يقينا أن التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموي، يقوم بدور في غاية الأهمية والخطورة في المجتمع المصري، وذلك الدور جوهره الأساسي هو ملء المساحة في الشارع بين الدولة والمواطنين فيما يتعلق بمجال الخدمات والمساعدات والعمل الخيري و الأهلى، و تلك المساحة حسب كافة قراءات التاريخ المنصفة كانت مساحة مستغلة على مدار عقود مضت في استخدامات سياسية في غاية الخطورة، كان أخطر ما فيها هو ظهور أهل الشر باعتبارهم بديلا للدولة في الشارع، و حققوا من ذلك مكاسب كثيرة ربما أخطرها هو شغلهم منصب رئاسة الجمهورية في وقت من الأوقات، معتمدين على حصيلة ما قدموه في ذلك المجال تحديدا، غير أن الدولة الحقيقية و المؤسسية التى قامت بعد ثورة 30 يونيو 2013، والتي بدأت مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية في 2014، كان لها رؤية أخرى صادقة وواقعية، مفادها الأساسي هو التعامل مع الواقع المصري بتجرد تام، و البعد عن الأهواء و النشاطات الشعبوية، والتى كانت في وقت من الأوقات سببا رئيسيا في تفريغ الدولة من مضمونها الحقيقى، والاتجاه للعمل على الأرض و بالأرقام و توحيد الجهود و تعبئة الامكانيات، و لذلك كان التحدي هو العمل على منظومة متكاملة يمكنها التضفير والتشبيك بين معدلات النجاح الرئيسية وهي الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، فخرج التحالف الوطني للعمل الأهلى للنور، بشكل غير مسبوق على الاطلاق، و بأدوات جديدة وعملية و حقيقية يمكنها أن تتطور فتغطي كافة أنحاء الجمهورية في وقت من الأوقات، وليس ذلك الوقت ببعيد، خاصة في ظل قاعدة بيانات ضخمة متطورة يوميا، يمكنها أن تحقق النتيجة المطلوبة بدقة شديدة.
ومفهوم التحالف الوطني للعمل الأهلي الذى يضم مايقرب من 30 كيان و مؤسسة كبيرة قابلة للزيادة، مع تعامل قاعدي مع آلاف الجمعيات، يمكن استنباط فلسفته بشكل واضح من الاجراءت التى يقوم بها يوميا، وتلك الفلسفة قوامها الأساسي هو العمل ضمن منظومة متكاملة تخدم المواطن بكافة متطلباته، و تساعده في وقت من الأوقات على الخروج من دائرة العوز والاحتياج، لدائرة الاكتفاء و مساعدة غيره، فالتحالف الوطني يدخل البيت من بابه، فيساعد الأسرة بالغذاء و الكساء والدواء، ثم يرفع حالة المنزل لمن يحتاج بكافة الاشكال من تأهيل المنزل و أوجه الصرف و الماء النظيف، ثم يأخذ الأسرة للمرحلة الأخري والتى تحمل فلسفة الجمهورية الجديدة، فيقدم لها مشروعا للتمكين الاقتصادي يتناسب مع امكانيات الأسرة، سواء كان مشروعا صغيرا أو زراعيا أو يعتمد على حرفة الفرد، ثم يقدم له أيضا أدوات التوعية والارشاد، ثم ينتقل به لمنطقة التسويق والدعم، ولا يتركه حتي يكون قد حقق مكسبا لبيته ومن ثم يصبح عنصرا وقيمة مضافة في المجتمع ككل.
و تلك الخطوات و إن بدت بسيطة ويمكن اجمالها، الا أنها خطوات مكلفة و تستلزم جهد ووقت، و متابعة جيدة، حتي تحقق المنظومة هدفها، وبالتالي فالتحالف الوطني للعمل الاهلي مثله مثل مسار الجمهورية الجديدة، لديه فلسفة تدعم الاستثمار والتمكين الذاتي، و مساعدة الأفراد المميزين، كما أنه يحمل صفة المرونة والتطوير، التى تؤكد استمراريته دون الارتباط بأشخاص، و ذلك هو مربط الفرس الحقيقي، وهو فكرة الاستدامة التي تخدم ملايين المواطنين، و تساعدهم على مجابهة ظروف الحياة بتطوراتها، و حتي يكون الفرد شريكا في نجاح الدولة من نجاحه شخصيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة