عبد الحليم سالم

المناخ وسنينه

الإثنين، 20 يونيو 2022 03:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على عكس المتوقع سيساهم عام 2022  فى زيادة التأثيرات السلبية على المناخ جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التى فاجأت العالم، وبالتالى أعادت العديد من الدول خططها نحو الطاقة النظيفة، باللجوء إلى الفحم والطاقة التقليدية كبديل سريع، وكانت التوقعات تشير أن العام الحالي، سيكون بداية خارطة طريق عالمية نحو الحد بشكل كبير من الغازات الدفيئة وإحكام السيطرة على مصادر التلوث، والحد من الفحم والوقود الأحفورى في خطوة نحو الحفاظ على درجة حراة الأرض عن 1.5 درجة خاصة بعد قمة جلاسكو.

عام 2022 يعد بمثابة "ردة مناخية" لا سيما على مستوى دول الاتحاد الأوروبي، التي أعادت تشغيل مناجم الفحم، ولجأت بقوة للوقود الأحفورى؛ لتعويض إمدادات الغاز الروسى في سبيل التخلص منه تدريجيا، خلال السنوات المقبلة كرد فعل على حرب روسيا ضد أوكرانيا، وبطبيعة الحال فإن المتضرر الأول مما يحدث هو المناخ.

إن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، بمثابة الكارثة على المناخ، لأنها أوقفت كل خطط التحول والتوجه نحو الوقود والطاقة النظيفة، ولو لعدة سنوات مقبلة، بعدما كان تركيز دول الاتحاد الأوروبى منصبا على هذا الاتجاه ودعمه بقوة، لكن نظرا لأن الحاجة كانت ملحة فتم اللجوء إلى الوقود التقليدي؛ لتعويض نقص الطاقة المتوقع، بجانب دراسة ألمانيا تشغيل بعض المفاعلات النووية التي تم إيقافها بالفعل.

وإذا كانت تداعيات الحرب كارثية على الاقتصاد فإنها كارثية على البيئة أيضا، مما يستلزم ضخ استثمارات ضخمة؛ لسرعة التوسع في استخراج الطاقة النظيفة من بحر الشمال، والإسراع بملفات التخلي عن الوقود الأحفورى في وسائل النقل، مع الإسراع باستخدام الهيدروجين الأخضر في محركات السفن، بجانب الوفاء بالوعود الدولية وتخصيص 100 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة ،وأغلبها في قارة افريقيا للتوافق مع المناخ حيث إنها الأكثر تضررا  من التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط الصناعى للدول المتقدمة .

إن مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 ، الذى سيعقد في مدينة شرم الشيخ ، خلال شهر نوفمبر المقبل ستكون أجندته متخمة بقضايا شائكة وصعبة تحتاج إلى حلول ومقترحات واضحة نحو حماية الكوكب من نشاط الكائن البشرى  وملوثاته، على رأسها الفحم ووقف استخداماته، وسبل وقف أو خفض الملوثات الكربونية والميثانية وغيرها، والتي ستكون سببا لذوبان الجليد وارتفاع مياه المحيطات والبحار، وغرق العديد من المدن الساحلية ،بخلاف ما ينجم عن التغيرات المناخية من فيضانات وسيول وجفاف وتصحر، وغيرها من الظواهر الناجمة عن عمل الإانسان .

لا شك أن المهمة ثقيلة، لكن مصر التي ولدت قبل التاريخ قادرة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، على خروج مؤتمر المناخ في أفضل صورة، وبأفضل نتائج، ربما تكون حاسمة مقارنة بمؤتمر جلاسكو في إسكتلندا البريطانية cop 26 ، خاصة دعم أفريقيا الفقيرة والمتضررة مناخيا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة