قصائد ولدت من رحم المعاناة.. شعراء المقاومة الفلسطينية تحدوا الحصار الغاشم

الخميس، 12 أكتوبر 2023 12:00 م
قصائد ولدت من رحم المعاناة.. شعراء المقاومة الفلسطينية تحدوا الحصار الغاشم فلسطين - أرشيفية
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انجبت الدولة الفلسطينية الكثير من المبدعين سواء فى المجال الأدبى أو الفنى، لنرى عظماء من صلب المعاناة،  وخلال العقود الماضية سطع نجم العديد من الشعراء الذين اتخذوا من الشعر وسيلة للتعبيرعن قضيتهم وإيصال صوتهم للعالم أجمع، فتمكنوا من خلال قصائدهم تحدى الحصار والأسلوب الخاشم الذى فرض على الشعب الفلسطيني، ولهذا نستعرض عدد من قصائد عددًا من الشعراء.

محمود درويش

"يعشعش فى حضن والده طائرا خائفا

من جحيم السماء، احمنى يا أبى

 من الطيران إلى فوق! إن جناحى

 صغير على الريح

والضوء أسود

 محمـــد، يريد الرجوع إلى البيت

 من دون دراجة

 أو قميص جديد

 يريد الذهاب إلى المقعد المدرسى

 إلى دفتر الصرف والنحو، خذنى

 إلى بيتنا، يا أبي، كى أعد دروسى

 وأكمل عمرى رويداً رويدا

على شاطئ البحر، تحت النخيل

 ولا شىء أبعد، لا شيء أبعد..

 محمـــد، يواجه جيشاً، بلا حجر أو شظايا

كواكب

 لم يلتفت للجدار ليكتب، حريتي

 لن تموت

  فليست له بعد، حرية  ليدافع عنها

 ولا أفق لحمامة بابلو بيكاسو

 فما زال يولد، ما زال

يولد فى اسم يحمله لعنة الاسم

 كم مرة سوف يولد من نفسه ولدا

ناقصا بلداً ناقصا موعدا للطفولة؟

 أين سيحلم لو جاءه الحلم

 والأرض جرح.. ومعبد؟..

 

 

"سميح القاسم"

تقدموا تقدموا

كل سماء فوقكم جهنم

وكل أرض تحتكم جهنم

تقدموا يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم

وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم

تقدموا تقدموا

بناقلات جندكم وراجمات حقدكم

وهددوا وشردوا ويتموا وهدموا

لن تكسروا أعماقنا

لن تهزموا أشواقنا

نحن القضاء المبرم

تقدموا تقدموا

طريقكم ورائكم

وغدكم ورائكم

وبحركم ورائكم

وبركم ورائكم

ولم يزل أمامنا طريقنا

وغدنا وبرنا وبحرنا وخيرنا وشرنا

فما الذى يدفعكم من جثة لجثة

وكيف يستدرجكم من لوثة للوثة

سفر الجنون المبهم

تقدموا وراء كل حجر كف

وخلف كل عشبة حتف

وبعد كل جثة فخ جميل محكم

وإن نجت ساق يظل ساعد ومعصم

تقدموا كل سماء فوقكم جهنم

وكل أرض تحتكم جهنم

تقدموا تقدموا

حرامكم محلل حلالكم محرم

تقدموا بشهوة القتل التى تقتلكم

 

"فدوى طوقان"

وهى الأبيات التي كتبت على قبرها:

 

كفاني أموت عليها وأدفن فيها

وتحت ثراها أذوب وأفنى

وأبعث عشبًا على أرضها

وأبعث زهرة إليها

تعبث بها كف طفل نمته بلادي

كفاني أظل بحضن بلادي

ترابًا،‌ وعشبًا، وزهرة. .

 

"توفيق زياد"

 

هنا باقون

كأننا عشرون مستحيل

فى اللد، والرملة، والجليل

هنا .. على صدوركم، باقون كالجدار

وفى حلوقكم

كقطعة الزجاج ، كالصبار

وفى عيونكم

زوبعة من نار

هنا .. على صدوركم ، باقون كالجدار

نجوع .. نعرى .. نتحدى

ننشد الأشعار

ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات

ونملأ السجون كبرياء

ونصنع الأطفال .. جيلا ثائرا .. وراء جيل

كأننا عشرون مستحيل

فى اللد، والرملة، والجليل

إنا هنا باقون

فلتشربوا البحرا

نحرس ظل التين والزيتون

ونزرع الأفكار، كالخمير فى العجين

برودة الجليد فى أعصابنا

وفى قلوبنا جهنم حمرا

إذا عطشنا نعصر الصخرا

ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل

وبالدم الزكى لا نبخل .. لا نبخل .. لا نبخل

هنا .. لنا ماض .. وحاضر .. ومستقبل

كأننا عشرون مستحيل

فى اللد، والرملة، والجليل

يا جذرنا الحى تشبث

واضربى فى القاع يا أصول

أفضل أن يراجع المضطهد الحساب

من قبل أن ينفتل الدولاب

لكل فعل رد فعل










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة