يعتبر الكاتب عبد الرحيم كمال واحدًا من أهم كتاب الدراما في السنوات الأخيرة لما له من أعمال في غاية الأهمية تعاون فيها مع كبار النجوم وتناولت قضايا عديدة، إلا أن المتتبع لأعماله يجدها تترابط في بحر الصوفية وإن اختلفت في مواضيعها المختلفة العديدة، فالكاتب الذى يشارك في مارثون دراما رمضان عبر مسلسل "جزيرة غمام" ما أن تشاهد أعماله حتي تجدها مرآة لحلاوة الصوفية في كثير من الأحيان بإشارات عديدة يحرص عليها مع كل عمل يقدمه مثلما يظهر في السطور التالية.
شيخ العرب همام.. التخلي من أجل التحلي وكرامات الشيخ سلام ومقام عبد الرحيم القناوى
أحد أهم أعمال عبد الرحيم كمال الذى تعاون فيها مع الفنان يحيي الفخرانى، ورغم الخط الدرامي لرجل الصعيد القوى الذى حاول الانفصال بصعيد مصر وبناء سور يحدد به حدود دولته في وجه على بيه الكبير ودولة الاستانة، إلا أن الكاتب حرص على التطرق لشخصية "سلام" شقيق همام طوال الأحداث، ليبرز معاني عديدة للشقيق ذو الوجه الملائكي القريب من ربه، فمات قبل زواجه مباشرة وكان أشبه بالأولياء بصفائه مع ربه وحبه للجميع، كما حماه ربه في سجن القلعة فلم يتمكن جنود على بيه الكبير من التعرض له بأى سوء.
شيخ العرب همام
كما لم يقف العمل عند ذلك، وإنما وصل الحال إلى "التخلي من أجل التحلي"، مع شيخ العرب همام، الذى ذهب لزيارة مقام سيدنا عبد الرحيم القناوي، وهناك اندهش مع ضياع كل ما ذهبوا به حتى المال، ليعمل مع الشيخ سلام في سقاية الماء، أملاً في كسب مال يعودا به إلى "هوارة"، ومع تخليه عن كل ما يملكه من مال وهيبة عاد ليجد البشارة بإنجاب زوجته مولود بعد سنوات من الأمل والحلم في طفل، وذلك بعد لقاء شخص ظهر فى البداية وكأنه يجعلهم يعملون عنده فى السقاية إلا أنه فى النهاية قال لهم: "اللى يشرب من قربتى تتحقق أماله".
الرحايا والمحبة من القلب في وجه الغيرة الفتاكة
طوال أحداث المسلسل ورغم السياق الدرامي الذى يتشابه مع قصة غيرة إخوة يوسف من أخيهم، حتي وصل الأمر لرميه في البئر، مثلما حصل في العمل، ولكن بصورة أخرى وصلت لحد قتل الشقيق في رحلة أخبروا والدهم بأنه ستكون مجرد نزهة، ومع تصاعد الأحداث طوال المسلسل وصلت في النهاية لمبدأ الصوفية الذى يستند على المحبة، مثلما تجلى في مشهد النهاية الذى وصل إلى طلب نور الشريف من ابنه "كامل" الذهاب به عند أمه، قائلاً: "هي الوحيدة اللى حبتني من قلبها".
مسلسل الرحايا
الخواجة عبد القادر والأضرحة والكرامات وأشعار الحلاج
مرة أخرى يبحر عبد الرحيم كمال في عالم الصوفية، مع يحيي الفخراني، وتلك المرة مع عمل يبرز تغير حياة رجل مسن من شرب الخمر، وتمني الموت، إلى التدين بالإسلام، عن طريق مجموعة من المتصوفة يملئوا قلبه بالمحبة، وطوال الأحداث يناقش العمل بسلاسة موضوع الأضرحة، ما بين مؤيد ومعارض، بالإضافة إلى أشعار "الحلاج" التي ذاع صيتها بصورة كبيرة من أمثال "والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقروناً بأنفاسى".
الخواجة عبد القادر
ونوس والحضرة التى أنقذت ياقوت
تلك المرة في وجه الشيطان نفسه، وكيفية محاولة "ياقوت" الخروج من عباءته وتوبته عن كل ذنوبه ونقض عهده مع الشيطان الذى ظن أنه اشتري دنيا ياقوت وافسد عليه آخرته أيضاً، ومع تصاعد ذروة الأحداث ما بين الصراع الأزلي بين الانسان والشيطان، يأتي مشهد النهاية مع قبول تابوت ياقوت قبل وفاته، في مشهد أغاظ الشيطان "الفخرانى"، وذلك على خلفية دعاء من في الحضرة إلى "ياقوت" وذكر اسم اللطيف طوال الوقت.
وهو المعروف عند الصوفية "باللطيفية" إذ يحاول المرء الاستغاثة برب العالمين عبر ذكر اسمه اللطيف مرات عديدة.
الحضرة
جزيرة غمام
ما أن بدأ مسلسل "جزيرة غمام" حتي عكست الأحدث ابحار الكاتب مرة أخرى في عالم الصوفية، فالحلقة الأولي بدأت مع أشعار ابن الفارض "انتم فروضى ونفلى" ثم ستتطور الأحداث مع شخصية "عرفات" أحمد أمين، الذى يعتبر بمثابة خليفة مخيون وإن لم يبدو ذلك، فلم يرث إلا السبحة ورضا شيخه أمام من ورث المنزل وآخر صار امام المسجد، إلا أنه ورث قلبه أيضاً وحب الجميع.
الكاتب عبد الرحيم كمال
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة