عرف المصريون القدماء التبادل التجارى مع ما يعرف اليوم بإريتريا لجلب قرود البابون إلى معابدهم، وفقا لدراسة ألمانية جديدة تتبعت الحمض النووي لمومياوات البابون.
وكان المصريون القدماء من أشد المعجبين بقردة البابون، حيث ربطوها بالإله بابي، إله العالم السفلي والإله تحوت، الذي كان يُصوَّر أحيانًا برأس قرد البابون لذلك أبقوا القرود في الأسر، وأزالوا قواطعها الحادة حتى تكون أقل خطورة، وكثيرًا ما قاموا بتحنيطها لتقديمها قرابين للآلهة لكن قردة البابون لم تعيش في مصر على الإطلاق، كما تقول جيزيلا كوب، عالمة الوراثة بجامعة كونستانز في ألمانيا والمؤلفة الرئيسية لدراسة جديدة حول الحمض النووي لقرد البابون.
وقالت جيزيلا كوب لموقع لايف ساينس الأمريكي: "كانت هناك قصص جرى التأكد منها في الدراسة حول أنهم حصلوا عليها من بلاد بونت، هذه الأرض الأسطورية الغامضة".
وعلى الرغم من ذكر بلاد بونت في الوثائق المصرية القديمة، إلا أنه لم يكن من الممكن تحديدها على الخريطة، وفي عام 2020، استخدم ناثانيال دوميني، عالم الرئيسيات في كلية دارتموث، جزيئات من أسنان مومياء البابون القديمة للكشف عن النظام الغذائي لقردة البابون في بداية حياتها؛ ووجد أنهم جاؤوا من منطقة تشمل الصومال وإريتريا وإثيوبيا الحديثة.
ويعود تاريخ قرود البابون في تلك الدراسة إلى عصر الدولة المصرية الحديثة، في الفترة ما بين 1550 قبل الميلاد إلى 1070 قبل الميلاد ومنها استقى العلماء أول دليل دامغ على موقع بلاد بونت.
وقد تمكن العلماء أثناء العمل على تلك الدراسة بقيادة جيزيلا كوب من استخراج الحمض النووي من قرد البابون المحنط الذي يعود تاريخه إلى ما بين 800 قبل الميلاد و 540 قبل الميلاد.
وقالت جيزيلا كوب إن البابون هو الحيوان الوحيد غير الموطن في مصر والذي يرتبط بالآلهة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة