أرفض دائمًا مفهوم الاستسلام ورفع الراية البيضاء، وأؤمن تمامًا بضرورة المحاربة لآخر نفس ممكن، فكلما انتهت الفرصة المتاحة اصنع فرصة أخرى للقتال عليها من زاوية أخرى وهكذا حتى ما لا نهاية، وبعد سنوات كثيرة من المحاربة والقتال على أشياء حتى وإن تحققت لن تصنع فارقًا كبيرًا، ولكنها ستكون تكليلاً للمجهود المبذول، بجانب الوصول إلى مرحلة الخروج الآمن.
من المرات القليلة التي توقفت قليلاً في الكتابة والسرد لمحاولة تبسيط ما أريد أن أحوله لكلمات ومن ثم تنشر، ولعل الوقوف المتكرر في سرد هذا المقال، هو مرآة لما أشعر به لحظة الخروج الآمن، فهو شعور مضطرب ويدعو للكثير من التساؤلات التي وإن طرحتها على نفسي ستكون إجاباتها أصعب من الرحلة الشاقة، ومنها، هل انتهى المطاف والقتال؟ هل تم إهدار كل تلك الطاقة في اللا شيء؟ هل إذا استمريت واستنزفت بعض الطاقة وأهدرت مزيدًا من المجهود حتمًا سأصل؟ ولكن سأصل إلى أين ولماذا على أن أصل؟
تساؤلات كما ذكرت أجد في إجاباتها صعوبة كبيرة في تلك المرحلة بالتحديد، ولكن بعد رفع راية الاستسلام والعودة مرة أخرى للراحة من مشقة التفكير والمجهود المبذول في اللا شيء، تكون تلك اللحظة هي التقاط الأنفاس أفضل من المحاربة على أي شيء لن يعود عليك بمردود إيجابي، وهنا أسلط الضوء على "علاقات إنسانية أو عملية أو حتى اجتماعية.. فلكل مجهود مبذول لابد أن يكلل في النهاية بعائد يساوي على الأقل مشقة الفعل، ولكن المحاربة على اللا شيء لن تجدي وتكون استهلاكًا كبيرًا للشخصية وتحولك تدريجيًا إلى شخص "غير مبالي".
فلعل الخروج الآمن ورفع الراية البيضاء هي أكثر اللحظات ترددًا لحظة وقوعها، ولكن عقب انتهائها والعودة مرة أخرى خطوة للوراء، فتلك هي الراحة، اللحظة التي تعقب الاستغناء، لحظة البدء من جديد، البدء على ماية بيضاء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة