أكرم القصاص يكتب: الحرب فى أوكرانيا وتحولات خرائط الاقتصاد والمال فى العالم

الجمعة، 13 مايو 2022 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: الحرب فى أوكرانيا وتحولات خرائط الاقتصاد والمال فى العالم أكرم القصاص
أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار أربعة عقود، لم تتوقف الحروب والصراعات، والتى تركزت فى الشرق من العالم، سواء آسيا وأفريقيا، واحتفظ الشرق الأوسط بالنصيب الأكبر منها، من حرب العراق وإيران، ثم أفغانستان، التى كانت مقدمة لنهاية الحرب الباردة، وحرب تحرير الكويت.
 
بلغت الحروب ذروتها بعد انتهاء الحرب الباردة، وخلال انفراد الولايات المتحدة كقوة وحيدة، غزت العراق وأفغانستان فى حروب أنتجت تنظيمات إرهابية، وشهدت تفكك دول، فضلا عن استمرار الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، وانعكاساته على جميع الصراعات فى المنطقة. 
 
الحرب هذه المرة تنتقل الى أوروبا، فى صراع يتجاوز روسيا وأوكرانيا، إلى حرب علنية بين الغرب وروسيا، تعيد مخاوف الصدام النووى، وتنعكس على العالم فى صورة أزمة اقتصادية تتصاعد يوما وراء الآخر، وتُسبب توقفا لسلاسل الإمداد للغذاء والنفط من روسيا وأوكرانيا، بجانب عقوبات وحصار اقتصادى من الولايات المتحدة وأوروبا ضد روسيا، تمثلت فى مصادرة أموال روسية لأفراد وشركات، وأوقفت نظام «سويفت» للتحويل البنكى، ما خلق مخاوف لدى دول العالم من خارج أوروبا خاصة الدول الثرية أو صاحبة الاستثمارات فى أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما يمثل مخاوف لدى الدول ذات الفوائض المالية فى بنوك أوروبا، والتى يمكن أن تكون عرضة للتهديد حال وقوع أى خلاف مع الغرب أو الولايات المتحدة، فضلا عن انعكاس ذلك على استثمارات وحركة الأموال فى أوروبا والعالم. 
 
أوروبا - وهى تحتفل بمرور 77 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية - تجد نفسها عاجزة عن منع الحرب، أو التعلم من مرارة تجربة الحرب الثانية، والتى يصفونها بـ«العالمية»، بينما هى حرب أوروبية فى الأساس، لم تنجح أوروبا فى منع الخوف أو التهديد النووى والصراع، بالرغم من انتهاء الصراع الأيديولوجى الذى ميز الحرب الباردة، ليبقى الخوف والتهديد قائمين بالرغم من انتهاء الحرب التى حملت علامات أيديولوجيتين «شيوعية، ورأسمالية»، ووجدت الدول الرأسمالية نفسها مضطرة لمخالفة قواعد الرأسمالية ومصادرة الأموال الخاصة، وتنحية قواعد الحرية الاقتصادية، وهو ما يبدو انه سيكون له انعكاس وأثر كبير على سلوك دول العالم، وقد تجد الدول الثرية، أو التى تضع أموالها فى بنوك أوروبا، نفسها مضطرة للتفكير فى تأمين هذه الأموال وربما نقلها إلى ملاذات بعيدة عن مناطق الصراع.
 
الصين أعلنت رفضها مصادرة وتأميم الأموال الخاصة، واتهمت الغرب بالانحياز والازدواجية فى صراعه مع روسيا، وبدأت بعض الدول بعيدا عن الغرب التفكير فى اجتذاب استثمارات وأموال بعيدا عن التهديد.
 
ويتوقع خبراء الاقتصاد والبنوك، أن تسعى دول العالم لوضع أنظمة تضمن بشكل أكبر حماية الأموال الخاصة، لعدم تكرار ما يجرى فى الحرب الحالية. 
 
روسيا تحاول مواجهة الضغوط بإجراءات تستخدم فيها النفط والغاز،  ما يجعل الصراع متجاوزا جانبه العسكرى، ليستقطب  دولا وتكتلات تسعى لمواجهة التأثيرات الاقتصادية التى يبدو أنها تفرض ظلها على الاقتصاد العالمى، وتشكل تهديدا وجوديا لدول فى مناطق مختلفة من العالم، ويطرح بعض الخبراء تساؤلات عما إذا كان الغرب يصر على السير فى الصراع بالرغم من تأثيرات سلبية على اقتصادات هذه الدول والتجمعات! 
 
فى المقابل، فإن الدول ذات الاقتصادات الناشئة، ربما تفكر فى توزيع استثماراتها بعيدا عن مناطق الصراع، بما قد يخلق أسواقا وتركزات مالية فى نقاط أخرى، بعيدا عن سياقاتها التقليدية فى الغرب. 
 
كل هذه المعطيات والدلالات تجعل الحرب فى أوكرانيا محطة، ليس فقط لبناء نقاط نفوذ جديدة، لكن أيضا لتغيير فى شكل ومضمون الاقتصاد العالمى، وهذا كله يتوقف على نتائج حرب قد تطول، لتغير قواعد اللعبة، وتنعكس على أوضاع السياسة والاقتصاد بصورة أكبر مما هو ظاهر الآن.
 
p
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة