كتاب يرشحون أسماء كاتبات على الأدباء الرجال لقراءة أعمالهن

الخميس، 09 يونيو 2022 10:17 ص
كتاب يرشحون أسماء كاتبات على الأدباء الرجال لقراءة أعمالهن الكتابة
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وفقا لدارسة أدبية حديثة، فإن غالبية الأدباء "الرجال" يفضلون قراءة الأعمال الأدبية للرجال أمثالهم، ويبتعدون عن قراءة أعمال الكاتبات، ووفقا للدراسة التى نشرتها "الجارديان" فإن أحد أهم الأسباب وراء ذلك، هو أن الأدباء الرجال يهتمون ربما لا يفضلون القراءة عن العلاقات، أو الرومانسية، أو اليأس والانتحار، لكن بعض الأدباء المشاركين فى الدراسة، أثبتوا أن هذا الأمرغير صحيح، وأن هناك كاتبات ينبغى على الأدباء "الرجال" أن يتعرفن على أعمالهن لكونها جديرة بالقراءة والدراسة.
 
فى هذا السياق، توجهنا بهذا السؤال، حول أسماء الكاتبات التى ينبغى على الأدباء، وشباب المبدعين أن يتعرفن على أعمالهن، لكونها فى المقام الأول خارج تصنيف الجندر، وباعتبارها أعمالا أدبية، تتصدر أولى مهام وأولويات الأدب والفن بشكل عام، وهى مخاطبة الإنسان.
 
الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى الحديث بجامعة القاهرة، رشح خلال حديثه مع "اليوم السابع" مجموعة من أبرز الكاتبات سواء فى مصر أو العالم العربى، وهن: لطيفة الزيات، ورضوى عاشور، وعلوية صبح، وهدى بركات، ونجوى بركات، وسحر خليفة، وسلوى بكر، وميرال الطحاوى، وضحى عاصى، وهالة البدرى، وأمل رضوان، ودعاء إبراهيم، ومى التلمسانى.
 
وأوضح حسين حمودة أن أهم ما يميز أعمال هؤلاء الكاتبات هو التنوع الكبير والاختلافات الواضحة بين تجاربهن، سواء على مستوى الاهتمامات والقضايا والعوالم، أو على مستوى الجماليات الروائية. 
 
ورأى الدكتور حسين حمودة، أن بعض أعمال هؤلاء الكاتبات يصعب تصنيفها على مستوى الجندر، مضيفا: "أتصور أن هذا هو المدخل الحقيقى للأدب، أنه ينطلق من الإنسان ويخاطب الإنسان، وإن كانت بعض التجارب المرتبطة بالأمومة مثلا تجد فرصة أكبر للتعبير عنها مع الكاتبات وليس الكتاب. وبالمناسبة أنا أقرأ لكاتبات وكتاب دون التفكير فى تصنيف النوع".
 
الكاتب حسن عبد الموجود، قال خلال حديثه مع "اليوم السابع": ستكون إيمان مرسال على رأس قائمة الترشيحات، فهي واحدة من أهم شعراء مصر، هى شاعرة بحجم فيسوافا شيمبوريسكا إذا كنا نقارنها بشاعرة عالمية، لكنها كذلك امتداد لكل الشعر العربي العظيم سواء كتبه نساء أو رجال، نازك الملائكة أو صلاح عبد الصبور، وهي كذلك امتداد للشعر الإنساني أياً كان موطنه.
 
وتابع حسن عبد الموجود: ليس هنا المجال لأقارنها بشعراء آخرين، هي ابنة الإنسانية، وهى أكبر دليل على أن الشعر عزيز وغال، بخمسة دواوين هي "اتصافات، ممر معتم يصلح لتعلم الرقص، المشي أطول وقت ممكن، جغرافيا بديلة، حتى أتخلى عن فكرة البيوت" صارت علامة على قصيدة النثر، بإمكانك أن تلمس جوهر الحياة في قصائدها، أو ترى ما لم تكن تراه قبل قراءة قصائدها تلك. 
 
وأضاف حسن عبد الموجود: أي شيء تلمسه إيمان مرسال يتحول إلى ذهب. كتابها "في أثر عنايات الزيات" منح كتابة الننفكشن أرضاً كبيرة، فلماذا نجح الكتاب؟ لأنه يبحث بشكل إنساني عن سيرة امرأة اغتالت الحياة أحلامها، من خلال سرد شيق ورائع، يرفع طبقة وراء طبقة من الغموض حتى نصل إلى اللحظة التي قررت فيها عنايات التخلص من حياتها. سرد مضفر بمعلومات وخبرة حياة ومشاهدات وآثار آلاف الخطوات التى قطعتها إيمان لتنجز رحلتها ومغامرتها.
 
ورأى حسن عبد الموجود أن إيمان مرسال مترجمة مميزة لأن "اختياراتها عظيمة. ترجمت رواية وجيه غالي "بيرة في نادي البلياردو" وكذلك كتاب تشارلز سيميك "ذبابة في الحساء". الرواية تقدم الحالة المصرية في فورانها قبل وبعد ثورة يوليو، والكتاب يسرد الرحلة العظيمة لطفل الحرب  سيميك من يوغسلافيا إلى أمريكا. كيف هرب من القنابل العشوائية ليصير واحداً من أعظم شعراء الإنسانية.
 
بالإضافة إلى إيمان مرسال، رشح حسن عبد الموجود الكاتبة منصورة عز الدين، فقال: هى كاتبة تكتب عن الإنسان بشكل عام بغض النظر عن الجندر، بدليل أن بطل الرواية "أطلس الخفاء" رجل، يعمل فى الأرشيف، حتى يبتعد عن الناس، ولكن الماضى يطارده فى هيئة أخيلة تسيطر على عقله، أخيلة فيها حبيبته السابقة فى فترة الصبا، وهى حبيبته الوحيدة، وأهلها، ولأنه يعانى من تشوش الذاكرة يبدأ فى تدوين الأفكار التى تأتيه فى دفتر، وهو دفتر "أطلس الخفاء".
 
وأضاف "حسن": لا أتعامل مع منصورة عز الدين باعتبارها كاتبة تأتى من منطقة الكتابة النسوية، لكنها كاتبة على قدر عال من الحرفية والإنسانية. هناك كاتبات تسيطر عليهن فكرة البوح النسوي، وهى فكرة ضيقة بعض الشيء تخنقنى أثناء القراءة وتجعل هناك مسافة بينى وبين العمل الذى أقرأه رغم أنني أتعامل مع كافة النصوص التى تصدر بنوع من التسامح، وأحاول أن أجد للنص أى تخريجة لكي أحبه.
 
ورأى "حسن" أن "منصورة" أيضا لديها سمات واضحة ومحددة، فأعمالها تجمع بين تيار الوعى، فيبدو وكأنها تسير داخل دهاليز عقول أبطالها سواء أكانوا رجالا أو نساء، وبجانب قدرتها الكبيرة على الاستبطان، لديها قدرة كبيرة أيضا على الوصف، فى كل أعمالها تظهر الألوان بوضوح وكذلك تستطيع أن تستخلص من هذه الأعمال كتابا ضخما عن النبات، ليس كتابا علميا، بل كتاب يجمع بين المعلومة والوصف الأدبى الممتع الذى يجعل النبات على قدر أهمية الإنسان. منصورة كاتبة ذكية وذات وعى كبير وأعمالها شديدة الإنسانية.
 
أما الكاتب ياسر عبد الحافظ، فقال خلال حديثه "مع اليوم السابع"، بالطبع سأختار منصورة عز الدين، وهو إنحياز فى المقام الأول والأخير لأعمالها، يتضح هذا الانحياز فى أنه ليس لديها اعتبارات قائمة على التفرقة، وأبسط مثال على ذلك، هو أنك لو حذفت اسمها من على غلاف أعمالها، ستجد أن النص تحكمه معايير الفن والأدب التى لا خلاف عليها.
 
وأضاف ياسر عبد الحافظ: وحتى لو تحيزت للقضايا النسوية، فالعمل نفسه هو الذى يفرض ذلك، فأنت لا تشعر بأن الكاتبة تفرض عليك رأي مسبق وفقا لأفكارها، وإنما النص والشخصيات نفسها هى التى تفرض وتطرح القضايا، والقارئ أيا كان نوعه، سيجد نفسه ينحاز إلى قضايا الشخصيات، ويصدق أسبابها وينفعل مع مبرارتها لوجود الصدق الفنى الذى لا علاقة له بانحيازات الكاتب.
 
وتابع "ياسر": وفى ظنى أن هذا ما ينبغى أن يسير عليه كل كاتب، وهو الانحياز إلى أصوات الشخصيات، وليس إلى صوته، حتى إن كانت الشخصيات فى نقطة من العمل الفنى تفرض عليه إنحيازات غير التى يؤمن بها، وفى ظنى أن هذا ما يصنع الكتابة الحقيقية التى ينبغى على الكاتب أن يبدعها، فالإبداع يأتى من الإنصات الحقيقى إلى الفن، وليس إلى القضايا التى نؤمن بها، سواء كانت نسوية أو عروبية، الفن طوال الوقت يفرض علينا منطقه.
 
بالإضافة إلى منصورة عز الدين، رشح ياسر عبد الحافظ، كاتبة أخرى، وهى سوزان سونتاج، حيث رأى أنها من الكاتبات التى تثبت أنه لا فرق بين الرجل والمرأة، وأنه علينا كرجال التفكير فى أن عقل المرأة قد يكون أفضل من عقل الرجل فى إنتاج الأفكار الفلسفية، والفن، وأنه علينا نسيان مسألة الجندر، وقضاياه عند التعامل مع الفن والأدب والثقافة بشكل عام.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة