تحظى جوه الفيوم أو كما يطلق عليها "بورتريهات الفيوم" فى متاحف مصر والعالم اهتماما كبيرا لما تحمله اللوحات من معانى بمختلف أشكالها وجميعها عبارة عن لوحات زيتية مرسومة بالشمع على الخشب أو القماش بإحجام لا تتجاوز 20× 30 سم ويجمع بينها لفتة الحزن المميزة فى الوجوه ونظرة العين الواحدة ومن المؤكد أن هذه اللوحات أثارت اهتمام العالم منذ عثر عليها علماء الآثار لتفردها وطبيعتها الواحدة.
متحف هولندى يعرض أربعين بورتريه من بورتريهات الفيوم
اكتشف علماء الآثار أكثر من 1000 من لوحات المومياء هذه، معظمها من مدينة الفيوم، مما أكسبها اسم "بورتريهات الفيوم" ولا تزال هذه الصور الساحرة والمحفوظة جيدًا آسرة، مما دفع متحف "ألارد بيرسون" في أمستردام إلى عرض ما يقرب من 40 لوحة من بورتريهات الفيوم في معرضه "وجهًا لوجه: الأشخاص الذين يقفون خلف صور المومياء"، والذي افتتح في 6 أكتوبر ويستمر حتى فبراير 2024.
وغالبًا ما تصور البورتريهات التي تم إنشاؤها خلال الفترة الرومانية في مصر (30 قبل الميلاد إلى 395 بعد الميلاد)، أفرادًا من ذوي التراث الأوروبى، الذين انتقلوا إلى المنطقة بعد حكم الإسكندر الأكبر، وسلالة البطالمة اللاحقة (305 إلى 30 قبل الميلاد) بقيادة أحد جنرالاته، والفترة الرومانية، عندما جعلت الإمبراطورية مصر مقاطعة.
وقد كان يتم رسم الصور على ألواح خشبية مع قطع الزاويتين العلويتين بحيث يمكن إدخالها بسهولة في ضمادات المومياء، على وجه الجسم المحنط، وفقا لما ذكره بن فان دن بيركن، أمين مجموعة مصر القديمة والسودان فى متحف ألارد بيرسون، لموقع لايف ساينس وهنا مجموعة من لوحات المومياوات المصرية القديمة أو بورتريهات الفيوم.
1. بورتريه أمونيوس
في "لوحة أمونيوس" المرممة والمرسومة على الكتان في وقت ما بين 225 و 250 م، يظهر شاب يحمل كأسًا فى يد وباقة زهور في اليد الأخرى، وأعطى الفنان أمونيوس عدة سمات مميزة، منها الشفاه الكبيرة والأذنان البارزتان وأكياس العين والأصابع المنحنية بشكل غريب، بحسب كتاب "صور المومياء في متحف جي بول جيتي".
2. أقراط اللؤلؤ
تظهر هذه اللوحة، التي تم رسمها في الفترة ما بين 150 و 200 ميلادية على الخشب، امرأة شابة ذات عيون بنية وأنف نحيل وحواجب كثيفة. وقال فان دن بيركن إن اللآلئ، مثل تلك التي ترتديها، هي واحدة من أكثر أنواع الأقراط "انتشارًا" في لوحات الفيوم.
ومع ذلك، هناك دائمًا سؤال حول المدة التي استغرقتها أزياء روما للوصول إلى مصر، وقال فان دن بيركن: "في بعض الحالات، ربما يكون شيء ما عصري في مصر قد أصبح خارج الموضة في روما نفسها".
3. الرجل الملتحي
في هذه الصورة، المرسومة على الخشب في وقت ما بين 175 و 225 م، نرى رجلاً ملتحيًا مجعد الشعر يرتدى ملابس بيضاء وتحاكى لحية الرجل شعر وجه الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس (حكم من 161 إلى 180)، والذي كان له لحية أيضًا.
مبيعات عالية فى المزادات
بيعت العشرات من بورتريهات الفيوم فى المزادات العالمية وكانت هذه البورتريهات ترسم على قماش الكتان الذى كان يلف به رءوس المومياوات المصرية منذ 2000 عام.
ورسمت هذه البورتريهات إبان فترة الوجود الرومانى فى مصر، وتوفر هذه البورتريهات نظرة ثاقبة حول عادات دفن الفترة الرومانية المصرية، وكذلك أسلوبهم واتجاهاتهم منذ القرن الأول إلى الثلاث الميلادى.
واعتقد القدماء المصريون أن روح المتوفى تسكن فى عالم أوزوريس إله العالم السفلى إلى الأبد، لذلك حرصوا على الحفاظ على جسد المتوفى وفقًا للتقاليد الفرعونية، لذلك كان يحنط جسد المتوفى واستمرت عملية التحنيط لعدة قرون حتى وصلت إلى العصر الرومانى بمصر آنذاك.
لماذا رسمها الفنانون؟
رسمت لعدة أهداف، منها تعليقها فى إطارات بمنازل الأشخاص أصحاب البورتريهات، وبعدما يرحلون عن عالمنا توضع اللوحات على قماش الكتان الذى كان يلف على أجسادهم، أو الهدف الثانى عندما يتوفى صاحب البورتريهة كانت تضع صورته على قماش الكتان ليطوفوا به، من خلال مواكب الاحتفالات بالمتوفى قبل مرحلة التحنيط.
فاللوحات الفيوم، صورت الأشخاص وهم فى مقتبل العمر وليس فى سن الشيخوخة، وتؤكد الأشعة المقطعية للمومياء أن أعمارهم صغيرة نسبية، وقد كانت وما زالت لوحات الفيوم تعد مصدر إلهام الفنانين حتى وقتنا هذا.
وتقدر قيمة اللوحة الفنية من بورتريهات الفيوم حسب حالتها لكنها تباع يما بين 150 إلى 250 ألف دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة