تكمن أهمية الأخلاق في بناء المجتمع بأنه يمكن التعبير عنها بأنها قاعدة أساسية لبناء المجتمعات، حيث تبنى عليها جميع القوانين والأحكام، وهى الأساس الذي تقوم عليه مبادئ الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يجعلها أساس صلاح المجتمع، والدرع الواقي من المسببات المؤدية لانهياره، وتحويلها إلى مجتمعات تحكمها الشهوات أو الغرائز، وبالتالي سيادة قانون الغاب فيها، وتعتبر الأخلاق العنصر الأساسي في إنشاء أفراد مثاليين، وأسر سليمة، ومجتمعات راقية، ودول متقدمة، لذلك تلعب الأخلاق دورا أساسيا في تهذيب المجتمعات، وإعدادها إعدادا فاضلا، علما أن الأخلاق المثالية هى العاصمة للمجتمعات من الانهيار والانحلال.
ولأنها هى التي تصون المدنية والحضارات من الضياع، مما يجعلها المسبب الأساسي لنهضة الأمم وقوتها في تنمية الشعور الجماعي، لذا تلعب الأخلاق دورا أساسيا في تنمية الشعور الجماعي بالآخرين، وفي تنظيم العلاقات بين الأفراد، الأمر الذي يقوي أواصر المجتمع، ويزيد من ألفته، ومن تعاونه، وتماسكه، وبالتالي قوته، فضلا عن تنمية الإرادة تلعب الأخلاق دورا في تنمية الإرادة، ووضع حدود للشهوات، الأمر الذي يدفع الأشخاص لإشباعها بالطرق الصحيحة والشرعية، وبالتالي كبح جماح النزوات، وتعتبر الأخلاق الدستور المثالي الذي يتم تقييم الأفعال والتصرفات بناء عليه، علما أن كل ما يتفق مع التصرفات هو حسن ومحترم وخير، وكل ما يخالفها فهو شر ومحتقر وسيئ، الأمر الذي يوحد هذه القيم لدى أفراد المجتمع، لذا أطلقت الشركة (المتحدة للخدمات الإعلامية) مبادرة غاية في الاحترام والتحضر بعنوان (أخلاقنا الجميلة).
هدف المبادرة هو بالطبع تعزيز الأخلاق وتقويتها في النفوس وتربية الأبناء تربية صالحة، وتوجيههم، وتنشأتهم على مكارم الأخلاق، كالحياء، والصبر، والعفة، والكرم، والتسامح، وغيرها، الأمر الذي يوصل الأفراد إلى حالة من النضوج العاطفي والفكري، وبالتالي ينتقل الفرد من طور الانضباط بسبب الآخرين إلى طور الانضباط بواسطة الذات، مما يدفع الأفراد للحفاظ على القانون واحترامه، وبالتالي حماية قيم المجتمع و توفير طرق لإشباع الغرائز بطريقة نظامية، وذلك بتوفير فرص عمل صحيحة وسليمة، ورفع دخل العاملين، وتهيئة المجال لهم للزواج، وإغلاق باب إشباع الغرائز بطريقة فوضوية، وذلك بالكف عن الأذى ببث الثقافة الأخلاقية، وذلك من خلال التوجيه الإعلامي الأخلاقي - كما نشاهد بعض الفواصل على القنوات التابعة للمتحدة - إنطلاقا من أن الإعلام يلعب دورا أساسيا في التأثير على الرأي العام، وظني أن هنالك خطة للمتحدة لضرورة الابتعاد عن الأعمال ذات المفاهيم الركيكة والسطحية، وذلك للمحافظة على ديمومة الأخلاق واحترامها، مع ضرورة وجود قوى رادعة تحاسب المتجاوزين.
أعتقد أن المتحدة ستحرص في مضمونها عبر الدراما التلفزيونية والسينما على اختيار أعمال تحرص على النسق الأخلاقي ترتيبا على قاعدة أنه (لا يعتبر إنسانا إلا بأخلاقه، وإلا سيصبح حيوانا ضاريا كاسرا، يحطم ويكتسح كل شيء، وخصوصا وهو يتمتع بالذكاء الخارق، فيثير الحروب الطاحنة، لغرض الوصول لأهدافه المادية غير المشروعة، ولأجل أن يبيع سلاحه الفتاك، يزرع بذور الفرقة والنفاق ويقتل الأبرياء)، وكما عانينا طوال السنوات الماضية من أعمال تنشد الفوضى والعشوائية التي تخاصم القيم والأخلاق وتزرع العنف في نفوس الشباب.
وبالتأكيد فإن تلك الأعمال سوف تعمل على بلورة صورة الإنسان المصري في ظل أزمات السياسة والاقتصاد، والذي قد يبدو البعض منه متمدنا في الظاهر، إلا أنه لا يقوم له شيء، ولا يميز الحلال من الحرام، ولا يفرق بين الظلم والعدل، ولا الظالم والمظلوم، لذا رأت المتحدة إن للأخلاق أهمية بالغة، ولا تقتصر هذه الأهمية والتأثير على الفرد وحده، بل تتعدى هذه الأهمية لتعم المجتمع كله؛ إن للأخلاق أهمية عظيمة للفرد، ويتجلى ذلك في العديد من الأفعال والسلوكيات، فالأخلاق تمنح الفرد إمكانية اختيار السلوك الصادر عنه، وتحديد شكله، مما يعني الإسهام في تشكيل شخصيّة الفرد، وتحديد أهدافه في الحياة، وتلك مهمة الدراما التلفزيونية الحالية.
ومن خلال الاختيار الجيد للأعمال الدراميا القادمة بعد إطلاق مبادرة (أخلاقنا الجميلة)، سوف تركز المتحدة في إنتاجها حتما على الجوانب الإخلاقية، إذ بالأخلاق والتحلي بها يتمكن الفرد من مواجهة ضعف نفسه، ومجابهة التحديات والعقبات التي تواجهه في حياته، والأخلاق تساعد الفرد على ضبط شهواته وهواه ومطامع نفسه، حيث تكون تصرفاته كلها متسقة على ضوء ما يتحلى به من الأخلاق الحسنة، لذا فإن المسلسلات القادمة في موسم رمضان حتما ستركز على مفهوم (الأخلاق تسمو بالإنسان فوق الماديات المحسوسة، فيرتفع الإنسان بالأخلاق إلى درجات رفيعة من الإنسانية).
نحن بحاجة ماسة في ظل وجود شبكات (التباعد الاجتماعي) أن يكون لدينا أعمالا درامية تدعو إلى أن تتمسك المجتمعات والأمم بالأخلاق الحسنة والتزامها بها، وهذا يعد سببا في حفظ المجتمعات والأمم وبقائها، ودوام مجدها وعزتها، بينما يعد انحلال الأخلاق سببا في زوال المجتمعات، وانحلالها، وتلاشي أثرها، فقد تعرضت عدة أمم سابقة لسخط الله تعالى، وحل عليها عذابه؛ بسبب ما كانت عليه من سوء الخلق، وشاهد ذلك في القرآن الكريم، قول الله - تعالى - في سورة الإسراء: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا*وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)، فسوء الأخلاق مؤذن بخراب المجتمع ودماره وانهيار كيانه.
وقد عبر الشاعر أحمد شوقي عن هذا الأمر، حيث قال: (وإذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا).
نعم يا سادة نحن بحاجة لأعمال درامية (اجتماعية وكوميدية) يمكنها ترميم تلك التصدعات في جدار المجتمع العصري الذي تهالك بفعل الفوضى والعشوائية، فالأخلاق التي سوف تطرحها أعمالنا التلفزيونية يمكن تحفظ للمجتمع تماسكه واستقراره، بتحديدها للمثل العليا، والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها، مما يجعل الحياة الاجتماعية سليمة ويبقيها متواصلة، كما القيم الأخلاقية للدراما تساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه؛ وذلك بتحديدها للاختيارات الصحيحة والسليمة التي تسهل حياة عموم الناس، وتحفظ كيان المجتمع في إطار موحد ومحدد، كما أنها تسهم في ربط أجزاء المجتمع الثقافية بعضها ببعض؛ إذ تجعلها تبدو متناسقة ومتجانسة، كما تعطي الأخلاق أيضا النظام المجتمعي أساسا إيمانيا وعقليا.
ظني أن (مبادرة المتحدة) تأتي من إيمان عميق للدور المجتمعي للشركة الأم في الإنتاج الدرامي المصري، بأن الأخلاق تقي المجتمع من الأنانية المفرطة، وطيش الشهوات، ونزوات الأهواء التي تضر بأفراده، وتخل بنظامه، كما أنها تزود المجتمع بصيغة تبين كيفية وطريقة التعامل مع العالم الطبيعي والبشري، و فوق كل ذلك فإنها تزود المجتمع بالصبغة الملائمة التي تربط بين نظمه الداخلية المختلفة، منها: الاقتصادية، والسياسية، والإدارية، مما يؤدي إلى إحاطته بسياجٍ واقٍ يقيه من التفكك والانحلال، وما يترتب عليهما من مخاطر وأضرار، وفقا لما ذكره بيان المتحدة الذي دشن تلك المبادرة قبل أيام.
ونأتي للمشروع الذي أطلقته المتحدة للخدمات الإعلامية حيث تستعد الشركة خلال الفترة القادمة لإطلاق (أكبر مشروع محتوى أطفال في الاعلام العربي)، من خلال خريطة برامجية ودراما وأعمال كارتونية موجهة للأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، وتطلق المتحدة خلال الأيام القادمة أكبر شركة إنتاج متخصصة في محتوى الطفل بكافة مستوياته وهى "نبتة" التي ستبدأ بـ 7 أعمال كبرى سواء برامجية أو كارتونية أو عرائس ومسابقات ومفاجآت كبرى سيتم الإعلان عنها قريبا والتي ستصبح رائدة في مجال محتوى الطفل على كافة المستويات.
كما تبدأ الخريطة البرامجية الجديدة في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل بتخصيص فترات مفتوحة للأطفال في قنوات المتحدة المختلفة تتضمن كارتون وبرامج أطفال منها برنامج (رحلة سعيدة) تقديم "زهرة رامي"، والكاتبة "سماح أبو بكر عزت"، والطفلة "كندة" بالإضافة إلى عرائس "يحيى وكنوز" على قنوات cbc والتليفزيون المصري وبرنامج "أطفال الحياة" تقدمه "سلمى صباحي" على قناة الحياة ، بالإضافة إلى تحضير الجزء الثاني من مسلسل "يحيى وكنوز" بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي يتضمن القيم والأخلاق النبيلة وتربية الأطفال، كما سيتم إطلاق 26 أغنية ترفيهية وتعليمية جديدة للأطفال منها الابجدية العربية وجدول الضرب وأغاني تحث على احترام الكبير وقيمة العائلة والانتماء للوطن.
وقررت المتحدة تخصيص فقرات في البرامج الدينية للأطفال وذلك لتعاليم الدين الصحيح وقيم التسامح والمحبة وتعليم الاطفال، وتخصيص فقرات في برامج (التوك شو) يومي الجمعة والسبت "إجازة المدارس"، وكانت أطلقت المتحدة أكبر مشروع مواهب كرة قدم في تاريخ مصر وهو "كابيتانو مصر" بالتعاون مع وزارة الشباب واختبر فيه حتى الآن 50 ألف موهبة سن 14 سنة في معظم المحافظات وسيتم تبني أفضل المواهب فيهم، وكانت المتحدة أيضا قد دشنت منذ أيام مبادرة (أخلاقنا الجميلة) التي لاقت ردود فعل جيدة وتستهدف بناء الإنسان المصري بمختلف مراحله العمرية وأطلقت فقرات للأطفال في برنامج 8 الصبح على قناة dmc.
وتعمل الآن كل قطاعات (المتحدة للخدمات الإعلامية) على تبني أفكار جديدة ومختلفة للأطفال تبني جيلا جديدا منتمي للعائلة والوطن وذلك إطار مبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي "بناء الوعي" التي تستهدف حق الأجيال القادمة في التربية والتعليم على أسس سليمة تقوم على المواطنة والتسامح والاخلاق النبيلة وتنمية المهارات .
ولاشك أن مبادراتي (أخلاقنا الجميلة، ومشروع محتوى الطفل) اللتين أطلقتهما الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، هى محاولة للتذكير بالقيم الإنسانية والتقاليد الأصيلة، خاصة أن المواطنين فى الشوارع يتحدثون عن الحنين إلى الماضى حيث كانت تسود الأخلاق فى كل شيء، وهدفها التأكيد على فكرة الأخلاق التى تربينا عليها واحترام الإنسانية، واحترام الأكبر منا وحسن الجيرة وحسن المعاملة والأمانة والشرف والأدب فى التعامل، وهنا أشيد بتلك الحملة التي تنطلق على عدة مراحل، عبر وسائل المتحدة للخدمات الإعلامية المختلفة، والهدف منها تربية أجيال جديدة على القيم والعادات والتقاليد المصرية الأصيلة، وتذكير الأجيال الحالية بما تربينا عليه من قيم إنسانية.
ومرة أخرى أوكد على ضرورة الحرص في المستقبل القريب والمنظور على إنتاج برامج ومسلسلات (اجتماعية، وكوميدية) تراعي الأسرة والمجتمع وتعلي من شأن المرأة المصرية التي أساءات لها أعمال كثيرة من قبل، ولن نؤكد من الآن فصاعدا على أن البيت قيمة كبيرة والأسرة قيمة كبيرة وتربية الأولاد قيمة كبيرة أيضا، كما ينبغي أن ننأى بأعمال الدرامية وجود صراع بين الرجل والمرأة فالغلبة فى صالح البيت، فالمرأة لها رأى والطرف الآخر وهو الزوج وشريك لديه رأى فما هو فيه مصلحة البيت، فالعلاقة ليست حربا، والموضوع ليس معركة مع الرجل أو المرأة، خاصة بعدما أصبحنا نعيش وسط التريندات، فنحن تعلمنا أن البيوت أسرار، ووصية الأم لأى بنت عندما تتزوج أن مشاكلك لا تخرج من بيتك فخروج أسرار البيوت له عواقب وخيمة، ولكن أصبحنا نعيش تريندات تدخل داخل البيوت ونقول للسيدات ماذا يفعلن فى بيوتهن وماذا لا يفعلن، وهذا خطأ، وفالرجل والمرأة كيان أسرى واحد لاينبغي تكسيره وإثارة الشقاق الذي يؤدي للخراب.
وأخيرا : مصر دولة لها أصالة وقيم وتاريخ وحضارة، وآن الأوان لنضفى الأخلاق فيها لتجميل السلوكيات التى وصلت فى بعض الأحيان إلى العنف والقتل بالمجتمع كما عبرت عنه بعض الأعمال الدرامية للأسف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة