف وعلى إسماعيل وعبد الحليم علي وإبراهيم شفيق وعلى فراج"، وانضم لهم خلال عملهم المؤرخ الموسيقى محمود كامل وكانت مهمة تلك اللجنة جمع وتوثيق تراث المسرح الغنائى فى مصر فى عشرينيات القرن العشرين لوجود رغبة واضحة آنذاك في إعادة تقديمه برؤية جديدة.
ومن ثم فقد شُكلت لجنة فنية من كبار الموسيقيين لجمع ما بقى من تراث المسرح الغنائي ممثلاً في المدونات الموسيقية والنصوص الأدبية، وقد استمر عمل اللجنة أربعة عقود تغير خلالها أعضاؤها في محاولة لجمع تراث كل من سلامة حجازي وداود حسني وکامل الخلعى وسيد درویش، وعلى الرغم من الجهد الكبير الذى تم في جمع وتدوين هذ التراث المهم لم تنته هذه اللجان من عملها وتوقفت أكثر من مرة دون أن يظهر عملها إلى النور، وبقى محفوظًا لدى المجلس الأعلى للثقافة دون نشره أو الاستفادة منه علميًا أو فنيًا
ورغبة من وزارة الثقافة في استكمال أعمال اللجان السابقة تم تشكيل اللجنة الحالية والتي استأنفت عمل اللجان السابقة وكان أول انتاجها إصدار كتاب من جزئيين عام 2022 يضم عدد من المدونات والمحاضر والنوت الموسيقية التي تعتبر من أهم الأعمال تراثية في المسرح الغنائي وضم الكتاب بعض من أعمال سلامة حجازي وداود حسني وکامل الخلعى وسيد درویش.
كما واصلت اللجنة أعمالها في الاستماع إلى الألحان الخاصة بالفنانين المشار إليهم ومعالجة بعضها لتجهيزها للبث للجمهور واستعانت خلالها ببعض الرواة (الحفظة) من الفنانين الذين شاركوا في الغناء في الفرق المسرحية لرواد المسرح الغنائي المصري وتسجيلها على شرائط ريل ثم تدوينها، كما تم تكليف أحد أعضاء اللجنة بجمع كل المعلومات عن ظروف تقديم العمل وتاريخه والفنانين المشاركين فيه، وقد استعانت فى عملية التسجيل بمصاحب على آلة البيانو.
وعلى الرغم من أن هذه التسجيلات عن رواة أو حفظة لأنه لم يكن معتادا في بدايات القرن العشرين تسجيل العروض المسرحية، كذلك لم يقم سيد درويش بتسجيل كل أعماله على أسطوانات إلا أنها تعد الأقرب إلى الأصل، خاصة أن كثيرا من هذه الأعمال فُقدت تماما وبالتالي فإن إتاحتها يمكن أن يكون مفيدا في حركة إحياء هذا التراث الغنائي الأصيل.
واختارت أن يكون أول نشر لتلك التسجيلات فقرات غنائية من مسرحية "عبد الرحمن الناصر" ألحان سيد درويش"، على أن تواصل اللجنة بث باقي الأعمال تباعًا لإتاحتها للجمهور والمهتمين والمتخصصين من جهة ولتوثيقها رقميًا من جهة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة