سيشاهد زوار المتحف المصرى الكبير لأول مرة خرطوش الملك رمسيس الثانى، أسفل المسلة المعلقة، فى المتحف المصرى الكبير، وهى أول مسلة معلقة فى العالم، والتى تظهر براعة المصرى القديم فى تصميم ونحت الآثار القديمة، من خلال ابتكار جديد تم تنفيذه بأيادى مصرية خالصة وتصميم مصرى خالص، وسوف يظهر الخرطوش لأول مرة بعدما ظل مدفون منذ 3500 سنة.
من الناحية الأثرية اعتمد التصميم على إمكانية رؤية خرطوش الملك رمسيس الثانى الموجود أسفل قاعدة بدن المسلة الذى ظل بعيدًا عن الأنظار ما يقرب من 3500 عام تقريبًا ومن خلال التصميم يمكن للزائر لميدان المسلة الدخول إلى قاعدة المسلة لكى يرى القاعدة الأثرية أسفله وبالنظر إلى أعلى يمكن رؤية خرطوش الملك رمسيس الثانى فى بانوراما تخطف الأبصار.
وفى هذا الشأن قالت منة الله طاهر، منسق العلاقات الدولية بالمتحف الكبير: يعد هذا التصميم الأول من نوعه فى مصر والعالم، والذى صممه اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف المصرى الكبير، ويتيح التصميم الجديد للزائر رؤية فريدة، فهو سيقف على لوح زجاجى تحت قدميه مستقرًا فوق قاعدة المسلة، ويعلو رأس الزائر جسم المسلة، فإذا ما رفع الزائر بصره إلى أعلى، رأى حينئذ الخرطوش النادر الذى يحمل اسم الملك رمسيس الثانى، والذى يظهر فى باطن بدن المسلة، وذلك بعد أن ظل محجوبًا مخفيًّا عن الأنظار لأكثر من 3500 سنة، حينئذ يأتى التواصل البصرى الوجدانى بين عين الزائر الواقف فى المسافة بين قاعدة المسلة على الأرض، وبدنها المرتفع فوق الرؤوس، وهو إحساس إنسانى فريد يحدث لأول مرة.
من جانبه قال الدكتور عيسى زيدان، المدير التنفيذى لنقل وترميم الآثار بالمتحف المصرى الكبير، إن المتحف يتفرد بالعديد من الأمور، فالمتحف فى حد ذاته أمر متفرد ليس موجودًا بالعالم، ولكن بالفعل توجد أشياء سيراها الزوار لم يرها فى أى مكان فى العالم، منها المسلة المعلقة والتى تعود لعصر رمسيس الثانى، وأحضرناها من منطقة صان الحجر على عدة أجزاء، حيث تم معاينتها من قبل المهندس اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف الكبير، ورأى أن فى أسفل بدن المسلة خرطوش للملك رمسيس الثانى، ومع إجراء النقاش مع الأثريين وأهل العلم بالمتحف، حيث اقترح اللواء عاطف بأن يظهر ذلك الخرطوش، وبالفعل ظل يصمم حتى يستطيع الزوار أن يشاهدوا الخرطوس الذى ظل فى باطن المسلة 3500 سنة، وخرج بتصميم علمى محكم حتى تصبح أول مسلة معلقة على مستوى العالم، فى بانوراما عرض مبهر للغاية.
وأضاف الدكتور عيسى زيدان، وتمت مناقشة آليات رفع المسلة، التى يبلغ وزنها 110 أطنان، فقال للمهندس اللواء عاطف مفتاح، إنه سيصمم قاعدة تزن 300 طن، بحيث تبقى على مدار العقود المقبلة معلقة فى مكانها، كما أحاط القعدة الرئيسية بخندق، بحيث لا تتأثر بعوامل خارجية مثل الزلازل حال حدوثها، حتى لا تصل الاهتزازات لجسم المسلة، مشيرًا إلى أن الدراسة لتصميم القعدة استغرق 6 أشهر، فالأمر لم يكن سهلًا وخصوصًا أنها أول مرة تنفذ على مستوى العالم، وتم تجميع وترميم المسلة لتصبح وحدة واحدة من خلال مرممى المتحف الكبير بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، لتصبح المسلة مرفوعة على أربعة أعمدة محفورًا عليها اسم مصر بجميع لغات العالم ترحيبًا بالزائرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة