"أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاما تمت خطبتى خطوبة صالونات لشاب يبلغ من العمر 26 عاما، كان على معرفة جيدة بوالدى من خلال عمله، وللأسف لم أكن أحمل له أى مشاعر إيجابية ولا أشعر بالانسجام النفسى معه، بالرغم من معاملته الجيدة لى فى بداية الخطوبة، حيث كان يحمل معه الهدايا ويتودد لى، لكن لم أقابل مشاعره بالاهتمام والتقدير فى البداية، خاصة عندما لم يكونوا صادقين معنا وكذبوا علينا بخصوص شقة الزواج، حيث أخبرونا أنهم يمتلكون شقة بنفس العمارة التى يعيشون فيها، وبالتالى استعجلوا فى خطبتى بشبكة قدرها 8 آلاف جنيه، وهو مبلغ بسيط جدا رغم أن والدته مقتدرة ماديا، وكان من الممكن أن تساعدنا بجانب أنه يعمل "سيلز" فى أحد محلات البراندات، لكن كان دائم الشكوى من ظروف عمله وكان يطلب دائما منى أن أتحمل الظروف معه خاصة بعد وفاة أبيه ومروره بمشاعر الفقد والحزن، ومع العلم أننى عندما كنت أخرج معه كانت والدتى تأتى معنا وهى من تقوم بالدفع فى كل خروجة، بدأت أشعر بالضيق وقررت فسخ الخطوبة لأننى لم أكن معجبة به ولم أشعر تجاهه بأى عاطفة، ثم سرعان ما تراجعت فى قرارى وعدت له مرة أخرى، وفى هذه المرة تحسنت معاملتى معه ولكن هو لم يعد مثلما كان فى السابق بل عاد أسوء وأحوط من ذى قبل، وعلمت أنه فى الفترة التى تركنا بعض فيها تعرف على إحدى زميلاته فى المحل والذى ترقى فيه ليصبح مديرا به".
"ومشكلتي بدأت عندما عدت إليه مرة أخرى لأجد منه تغيرا فى طباعه، حيث كنت أطلب منه ينتظرنى بعد كل امتحان فلم يأتى إلا مرة واحدة فقط بحجة أنه يشعر بالإرهاق، فقررت ألا أعاود الاتصال به وابتعدت عنه شهرا كاملا، إلى أن جاء آخر يوم لى بالامتحانات، وبسبب قلق والدتى على قامت بالاتصال به ليأتى ويأخذنى من الامتحان، وفى هذا اليوم لاحظ عدم وجود الدبلة فى يدى ولم يعلق، وفى نفس اليوم أتى للمنزل وكان غاضبا واحتد النقاش بينى وبينه وقال لى نصا (أنتى فاكرة إنك أنتى بس اللى بتفهمى وكل الناس مش بتفهم) وصراحة هذا الرد أفقدنى توازنى واتعصبت عليه وقلت له (أنت قاعد فى بيتنا) فهددني بفسخ الخطوبة وقالي لي (أنا هسيبك ومش عايزك) وقال لوالدتي (بنتك عايزة قلمين) بجانب إنه كان دائم المقارنة بيني وبين هذه الفتاة التي تعمل معه، مع عدم اهتمامه بتقديم أي هدايا لي، لأتفاجأ فى نهاية الأمر باتصال والدته لإنهاء الخطوبة والقيام بعمل حظر لى ولأسرتى من صفحته بالفيس بوك، وفى نفس اليوم الذى استرد فيه شبكته رأيته مع فتاة خارجا معها من العمل ممسكا يدها، لقد صدمنى هذا المشهد وسبب لي حزنا شديدا، لكن أتمنى أعود له مرة أخرى رغم تأثيره السلبى على مستقبلى الدراسى ونصيحة أقاربى بالابتعاد عنه".
نقلنا المشكلة لدكتورة ريهام عبد الرحمن "فترة الخطوبة من أهم الفترات فى عمر العلاقة بين الطرفين ذلك لأنها فترة التعارف والانسجام الناتج عن التوافق الروحى والانجذاب للطرف الآخر وهو الأمر الذى كنت تفتقديه فى بداية العلاقة، ومع ذلك وبالرغم من رفضك الداخلى وعدم الاهتمام به بجانب عدم التزامهم فى أمر الشقة، كما ذكرت برسالتك إلا أنكِ قررتي الاستمرار فى هذه العلاقة وهو الخطأ الأول الذى ارتكبتيه فى حق نفسك، فالخطوبة حتى تكون علاقة ناجحة كان لابد من توافر الصدق والقبول والتوافق الروحي بينكما لتستمر هذه العلاقة".
وتابعت: "الخطأ الآخر لعدم الاستمرار في هذه العلاقة هو انتظارك لأن تشارك والدته معه في تكلفة الشبكة، وهنا كان يجب عليك معرفة أن الذمة المالية لخطيبك منفصلة عن والدته؛ وبالتالي فليس فرضا عليها المشاركة بل عليه هو أن يتحمل المسئولية كاملة سواء في تكلفة الشبكة أو الخروج معكم وإلا فلم سيتزوج".
واستكملت "الخطأ الآخر هو رفضك الداخلي للطرف الآخر وعدم اقتناعك النفسي به وبظروفه التي أصبحت تعريفيها جيدا، مع علمك بأنه ارتبط عاطفيا بفتاة أخرى والتي اكتشفت أنه مازال على علاقة بها وهنا كان لابد أن تتراجعي عن مشاعرك وإنهاء هذه العلاقة، ولأكون صادقة معك كلاكما مخطئ في حق الآخر؛ وذلك لأن كلا منكما لازال في مقتبل الحياة فأنتي لم تتجاوزى الـ21 من العمر وهذه التجربة وإن كانت مؤلمة إلا أنها بمثابة فرصة ستعلمك أن خطيبك ليس بالضرورة رجلا سيئ الطباع، ولكن أحيانا نحن من نخطئ في حق أنفسنا عندما نستمر في اختيار، لا نشعر معه بالراحة فنقدم له بقايا المشاعر معتمدين على ضمان الوجود، وعندما يتركنا هذا الشىء نبحث عنه مرة أخرى ثم نتفاجأ أنه لم يعد ضمن ممتلكاتنا!.. لأنه وببساطه قد ذهب الطير لمن يحتويه.
وتقول "أرى في علاقكتما عدم اكتمال النضج العقلي والعاطفي بالإضافة لعدم وجود الاحترام في العلاقة بينكما والذي يعد ركن هام من أركان استمرار العلاقات الإنسانية، فلا يليق أن يتحدث مع والدتك بهذه الطريقة كما أنه لا يليق أيضا ما شعرت به في رسالتك من ندية ومحاوله لاستفزازه بخلع الدبلة كما ذكرتِ والابتعاد عنه شهرا كاملا.
وتقول "أنتِ لازلت صغيرة والحياة أمامك وقد تكون هذه المشاعر ليس حبا صادقا بل لأنك شعرت أن هناك فتاة أخرى في حياته ليس أكثر، وإذا عاد إليكِ سرعان ما ستتبخر هذه المشاعر.. فقط أنصحك بحسن الاختيار، والتمسك بمن يكون صادقا في مشاعره معك، والارتباط بمن يتكافىء معكِ من الناحية المادية، مع تجنب التفكير في الماضي والانشغال بتحصيلك الدراسي.. وحتما سيعوضك الله بالأفضل".
وشوشة
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة