دخلت العمليات العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية أسبوعها الأول، بالإعلان عن السيطرة علي مدينة خيرسون الأوكرانية بشكل كامل من جانب القوات الروسية التي بدأت زحفها في الشرق الأوكراني 24 فبراير، معلنة أن عملياتها تأتي لحماية المدنيين في إقليم دونباس الذي يضم جمهوريتي دونتسك ولوجانسك واللتين اعترفت موسكو الشهر الماضي باستقلاليهما.
وصباح الأربعاء، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أن الوحدات الروسية من القوات المسلحة قامت بالسيطرة على المركز الإقليمي لمدينة خيرسون الأوكرانية بشكل كامل.
وقال كوناشينكوف في بيان الوزارة: "سيطرت الوحدات الروسية التابعة للقوات المسلحة بشكل كامل على المركز الإقليمي لخيرسون.. وخلال العملية العسكرية أصابت قواتنا 1502 هدفا عسكريا، تم تعطيل 51 موقعًا للقيادة، و38 نظام دفاع جوي مضاد للطائرات إس 300 وبوك إم-11 وأوسا، وتم تعطيل 51 محطة رادار، و47 طائرة على الأرض و11 طائرة في الجو، و472 دبابة وعربة قتال مصفحة أخرى، و 62 قاذفة صواريخ متعددة، و 206 قطعة مدفعية ميدانية وهاون، و336 وحدة من المركبات العسكرية الخاصة، و46 طائرة مسيّرة دون طيار".
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية فرضت سيطرتها على بلدتي توكماك وفاسيلييفكا، بعد استسلام الجنود طواعية ورمي أسلحتهم.
وأضافت: "سيعود العسكريون الأوكرانيون من مناطق توكماك وفاسيلييفكا إلى ديارهم بعد توقيعهم على تعهد برفض المشاركة في المعارك.
من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها نجحت من خلال "أسلحتها عالية الدقة" في تدمير أجهزة البث الخاصة ببرج التلفزيون في كييف، من أجل "قمع الهجمات الإعلامية ضد روسيا" علي حد وصف بيان الوزارة.
وأضاف البيان: "من أجل قمع الهجمات الإعلامية ضد روسيا، تم توجيه سلاح عالي الدقة على المرافق التكنولوجية لوحدة إدارة الأمن والمركز الرئيسي الخاص للعمليات النفسية في كييف، وتم تعطيل معدات البث لبرج التلفزيون، دون تدمير المباني السكنية.
وفي أوكرانيا، ذكرت صحيفة "فيرخوفنايا رادا" الأوكرانية إنه لوحظت مشاكل البث التلفزيوني للقنوات الأوكرانية بعد الانفجار الذي وقع في برج التلفزيون في كييف، وسيتم تشغيل البث الاحتياطي في المستقبل القريب.
وقال وزير الثقافة الأوكراني، أولكسندر تكاتشينكو، إن أيا من الموظفين لم يصب بأذى خلال قصف برج التلفزيون في كييف.
وفى رد علي العقوبات المفروضة من الغرب ضد روسيا، توقفت موسكو عن توريد منتجات مجمع "سيفيرستال" للحديد والصلب لبلدان الاتحاد الأوروبي. وأكد المتحدث باسم إدارة شركة "سيفيرستال" للصحفيين، أن الشركة أوقفت تصدير منتجاتها إلى الاتحاد الأوروبي، وبدأت توجهها إلى أسواق أخرى.
وكانت شركة "سيفيرستال" تورد نحو 2.5 مليون طن من الصلب لأوروبا في السنة.
في المقابل، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إنه "مستعد لعقد مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه "لا يرى أي نتائج بعد المفاوضات بين الوفدين الأوكراني والروسي، وبحسبه، فهناك حاجة إلى حل وسط لمواصلة الحوار".
وأردف الرئيس الأوكراني في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، نشر جزءا منها عبر حسابه على "تيلجرام": "ما زلت لا أشعر من هذا الاجتماع الأول بشأن التفاصيل، هناك شيء واحد فقط، وهو أن فرصة الاجتماع مرة أخرى والتحدث عن خطوات إلى الأمام تبلغ 1%".
واعتبر زيلينسكي، أنه "من أجل مواصلة المفاوضات، هناك حاجة إلى الرغبة في التسوية".
وأوضح زيلينسكي: "من أجل اتخاذ خطوات للأمام، أنت بحاجة إلى شخص يتخذ خطوات إلى الأمام، وحيث توجد مشاكل كبيرة ومخاطر فقدان الأرواح كل يوم، عليك أن تتراجع إلى الوراء، هذا حوار.
وصرح الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن "إمكانية عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي غير مستبعدة، ولكن يجب تهيئة الظروف لذلك".
وأشار لوكاشينكو في لقاء مع أعضاء مجلس الأمن وقيادة مجلس الوزراء إلى أنه "ينبغي تحية زعيمي البلدين على مواقفهم الشخصية من عملية التفاوض، والتي بفضلها عقد الاجتماع في منطقة بريبيات البيلاروسية"، حسبما ذكرته وكالة "بيلتا" للأنباء، الثلاثاء.
وأضاف: "هذه ميزة بوتين، كان بإمكانه التخلي عن هذه المفاوضات، والتذرع بأنهم أفشلوها، مرة أخرى، لكنه لم يرفض المفاوضات رغم ذلك".
وأشاد لوكاشينكو بميزة لدى زيلينسكي، حيث أنه "لم يكن يتوقع أن يوافق على التفاوض".
وفي الولايات المتحدة، وأثناء إلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن خطاب حالة الاتحاد، ظهر العديد من أعضاء الكونجرس وهم يرتدون ملابس تحمل لون علم أوكرانيا، لإظهار دعمهم ووقوفهم إلى جانب كييف.
وغرد النائب مارك تاكانو، الديمقراطي من كاليفورنيا، بصورة له مرتدياً بدلة باللون الأزرق وقميصاً أزرق اللون وربطة عنق صفراء قائلاً "أقف مع أوكرانيا".
وخلال خطاب حالة الاتحاد، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي فرضت بلاده بجانب دولاً أوروبية عدة عقوبات اقتصادية مشددة ضد روسيا، عن تطورات الحرب، قائلاً إن بوتين بات منعزلا عن العالم أكثر من أي وقت سابق، وأن الروبل فقد 33% من قيمته كما أكد أن حرب بوتين على أوكرانيا كانت مخططة مسبقا وغير مبررة لكن الناتو والغرب كانا مستعدين.
واعتبر بايدن أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصفه بـ"الدكتاتور الروسي"، أساء تقدير ردّ الفعل القوي والموحّد للغرب على عمليته العسكرية في أوكرانيا، وراهن على شق الصف الغربي لكنه أخطأ في حساباته.
وتناول بايدن ارتفاع أسعار الوقود بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا، وقال: "أعرف أن الأخبار عما يحدث قد تبدو مقلقة للأمريكيين، ولكني أريدكم أن تعلموا أننا سنكون على ما يرام.. سأكون صادقًا معكم، كما وعدت دائمًا أنني سأكون كذلك.. غزو الدكتاتور الروسي لدولة أجنبية سيكون له تكاليف في جميع أنحاء العالم".
علم اوكرانيا
في سياق متصل ، كشفت وكالة بلومبرج الأمريكية نقلاً عن مصادر أوروبية أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي سيبحثون عضوية أوكرانيا في الاتحاد في قمة سيعقدونها في باريس يومي الـ10 والـ11 من مارس الجاري.
وأضافت الشبكة أن "الممثلين الدائمين سيطلبون من المفوضية الأوروبية النظر في إمكانية قبول أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي".
وتأتي الخطوة الأوروبية المرتقبة بعدما ناشد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي قبول انضمام أوكرانيا إلى التكتل بإجراء خاص جديد، وفي وقت لاحق.
علم اوكرانيا فى الكونجرس
وطالب زيلينسكي في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بـ"دعم أكبر في مواجهة العملية العسكرية الروسية". وقال إنه "بحث مع ميشيل تقديم دعم أكثر فعالية لبلاده".
اعضاء الكونجرس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة