أوراق بيكويك أو مذكرات بيكويك.. أولى روايات تشارلز ديكنز، الذى يعد اليوم أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتورى، لكن حينها، أي فى زمن كتابة الرواية، كان كاتبًا ناشئًا، فطلب منه المساهمة في مشروع أدبي يتعلق بإحدى المجلات، التي نشرت عام 1836.
بعد شهرة تشارلز ديكنز، لم يتم تسليط الضوء على رواية مذكرات بيكويك، التى كانت تنشر مسلسلة كحلقات المسلسلات الأجنبية الشهيرة فى عالمنا اليوم، وكانت تحظى بنفس الاهتمام فى زمانها، مثل تحظى حلقات مسلسل game of thrones أو Peaky Blinders باهتمام كبير اليوم.
تشارلز ديكنز
لكن اليوم، أصبح للسيد بيكويك معجبين جدد ربما لم يتوقع ذات يوم أن يصل إليهم، والسبب فى ذلك، هو إقامة معرض يتضمن صورا لهذه الرواية فى منزل تشارلز ديكنز، الذى تحول إلى متحف فيما بعد.
سيندي سوغرو، أمينة المتحف، قالت لوسائل الإعلام فى افتتاح معرض بيكويك، إن المعرض الذى يدور حول الرواية والفنانين الذين عملوا عليها، يكشف لنا أن أول مقهى في شرق لندن أقيم سنة عام 1837، حينها كانت رواية أوراق بيكويك لا تزال قيد التسلسل، وواصلت نشر حلقاتها حتى عام 1841.
Charles Dickens Pickwick
وأوضحت أمينة المتحف أن الرواية تكشف لنا طبيعة النقاش الذى كان يدور فى ذلك الوقت فى الحانات أو المقاهى، فتعطى إحساسًا حقيقيًا بما كان مثيرًا للاهتمام بالنسبة لهم، مثل نقاشات إذا ما كان للدولة أن تكون جمهورية أو ملكية، وإذا كان جسر واترلو أو جسر لندن هو الأكثر جاذبية، أو التصويت على تجارة الرقيق في مارس 1838.
أوراق بيكويك لـ تشارلز ديكنز
وفى هذا السياق، أوضحت أمينة المتحب، أنه مع بداية نشر الرواية مسلسلة، كان عدد المشتركين فى المجلة 500 مشترك وظل فى تزيد حتى بلغ 40 ألف مشترك، وهو ما يشبه نفس الأمر الذى يحدث فى يومنا هذا مع المسلسلات الشهيرة على المنصات الإليكترونية.
لوحات من رواية مذكرات بيكويك لـ تشارلز ديكنز
أمر آخر لفتت الانتباه إليه أمينة المتحف، وهو حجم التفاعل والذكاء الذى كان يحظى به تشارلز ديكنز، وهو شاب يبلغ من العمر 24 عامًا، حينما بدأ كتابة الرواية، فحينها رأى فى المقاهى أرضا خصبة، استقى منها شخصياته الخيالية، وظل يطور فيها، من خلال مراسلاته مع المقاهى، ففي عام 1837، بعث برسالة إلى مؤسس نادي إدنبرة باسم "بيكويك"، قال فيها: "لا أستطيع أن أخبرك بمدى البهجة التي أتاحها لي لسماع هذا النبأ.. قلب السيد بيكويك بينكم دائمًا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة