تركت الأديبة الكبيرة نوال السعداوى، التى تمر اليوم ذكرى رحيلها الأولى، إذ رحلت عن عالمنا فى 21 مارس 2022، عن يناهز 90 عاما، العديد من الكتب والروايات التى جسدت فيها همها الكبير بقضايا المرأة، والفكر المجتعى نحو "حواء".
ونوال السعداوى، واحدة من أكثر الشخصيات الأدبية المثيرة للاهتمام لم تتناوله رواياتها من قضايا هامة فهى أشهر من نادى بتحرير المرأة من قيودها، ومن جهر بالعصيان لما سمته "المجتمع الذكورى"، وفوق كل ذلك هى صاحبة كتب وأعمال صاحبة صدى واسع، وقضايا مهمة.
زينة
تعد رواية "زينة" للأديبة المصرية الكبيرة نوال السعداوي، واحدة من أهم الروايات الأفريقية النسوية، وتسلط الضوء على شخصية "بدور الدامهيرى" الأستاذة الجامعية المصرية التى تتعرض للعديد من الضغوط والقهر الذى يمنعها من إثبات نفسها، وهو الأمر الذى أدى فى النهاية للهروب من بيت الزوجية فى سبيل تحقيق الذات، لتبدأ بعد ذلك العديد من الأحداث والصراعات.
امرأة عند نقطة الصفر
تروى نوال السعداوي، فى هذه الرواية قصة امرأة تلاعبت بها الأقدار، وساقها الرجال إلى مصيرها المحتوم، فى مجتمعٍ ذكورى مريض، الرجل فيه هو كل شىء والأنثى لا شىء تقريبا، حيث تجسد الرواية تملك الذكور للسلطة والثروة والشهوة، بينما تكون الأنثى أداة طيعة لنيل شهوته وتحقيق ثرائه وإرضاء سلطته، تحتل الرواية مكانة خاصة لدى المؤلفة التى ينتابها الخجل أمام شموخِ بطلتها، وعلى الصعيد الروائى اختيرت ضمن قائمة ١٠٠١ الخاصة بتطور الرواية عبر الزمان، وترجمت إلى 40 لغة.
امرأتان فى واحدة
تعيش المرأة فى عالمنا العربى فى صراعٍ نفسى عميق، صراع بين شخصية تريدها متحررة من قيود المجتمع، وأخرى تريدها منصاعة لقيوده وراضخة لسطوته، فهى تارة تتمرد، وتارة تستسلم، وبين هذه وتلك تتأرجح منذ ولادتها، مرورا بدراستها وزواجها وممارسة حياتها الاجتماعية، "بهية شاهين"، بطلة الرواية، نراها فى كل نساء المجتمع، فهى المتمردة، الثائرة على مجتمعٍ ذكورى أَبوى، هى الشخصية التى قد ترى فيها كل فتاة جزءا منها، فهل تقبل "بهية" ما يفرضه المجتمع من قيود؟ وهل يمكنها أن تثور عليها إن أرادت؟ هكذا يخالج نص هذه الرواية ذهن قارئها، ويدفعه لمماثلة واقعه المعيش بالحكاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة