إن رزق الله للبلدان واسع فهو كريم لا يبخل أبدًا، وقد كان رزق مصر من أوسع الأبواب، فقد منحها الله سبحانه وتعالى أجيالاً من صناع الحضارات منهم بليغ حمدى.
يعد الفنان بليغ حمدى واحدًا من أبرز الملحنين فى صناعة الموسيقى العربية، بدأ نجوميته مبكرًا وكان ارتباط اسمه بأم كلثوم بمثابة مجد عظيم وضع بليغ على القمة حتى رحيله فى سنة 1993.
ولو اطلعنا على كتاب "بليغ حمدي" للناقد الفنى والكاتب أيمن الحكيم، سنقرأ مثلاً، كان عام 1957 هو عام الحسم فى حياة بليغ حمدي، كما وصفه صديقه "فوبيل لبيب" ففى ذلك العام بدأت رحلة بليغ الفنية مع عبد الحليم حافظ، أعطاه فى البداية لحن "تخونوه" ونجحت الأغنية فتبعه بلحن "خسارة خسارة.. فراقك يا جارة" الذى قال عنه زكريا أحمد إنه مثال للحن العربى العصرى الصميم.
وكان عام 1958 هو عام التألق فى حياة بليغ بعدما لحن لنجاة "مش هاين أودعك" و"ما تحبنيش بالشكل ده" لفايزة أحمد، وأثناء ذلك بدأ اسم بليغ يتردد على كل لسان وينضم لقائمة نجوم التلحين المطلوبين من مشاهير المطربات والمطربين، وكتب عنه النقاد حينها يصفونه بأنه ملحن الجمل المفيدة الجديدة المختصرة وقالوا لو كان للبرقيات لغة فى الموسيقى لكان ألحان بليغ حمدى هى تلك اللغة.
وفى أواخر هذا العام حدث اللقاء الذى رتبه القدر بين بليغ والسيدة أم كلثوم، ليدخل بعده الموسيقار الصغير السن الضئيل الجسم تاريخ الموسيقى العربية من أوسع أبوابه.
لحن بليغ لأم كلثوم 11 أغنية بداية من حب إيه عام 1959 حتى "حكم علينا الهوى" عام 1973 والأغنية الأخيرة لم يمهل القدر كوكب الشرق لتسجيلها بالاستوديو، والأغنية التى تذاع هى تسجيل لواحدة من البروفات التى كانت تجريها قبيل الحفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة