<< أجريت أول حديث إذاعى مع عاطف صدقى.. ونجيب محفوظ كان شخصية متواضعة
<< أقول لتلاميذى الشباب دائما في نشرات الأخبار "الهواء يحتاج الثبات والثقة في نفسك"
يعد أحد أشهر قارئى النشرات الإخبارية في التليفزيون المصرى، فهو علامة بارزة بقطاع الأخبار في ماسبيرو، فلغته العربية السليمة مكنته من التميز في قراءة نشرات الأخبار، عايش كبار الإذاعيين خلال بداية التحاقه بالإذاعة المصرية، إنه الإعلامى الكبير عمرو توفيق.
خلال حوارنا مع الإعلامى عمرو توفيق، تحدثنا عن كيف بدأ في الإذاعة المصرية؟ وأبرز ما قاله شيخ الإذاعيين فهمى عمر عنه خلال إجرائه حوارا مع رئيس الإذاعة حينها، وكيفية انتقاله للتليفزيون المصرى، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى..
كيف كانت بدايتك في ماسبيرو؟
بدايتى في مبنى الإذاعة والتليفزيون كانت من خلال التدريب على الترجمة، حيث إننى خريج كلية الآداب جامعة عين شمس لغة عبرية، ثم تدربت على البرنامج العبرى بالإذاعة في عهد الأستاذ أحمد الحملى.
الإعلامى عمرو توفيق
وكيف جاء عملك في الإذاعة؟
خلال مرحلة التدريب، فكرت في مقابلة الأستاذ فهمى عمر رئيس الإذاعة حينها، لأننا كنا في تلك الفترة نقوم بعمل مجلة نصدرها في كلية الآداب، وخلال مرحلة تدريبى في الإذاعة كان الأستاذ فهمى عمر هو رئيس الإذاعة، فذهبت له ومعى جهاز تسجيل ومرتدى بدلة وأجريت معه حديثا باللغة العربية الفصحى السليمة، وكنت قد جهزت في جيبى طلبا بإلحاقى بالإدارة العامة للتدريب الاذاعى التي كان يرأسها الأستاذ عطية السيد ثم اختبارات المذيعين، وأجريت معه الحوار، وفى أخر حديثى قلت " لا يسعدنى إلا أن أشكر سيادتكم على إتاحة الفرصة لى بإجراء حوار معكم"، لأجد الأستاذ فهمى عمر يرد على قائلا " أنا أشكرك فأنا حاولت أن أجد خطأ لك في اللغة العربية فلم أجد، ربنا يوفقك لغتك العربية سليمة وصحيحة"، فقلت له "أطمح أن أتقدم لك بطلب وأرجو من سيادتكم الموافقة على طلب انتقالى للإدارة العامة للتدريب الاذاعى ثم اختبارات المذيعين"، وحينها كان عمرى 23 عاما، فوجده يأخذ القلم ويمضى على الطلب ويوافق على التحاقى، وكتب "يعرض على لجنة اختبارات المذيعين وإفادتى بالنتيجة".
متى انضممت للإذاعة؟
التحقت بالإذاعة في شهر ديسمبر عام 1987، واستمر عملى في الإذاعة لمدة 9 سنوات إلا شهرين.
قلت أنك حفظت القرآن منذ صغرك.. لماذا لم تنضم لإذاعة القرآن الكريم؟
إذاعة القرآن الكريم من أجل الإذاعات، ولكن أنا كان هدفى السياسة والتاريخ، فاتجهت إلى ما أحب.
وكيف انضممت للتليفزيون المصرى؟
في عام 1996 تم تكوين قطاع الأخبار في التليفزيون المصرى وكان رئيس القطاع الأستاذ سمير التونى رحمه الله، وحينها في الإذاعة كان لدينا برنامج صيفى، حيث نجرى حوارات مع الشخصيات العامة، فأجريت حوارا مع الأستاذ سمير التونى بحكم أنه أول رئيس لقطاع الأخبار، وعرفته بنفسى وقلت له إن لدى حلم للانضمام لقطاع الأخبار بالتليفزيون وكان سمير التونى رجلا طيبا ويعطى فرص لناس كثيرة وصاحب فضل على أناس كثيرون بعد الله وأنا منهم فقال لى " لنجرى لك اختبار كاميرا ثم نرى"، وبالفعل تم إجراء اختبار كاميرا لى ولآخرين ثم صعد الأستاذ سمير التونى بالشريط إلى وزير الإعلام حينها عام 1996، فكان رد وزير الإعلام إن الأداء جيد ويحتاج تدريب على الكاميرا .
وكانت أول نشرة هى أحداث 24 ساعة وذلك فى 14 مايو 1997.
المذيع عمرو توفيق
لماذا اتجهت لتقديم نشرات الأخبار بالتليفزيون المصرى؟
لأننى أحب قراءة نشرات الأخبار، وقدمت برنامج انباء وأراء مع الأستاذة الكبيرة ميرفت رجب وكان شرف كبير لى أن أقدم معها البرنامج بالتناوب مع زميلى إيهاب صلاح، فكنت أقدم معها البرنامج يوم الجمعة، ثم يقدم إيهاب صلاح معها في الجمعة التي تليها، وكانت الأستاذة ميرفت رجب عنصر رئيسى في البرنامج، وقدم البرنامج قبلى أساتذة كبار مثل أحمد سمير وزينب سويدان وينب الحكيم وميرفت رجب ومحمود سلطان، وقدمت برنامج صباح الخير من فبراير 2012 حتى فبراير 2018.
هل كانت كل برامجك في الإذاعة ثم التليفزيون خبرية فقط؟
لا .. ففي الإذاعة قدمت برامج منوعات مثل عالم الصباح وأجريت أول حديث للإذاعة مع عاطف صدقى رئيس وزراء مصر الأسبق عن كاريكاتير فلاح كفر الهنادوة الذى قام به الراحل أحمد رجب ورسام الكاريكاتير الشهير الراحل مصطفى حسين، خلال اللقاء تصورت أن هذا الكاريكاتير سيغضب عاطف صدقى ولكنه كان شخصية طيبة، وكذلك قدمت برامج عديدة بالإذاعة واستضفت الكثير من الوزراء وفنانين وكتاب ورياضيين وأجريت أحاديث عن كل من الأستاذين نجيب محفوظ وثروت أباظة.
وما هي ذكرياتك مع نجيب محفوظ؟
نجيب محفوظ هذا الرجل الطيب البسيط والمتواضع من أول لحظة تجلس فيه معه تشعر بألفة شديدة، حيث تشعر أنك تجلس مع والدك أو شقيقك الأكبر ويطبطب عليك وهو يتحدث، فهو متواضع بشكل شديد وحتى بعد أن حصل على جائزة نوبل، وكان يقول إن مصر أكبر من أي شخص.
ما هو أصعب خبر قرأته في نشرات الأخبار؟
لا يوجد شيء اسمه أصعب خبر ولكن يمكن أن نطلق عليه أصعب وضع لنا، فكان لدينا نشرات أخبار في يوم 29 يناير سنة 2011 بعد جمعة الغضب وكنت ذاهبا لمبنى ماسبيرو ورأيت حينها الشوارع وسيارات الشرطة محروقة والمحلات كذلك محروقة وطوب ملقى في كل مكان ولا يوجد عسكرى مرور في الشارع، فلن أنسى يوم السبت وأنا ذاهب للعمل بعد فوضى جمعة الغضب وكان داخلى شعور حزين، فأنا لا أتمنى أن أجد بلدى بهذا الشكل فكنت أقرأ الأخبار وأنا أشعر أن هناك شيء جلل.
ما هو ردك على حديث البعض أنك ارتديت روب خلال تقديمك إحدى حلقات صباح الخير يا مصر؟
هذا كلام غير صحيح لمن ردده لأننى ارديت جاكت من طراز التسعينيات، فقد كان موضة حينها، فقط كانت هناك حالة من حالات ترصد الأخطاء.
لماذا لم تفكر في تقديم برامج رياضية أو فنية أو حوارية وركزت خلال عملك بالتليفزيون على البرامج الإخبارية والسياسية؟
لأنى لا أحب الرياضة ولا اهتم بمتابعة مباريات كرة القدم، فالأخبار تستهوينى وأحب السياسة، وأنا قارئ نهم للتاريخ ولكتب الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل ولكل ما يتعلق بمصر والسياسة الدولية.
من أبرز من دعمك خلال بداية مشوارك الإعلامى؟
أبرز من دعمنى خلال عملى في الإذاعة الأستاذ فهمى عمر بارك الله في عمره وقابلت أساتذة إذاعيين كبار حينها مثل الأستاذ صبرى سلامة والأستاذ عبد العال هنيدى وفى إذاعة الشرق الأوسط قالت الأساتذة أحمد رضوان وايناس جوهر ومحيى محمود، وكان الأستاذ أحمد رضوان مؤمنا بقدراتى وكان مشجع لى باستمرار، بينما في التليفزيون فأبرز من دعمنى الأستاذ محمود سلطان رحمه الله وهو أول من تولى تدريبى في التليفزيون وكذلك الأستاذة ميرفت رجب التي سمحت لى أن أشاركها في برنامج أنباء واراء وكان هذا تشريف منها لى، بجانب الأساتذة إبراهيم الصياد وهالة أبو علم التي عملت معها في نشرة التاسعة يوم الأحد على مدى 7 سنوات حتى خروجها على المعاش.
أنت تتولى تدريب الكثير من الشباب في قطاع الأخبار بالتليفزيون.. ما هي أبرز نصائحك لهم؟
أقول لهم دائما إن الهواء يحتاج الثبات والثقة في نفسك ولا تتردد لأن ثقتك تسهل من توصيل المعلومة إلى المشاهد وكذلك لابد أن تكون متمكنا من صوتك وضرورة التلوين الصوتى لأنه يوصل المعنى للمشاهد كما يرديه معد النشرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة