كثيرًا ما يلعب الحظ دورًا كبيرًا فى حياة الفنان، فينقله إلى مصاف كبار النجوم ويحظى بالشهرة والأضواء والأدوار الكبيرة، أو يجعله حبيس الأدوار الثانوية منتظراً فرصة للتألق ولكنها لا تأتى، أو يبدأ الفنان مشواره قويًا ثم سرعان ما يخفت نجمه ويتراجع.
وفى السينما هناك فنانين عرفوا البطولة لمرة واحدة أو صعد اسمهم فى عمل أو أعمال قليلة ثم اختفوا للأبد، حتى لم يعد الجمهور يذكرهم.
ومن هؤلاء الفنان وحيد صالح الذى لا يكاد يعرف أحد اسمه رغم أنه قام بدور البطولة فى فيلم "الحب لا يموت" أمام راقية إبراهيم عام 1948 ثم اختفى فنياً للأبد بعد هذا الفيلم، وكذلك الفنان أحمد منصور الذى شارك فى بطولة فيلمين أو ثلاثة منهم فيلم زهرة أمام بهيجة حافظ عام 1947، وفيلم القناع الأحمر فى نفس العام بطولة فاتن حمامة ويوسف وهبى، وبعدها اختفى النجمان فنياً للأبد.
ومن بين الفنانين أصحاب البطولة الواحدة و الأعمال القليلة الفنان الوسيم عمرو الترجمان بطل فيلم "المعجزة" الذى قامت ببطولته الفنانة الكبيرة شادية وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وكانت الفناناتان الكبيرتان تتنافسان في الفيلم على قلب الترجمان الذى اختفى بعد هذه البطولة.
وكان الترجمان يشغل وظيفة مدير مكتب سفريات في شارع قصر النيل، ويتقاضى مرتباً شهريا لا يقل عن 50 جنيهًا وهو مبلغ كبير بمقاييس هذا العصر، وقيل له وقت اختياره للبطولة أنه يجب أن يترك عمله في مكتب السفريات، لأنه لا يصح أن يكون بطلاً في فيلم كبير أمام سيدة الشاشة العربية والنجمة شادية، ويظل وراء مكتبه الوظيفى يقطع التذاكر لفلان ويشحن عفش لفلان، ولكن رفض عمر الترجمان الاقتراح وقال: إن وظيفة في اليد خير من شهرة على الشجرة، وأنه لا يريد أن يقطع رزقه من مكتب السفريات قبل أن يرسخ أقدامه في الفن.
وكان عمرو الترجمان اكتشاف سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، حيث رأته يمثل دوراً صغيراً في فيلم "لا تطفئ الشمس"، فرشحته ليكون البطل الأول لفيلم "المعجزة" وكان مرشحاً لهذا الدور الفنان الكبير يوسف شعبان، ولكن رأت سيدة الشاشة أن شخصية شعبان القوية تتناسب مع دور "عباس" البلطجى بالفيلم.
وبالفعل لم يكمل الترجمان مشوار الفن واختفى بعد فترة وأصبح من أصحاب الدور والبطولة الواحدة في السينما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة