تناول نجيب محفوظ طقوس شهر رمضان كثيرا في رواياته التى جسدت الحياة في المناطق الشعبية من الجمالية إلى الحسين إلى خان الخليلى خصوصا في روايات قشتمر والمرايا والثلاثية ورواية خان الخليلى بطبيعة الحال لكن ماذا قال أديب نويل عن شهر رمضان؟
يذكر الكاتب والناقد الراحل رجاء النقاش في كتاب صفحات من مذكرات نجيب محفوظ قول الكاتب الكبير الراحل عن شعوره بحلول شهر رمضان :"أنا لا أنسى أبداً مظاهر الاحتفال بشهر رمضان وأيام العيد في بيت القاضي كنت أشعر بالتجلي في أقصى درجاته، ولا يزال هذا التجلى موجوداً في الحارات الشعبية القديمة وإن لم يكن بنفس المستوى، وإذا قلنا إن الاحتفال بشهر رمضان تراجع درجتين مثلاً، فإن هاتين الدرجتين تظهران في منطقة مثل الزمالك مثلاً وكأنهما عشرون درجة، أما في حي الحسين فإن الاحتفال بالشهر الكريم لم يختلف كثيراً عن الأيام الخوالي".
ويضيف محفوظ :"فى نهار رمضان كنت تجد كل شىء هادئاً، المقاهى والمحلات مغلقة احتراماً للصائمين، ثم يختلف الأمر فى الليل: السهر حتى الفجر، والأطفال فى الشارع بالفوانيس، والإضاءة فى كل مكان، وكأن هناك مهرجاناً لا ينقطع طوال الليل، أما فى العيد فكانت فرحة الناس خصوصاً الأطفال لا تُقدر، لأننا كنا ننتظره من العام للعام".
وحسبما صرح نجيب محفوظ فى حوار إذاعي، ففى شبابه انتقلت أسرته إلى شارع رضوان شكرى بحى العباسية لكنه لم يفقد علاقته بمعشوقته "الجمالية"، كان يزورها باستمرار فى شهر رمضان مع والدته لزيارة "الحسين" وأولياء الله الصالحين، ومع أصدقائه الجدد، يقطعون المسافة من العباسية إلى هناك مشيا على الأقدام، وحينما يتذمر أحدهم يقنعه محفوظ قائلًا : "رمضان له مذاق خاص فى الحسين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة