زكى القاضى

غزة.. الصهيونية والتهجير وأحلام أخرى

الأحد، 19 نوفمبر 2023 02:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدوا أن خطة الاحتلال الاسرائيلى تتطور يوميا للتعامل مع مجريات قطاع غزة، وذلك لاعتقادهم قبل شهر أن الحرب ستنتهى سريعا، غير أنهم يتورطون يوميا في خسائر اقتصادية وعسكرية كبيرة للغاية، تجعلهم يذهبون في السيناريوهات للسيناريو الأبرز حاليا على الساحة وهو سيناريو السيناريوهات، نعم هو سيناريو غير واضح المعالم، و لا يعرفون له بداية أو نهاية، فهم لا يعرفون هل يحتلون شمال غزة، أم يحتلون كامل القطاع، هل يتركون القطاع للسلطة الفلسطينية، أم يتركوه لسلطة فلسطينية بدون الرئيس الفلسطيني الحالي، هل يذهبون للحماية العربية على القطاع، أم توجيه طلبات لدول مثل مصر لادارة القطاع، أم حماية دولية بمشاركة منهم، وهل يقسمون القطاع لمربعات أمنية يأخذونها لعمل مستوطنات جديدة، أم يتركونه بعد أن ينتهوا من جرائمهم، والحقيقة أن كل تلك السيناريوهات مطروحة على مائدتهم وتناقش داخليا في حكومة الحرب بالشراكة والتنسيق الكامل مع الجانب الأمريكي حسبما تؤكد كثيرا من مراكز الأبحاث والمتابعة، و يعلم الاسرائيليون أن لديهم أنساق في تلك المخططات، ويحاولون التشويش على المخطط الأصلى الذى يميلون إليه، ويحاولون تطبيقه تدريجيا.
 
ومع كل التشويش والتدليس في سيناريوهات غزة، فهم يسيرون عن عمد وقصد نحو سيناريو بعينه، رغم أنهم لم يحققوا هدفهم في الأصل، فهم لم يسقطوا هدفا عسكريا يذكر، كما لم يحقق الأمريكان طوال تاريخهم في العراق وسوريا وأفغانستان أي شيئ يذكر، لذلك فهم يواصلون حربهم الدعائية والسياسية لاقناع الداخل لديهم انهم ينتصرون، محاولين كسر عزيمة أهل فلسطين باجبارهم على النزوح للجنوب، والموافقة على سيناريو التهجير بعد ذلك، وهم يسعون في ذلك سعيا غير مسبوق، متصورين أن الأطر النظرية التي يفعلونها يمكن تمريرها في حالة السيولة العالمية حول القضية الفلسطينية، مع علمهم التام  أن مصر قيادة وشعبا ترفض ذلك السيناريو، وهو سيناريو السيناريوهات بكل تأكيد،  وبالتأكيد هم يجهلون أنهم ذاهبون لحافة الهاوية، مدفوعين دفعا بشهوة تاريخية كبيرة، قد تؤرق مضاجعهم.
 
سيناريو التهجير يرتبط ارتباطا وثيقا بمستقبل غزة، فالبعض يذهب إلى أن هناك رؤية حول فتح باب الهجرة للفلسطينين إلى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بتوزيع عدد أهل غزة بينهم، وهو سيناريو خبيث للغاية، فمنذ عدة عقود كان الأوربيون يبحثون عن موطن لليهود لاقامة دولتهم، واختلفوا بين أوغندا والأرجنتين والولايات المتحدة، ثم ذهبوا أخيرا لفلسطين، وحاولوا بكل السبل وعبر تاريخهم تفعيل ذلك الأمر، ثم بعد ذلك يقررون حاليا اجلاء فلسطين من أهلها، متناسين ومتغافلين ان أهل فلسطين مرتبطين بأرضهم ارتباطا كاملا، ولن يتركوها، كما أن كافة دول العالم أعلنت رفضها القاطع لفكرة التهجير القسرى والتطهير العرقى، بل ورفضت الولايات المتحدة الأمريكية فكرة احتلال قطاع غزة أو الانتقاص من مساحته، وبذلك يكون هذا الحلم مؤجلا لدى قادة الصهيونية العالمية، ويجعل مستقبل غزة حتى الان يحمل بعدا نظريا لدى قادة الاحتلال الاسرائيلى ومن في حكمهم، ويحمل بعدا واقعيا وعملياتيا، وهو البعد الذى سيحكم مستقبل غزة و أهلها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة