وجهت الولايات المتحدة لإسرائيل تحذيرها الأقوى على الاطلاق منذ بدء حرب غزة، حيث طالبت تل أبيب أن تكون عملياتها العسكرية في غزة التي من المتوقع أن تشنها بعد انتهاء الهدنة موجهة، وأن تتجنب المزيد من تهجير الفلسطينيين وإلا ستتسبب في أزمة إنسانية تفوق قدرة العالم على الاستجابة لها.
قال مسئولون بإلادارة الامريكية ، إن البيت الأبيض أخبر إسرائيل ان تكرار حجم القصف في شمال غزة في جنوب القطاع المتوقع أن تقوم قوات الاحتلال بمهاجمته ما أن تنتهي الهدنة الإنسانية سيتسبب في أزمة إنسانية اكبر من قدرة أي سلاسل دعم على احتوائها، بالفعل قالت الأمم المتحدة إن الحرب تسببت في نزوح معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، التحذير الأخير الذي وجهته أمريكا لحليفتها إسرائيل هو الأقوى حتى الآن بشان المرحلة المقبلة من التحركات العسكرية، فعلى مدي أسابيع تمسكت الولايات المتحدة بقول انها لا تملي على إسرائيل كيفيه إدارة الحرب لكن مع تنامي الأزمة الإنسانية في غزة ارتفعت أصوات مسئولي البيت الأبيض الداعية لحماية المدنيين.
من ضمن النقاط الأخرى، قال المسئولين الأمريكيين لنظرائهم الإسرائيليين أنه من غير المقبول أن تستهدف العمليات العسكرية المقبلة البنية التحتية أو تكون سببا في قطع امدادات الطاقة والمياه من المواقع الإنسانية مثل المستشفيات والملاجئ المدعومة من الأمم المتحدة في وسط وجنوب القطاع، وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الحكومة الإسرائيلية رحبت بهذه الطلبات.
الدفع الأمريكي لجعل إسرائيل تخوض حرب أكثر دقة في العمليات العسكرية يشير إلى تحول جذري بعيد عن الدعم الكامل الذي قدمه بايدن في البداية لحملة تدمير فصائل المقاومة، وهو محور المشاورات المكثفة بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول كيفية التعامل مع الصراع الذي تعمل واشنطن مع حلفائها العرب لمنعه من التوسع إلى ما هو أبعد من غزة.
وعلى الرغم من استمرار دعم الولايات المتحدة لهدف إسرائيل في القضاء على فصائل المقاومة، إلا أنها تأمل في الحد من ضحايا المدنيين بعد أن تسبب القصف الإسرائيلي في استشهاد أكثر من 14 الف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال ما أشعل غضب عالمي.
وبالإضافة إلى الضغط من أجل المزيد من الضربات الجوية المستهدفة ، رفضت إدارة بايدن خطة إسرائيل لنقل جزء كبير من السكان المدنيين في غزة إلى "منطقة آمنة" ضيقة في منطقة المواصي بالقرب من الساحل وفقًا لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤول قوله : "لا يمكن أن يتكرر هذا الحجم من النزوح الذي حدث من الشمال إلى الجنوب، ، بل سيكون الأمر أبعد من التخريب ، وسيكون ذلك فوق قدرة أية شبكة دعم إنساني مهما تم تعزيزها."
وقالت نيويورك تايمز ان الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل تحديد المناطق القريبة من منشآت الأمم المتحدة أو غيرها من البنية التحتية المحمية كملاذات للمدنيين تسعى القوات الإسرائيلية إلى تجنبها، وتحث الولايات المتحدة أيضًا على استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى ما يقرب من مليوني مدني محاصر في غزة حتى بعد استئناف العمليات العسكرية.
وكشف مصدر للصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين سعوا إلى إقناع الإسرائيليين بتنفيذ عمليتهم على مراحل الأمر الذي قد يسهل إطلاق سراح المحتجزين، وأشارت إلى أن إسرائيل استخدمت هذا النهج في الأسابيع الأخيرة
وقال مسئول إسرائيلي: " حكومتنا تهتم بشدة بالمنظور الأمريكي" لكنه رفض تقديم أي تفاصيل أخرى عن التكتيكات العسكرية التي قد تتبناها إسرائيل.
ذكرت نيويورك تايمز إن تنفيذ هذه الاستراتيجية مع الموازنة بين الحاجة إلى الحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين قد يكون أمراً صعباً، ومع ذلك، أوضحت إدارة بايدن أنها مستمرة في الضغط على الإسرائيليين لعدم تهجير المزيد من الفلسطينيين.
وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يعتزم مواصلة إسرائيل القتال بعد انتهاء الهدنة، على الرغم من تمديدها يومين آخرين يوم الاثنين، وقال الجيش الإسرائيلي إن فصائل المقاومة أطلقت سراح 12 رهينة أخرى يوم الثلاثاء، من بينهم 10 إسرائيليين ومواطنين تايلانديين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة