"ستات مصر الجدعان".. سجل حافل بالقصص والسير التي يمكن أن تكتب عنها لأعوام، فالسيدة المصرية قادرة على تحدى الصعاب وقهرها من اجل العبور بأسرتها وأولادها لبر الأمان، ولتكون سند حقيقى للرجل في الشدائد والأزمات، وهذا ما سطرته الحاجة "أم رضا"، صاحبة الـ 75 عاما، والتي تعمل منذ ما يزيد عن 50 عاما في بيع الشاي بسوق المواشى بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، حيث قامت من خلال هذه المهنة بتربية أبنائها بعد وفاة زوجها الذى رحل منذ ما يزيد عن 33 عاما، كما زوجت أحفادها منها أيضا.
الحاجة أم رضا ونجلها الاكبر
"اليوم السابع".. حرص على لقاء الحاجة سعدية، أو كما يناديها رواد سوق المواشى ببنها "أم رضا"، ابنة محافظة الشرقية، والتي قالت، إنها تبلغ من العمر 75 عاما، وتزوجت وهى ابنة 17 عاما، ووقفت إلى جانب زوجها منذ بداية زواجهما، ورزقها الله بثلاث أبناء، إلى أن مرض زوجها بمرض خبيث، لم تتركه بل توجهت إلى كل مكان يمكن الوصول إليه للمساهمة في علاج زوجها، إلى أن توفاة الله بعد عام كامل من علاج من هذا المرض.
الحاجة ام رضا أقدم بائعة شاى بسوق المواشى ببنها
وتابعت "أم رضا" خلال حديثها لـ "اليوم السابع"، أنه عند وفاة زوجها منذ ما يقرب من 33 عاما، ترك لها إرثا ثقيلا مكون من أبناء كان أصغرهم وقت رحيل والدهم يبغ من العمر 25 يوما، فعملت على تربيتهم من عرق جبينها، من خلال بيع "أكواب الشاي" بالسوق، لتصبح علامة بارزة كأحد العلامات الأصيلة بالسوق، يقصدها الجميع لشرب الشاي من يدها.
الحاجة ام رضا خلال حديثها لليوم السابع
وأوضحت، أنها بدأت بيع الشاي بسوق بنها إلى جوار زوجها عقب زواجهم مباشرة، قائلة "كنت بعمل الـ 3 كوبيات شاى بتعريفة، ودلوقتى بعمل الكوباية الشاي بـ 3 جنيه في السوق، والحمد لله ربنا بيرزق الجميع، ومفيش أحلى من اللقمة الحلال وربنا يبعدنا عن الحرام".
الحاجة ام رضا
وأشارت، إلى أنها وقفت إلى جوار زوجها من الزواج كما أن الجميع كانوا يحبونه بسبب طيب لسانه مع الجميع، فورثت مكانه المهنة وأصبحت هي من تعمل بنفس المكان الذى كان يعمل به زوجها بسوق المواشى بمدينة بنها، كما أنها أصبحت الأب والأم لأبنائها التي عملت على تربيتهم من العمل ببيع الشاي بالسوق، كما أنها أيضا عملت على زواج أحفادها أبناء نجليها الأكبر والأوسط، ومتبقى الأن أبناء نجلها الأصغر، والتي تعمل جاهدة لمساعدة نجلها الأصغر في زواج أحفادها.
م رضا تتوسط نجلها الامبر وأحد أقاربها
واستطردت، أن أبنائها الثلاثة يعملون "قهوجية" كصنعة تعلموها على يد والدهم الراحل ومن بعده والدتهم، ليكسبوا منها قوت يومهم وتدبير حاجاتهم واحتياجات الأسرة، مشيرة إلى أنها تتلقى معاش تكافل وكرامة، وأنها تسعى جاهدة إلى جوار هذا المعاش إلى تدبير احتياجات أسرتها ومعاونتهم فى ظل الظروف المعيشية، قائلة "الكلمة الحلوة من الناس بالدنيا وما فيها، وكفاية إنك تشوف البسمة على وجوههم".
أم رضا خلال حديثها لليوم السابع
أم رضا ست بـ 100 راجل
علامات الشقاء تظهر على وجه أم رضا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة