مات علام عبد الغفار، مات الذى كانت الابتسامة الحلوة لا تفارق ثغره، والكلمات العذبة تنطلق على لسانه، والخُلق المهذب يلازمه في كل تصرفاته.. أصاب المرض جسده، لكنه لم يصب قلبه، فقد ظل مؤمنًا بقضاء الله وقدره، محتسبًا عند الله الأجر والثواب.
كان علام عبد الغفار قبل موته يكتب عن أمه، وكأنه يريد أن يُخبرنا بأنه سيلحق بها في أقرب وقت، شعرت بذلك لكنني كذبت نفسي، فقد كان دائم الكتابة عنها، لكنه في الفترة الأخيرة كان وكأنه يكتب إليها، لا عنها.
على مدار سنوات لم أره يشتكي من أحد، ولم يشتكي منه أحد، كان مثالًا حيًا على النقاء ودماثة الخُلق.. مات فحزنت القلوب لموته، وسالت الدموع لفراقه، ولهجت الألسن بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.
كان الحديث بيننا عابرًا، لكنني كنت وما زلت أكنّ لك الكثير من الإجلال والاحترام، ولم أستطع أن أُمسك بالقلم لأكتب تأبينًا له بالأمس، فقد غلبني حزني، وعصاني قلمي، فكنت غير قادر على فعل شيء، سوى التفكير في سر حبنا له، وتعلقنا به، وحزننا جميعًا عليه، وذلك بالرغم من قلة الأعوام التي قضاها بيننا.
رحمك الله يا صاحب القلب الطيب، والخُلُق النبيل، وجمعنا الله بك على خير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة