يعد الإمام ابن ماجة مفسر ومؤرخ مسلم، وأحد الأئمة فى علم الحديث، وقد شهدت حياته التنقل بين العديد من الدول من أجل طلب الحديث، حيث صنف ابن ماجه الأحاديث فى سبعٍ وثلاثين كتاباً، وقسم الكتب إلى ألف وخمسمائة باب.
جمع ابن ماجه بين نشاط التأليف والتدريس وتعليم الأجيال، ومن أشهر تلامذته ومن روى على يده ابن سيبويه ومحمد بن عيسى الصفار وإسحاق بن محمد وعلى بن القطان، وغيرهم من مشاهير الرواة.
وكان قد طاف بالبلدان فى رحلات استغرقت أكثر من 15 عامًا ختمها بالعودة إلى قزوين، حيث تفرغ إلى التأليف والتصنيف، ورواية الحديث بعد أن كسب صيتاً وقصده الطلاب من كل مكان، وقد وصفه القزوينى من علماء الحديث بأنه "ثقة كبير، متفق عليه، محتج به، له معرفة وحفظ، وكان عالماً بهذا الشأن صاحب تصانيف منها التاريخ والسنن".
وكذا أثنى عليه الإمام الذهبى، حيث قال فيه: إنه "كان حافظاً وعالماً وناقداً وصادقاً"، بالإضافة إلى ثناء ابن خلكان الذى أعجب بعلمه وإحاطته ودرايته بالحديث وعلومه كافة.
يعد كتاب "سنن ابن ماجه" واحداً من كتب الأحاديث النبوية الستة، وهو من أبرز وأهم ما ألفه ولقي الشهرة بسببه، وقد جاء مرتباً على أبواب، وبلغ نحو 4341 حديثا، يرى بعض العلماء أنه فيها ما هو غير صحيح أو ضعيف، وبعضها متشارك مع أحاديث تم إخراجها من قبل علماء الحديث الآخرين، لكنه انفرد عنهم بحوالي 1339حديثا.
وما يميز الكتاب أن ابن ماجه اعتنى به شرحاً وتعليقاً، وقد قام بعض العلماء بعمل شروح له ومنها: "كفاية الحاجة فى شرح ابن ماجه" للسندى، و"مصباح الزجاجة على سنن ابن ماجه" للسيوطى، و"الكواكب الوهاجة بشرح سنن ابن ماجه" لمحمد المنتقى الكشناوى، وغيرها.
توفى ابن ماجه في شهر رمضان سنة 273 هـ وصلى عليه أخوه أبو بكر، وتولى دفنه مع أخيه الآخر أبو عبد الله وابنه عبد الله بن محمد بن يزيد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة