دينا شرف الدين

وباء "بيقولوا"

الجمعة، 08 أبريل 2022 07:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"بيقولوا يا مدام إن الأسعار هتغلي أوي، وإن لازم نخزن الرز والمكرونة والزيت والسمن وكل اللي نقدر عليه دلوقتي قبل ما الأسعار تولع أكتر من كده عشر مرات".
 
كانت الكلمات السابقة التي عاودت استفزازي تجاه هذا الموضوع الخطير لأتحدث عنه مجدداً، فقد وجب وضع الحلول لتلك الظاهرة المؤذية التي قد تتسبب بإثارة أزمات مفتعلة وشبه مفتعلة بالمجتمع الذي لا يحتمل المزيد من الأعباء.
 
هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك شريحة كبيرة جداً من المجتمع يعد مصدر معارفها الأول والأخير وربما الأوحد هو "بيقولوا".
 
فهذا القطاع الذي يمثل العدد الأكبر من شعب مصر والذي يتجسد في عمال النظافة والعمالة المؤقتة والموسمية وحراس العقارات، وغالباً ما يكون من غير المتعلمين إلا يادوب بيفك الخط في أسعد حالاته وأمي في أغلب الأحوال.
 
ويعد هؤلاء المصدر الأساسي لترويج ونشر الشائعات والذين يعتمد عليهم بشكل أساسي من يبثون الشائعة ويطلقونها لتتناقلها هذه الألسنة دون تفكير أو وعي.
 
فقد اصطدمت بالعديد من تلك النماذج وتوقفت أمام هذه الكارثة التي وجب علينا جميعاً التصدي لها بعد أن تضع الدولة خطة عامة لمعالجتها.
 
إذ أن خطورتها لا تقتصر فقط على تداول الشائعات، لكنها تشكل مناخ شديد الخصوبة لهؤلاء الذين يخططون لنشر الطاقة السلبية وتصدير الإحباط والخوف بنفوس المصريين البسطاء الذين كما ذكرت هم القطاع الأكبر.
 
فكيف إذاً نتمكن من حل هذه الأزمة التي كانت وما زالت هي العائق الأكبر والمثبط الأوحد لمجهودات الدولة التي تقوم بها للحد من انتشار الشائعات؟
 
إذ أن الإعلام بمختلف وسائله وقنواته قد يعجز عن الوصول لقطاعات لا تقرأ ولا تسمع ولا تتصفح الأخبار ويعد مصدر معلوماتها الأساسي هو "بيقولوا".
 
إذا:
لم يعد أمامنا سوى محاولة الوصول لهذا القطاع العريض بعقر داره.
 
كيف؟
 
أقترح: 
أن تتكاتف أجهزة المحليات بكافة المحافظات لنشر حملات مكثفة للتوعية بشكل عام وشرح وتعريف كل مستجدات الحياة بمصر علي رأسها الحالة الاقتصادية وملف الأسعار التي تتراقص على أرضية مطاطية بين يوم وآخر.
 
 
إذ أن الحياة لا تكف عن الأزمات ونشر الوعي بين طبقات الشعب التي تخضع لتغييب عقولها واستخدامها لنشر وترويج الأكاذيب التي تخدم مصالح قطاع آخر قد حان وقت الانتباه لخطورتها. 
 
فما هم إلا قنابل موقوتة لا يجب أن نغفل عنها، ونتركها لتنفجر وقتما يشاء أعداؤنا. 
 
فلا بديل عن سرعة الخلاص من كارثة "بيقولوا".
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة