توقيع "من يجرؤ على الحلم" فى ختام معرض القاهرة للكتاب 2022

الإثنين، 07 فبراير 2022 07:07 م
توقيع "من يجرؤ على الحلم" فى ختام معرض القاهرة للكتاب 2022 رائد برقاوى
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر كتاب "من يجرؤ على الحلم.. كيف حول محمد بن راشد أحلام دبى إلى حقيقة" من تأليف الإعلامي رائد برقاوى، وقد وقع برقاوى النسخ الأولى للكتاب فى اليوم الأخير من معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ 53، وسط حضور نخبة من كبار الإعلاميين والمثقفين المصريين وبحضور سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين.

 يسعى الكتاب إلى الإجابة عن سؤالين مركزيين، الأول: كيف روض الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، المستحيل لتصبح دبى  نموذجا فارقا، ليس فى المنطقة وحسب، ولكن على مستوى العالم؟ وكيف مكّن  لثقافة الأحلام فى وسط محيط عربى توقف منذ عقود عن الحلم؟، وللإجابة عن هذين السؤالين يتجول  برقاوى فى الزمن الإماراتى المختلف فى معناه ومبناه ، فيرحل إلى الماضى ليتتبع كتابات وذكريات الشيخ محمد بن راشد عن طفولته وشبابه ليحلل العوامل التى أسهمت فى تكوين شخصيته، ثم ينتقل إلى الحاضر ليختبر دور هذه العوامل  فى إنجازات دبي، تلك الإنجازات التى جعلت  حلم الشباب العربى فى كل مكان.

ينقسم الكتاب إلى مقدمة بعنوان " كأن الريح تحته" وثلاثة فصول: "السر فى الدهشة" و" رجل قدره الريادة" و "حديقة الخيال"  وخاتمة "وما الدهر إلا رُواة أحلامنا".

 يتحدث برقاوى فى المقدمة عن المرض بالدهشة، ذلك الذى أصابه فى أعقاب مشاهدة إطلاق مسبار الأمل الإماراتى فى يوليو 2020، هذه الدهشة دفعت المؤلف للبحث فى التجربة الإماراتية التى بدأت كما قال الشيخ محمد بن راشد خلال الاحتفال باليوبيل الذهبى لاتحاد الإمارات من صحراء السديرة وتستعد لخمسين عاما جديدة من صحراء المريخ، ما تمتلكه الإمارات، وفق برقاوي، ليس الموارد والبنية التحتية والعقول وحسب، ولكن هناك أيضا الحلم، ففى بداية الستينات من القرن الماضى حلم الشيخ محمد وهو يقف على مبنى "الإمبايرستيت" بأطول برج فى العالم، وفى الفترة نفسها حلم بمطار يماثل مطار لندن، وبشوارع مرصوفة وبمستشفيات ومدارس..الخ، ولم تمر عقود قليلة حتى تحققت الأحلام، بل أدخلنا الشيخ محمد إلى حديقة الخيال، حيث يتكثف زمن الإنجازات ولا نعرف ما الذى سيفاجئنا به فى الغد؟. هو الحلم عندما نجرؤ على إغماض أعيننا للحظات ونقرر أن نحلق لنسبق الآخرين ولا نعترف إلا بالنصر والرقم واحد، وهنا لا نحتاج إلا عزيمة وإرادة لا تلين لتحقيق أحلامنا،  وقد فعلها الشيخ محمد، لقد قرر أن يحلم لبلده و أمته، وها نحن نحصد ثمار أحلام هذا القائد.

يتوقف برقاوى كثيرا فى الكتاب أمام العقبات التى أعاقت نهوض العرب خلال القرن الماضي، ويلاحظ مثلا أن الصحراء التى كانت عقبة رئيسية فى تلك النهضة لدى الكثيرين من المفكرين العرب تحولت إلى فرصة من منظور الشيخ محمد، والذى تعامل معها برؤية الشاعر والمفكر ورجل الدولة، فالشاعر نظر إليها برومانسية ظهرت واضحة فى الكثير من مقولاته وقصائده، والمفكر قرأ الحكمة فى فضاءاتها اللانهائية، أما رجل الدولة فاستثمر فى الصحراء بطريقة أبهرت الجميع. مع الشيخ محمد باتت الصحراء نعمة، واكسبته خبرات اسهمت بقوة فى بناء فلسفة تحدى المستحيل، فالصحراء تعلمنا كيفية التعامل مع المخاطر، وتجاوزها، وإلا فالإنسان  نفسه معرض للضياع والهلاك، من هنا تنطلق فلسفة محمد بن راشد لترفض معظم مقولات الفكر العربى التشاؤمي، والذى يبحث فى أسباب التراجع والتدهور والانحطاط.

لا يوجد فى قاموس الشيخ محمد بن راشد مثل هذه المفردات ولا يعترف بكلمة مستحيل، وكتب قاموسه الخاص بكلمات مثل السعادة والإيجابية والتفاؤل وغزل حروفه بالأمل، فلا حياة أو مستقبل أو عمل أو تقدم من دون أمل، هنا يفتح الشيخ محمد طاقة جديدة أمام الثقافة العربية المليئة بالمثبطات، فلا وجود لنا بين أمم العالم إلا من خلال التحلى بالأمل.

إلى جانب تلك الرؤية التى مكنت لدبى والإمارات للوصول إلى تلك المكانة المرموقة التى تشهد بها مختلف التقارير العالمية، يتطرق برقاوى فى الكتاب إلى عوامل أخرى عديدة لعبت دورا لافتا فى ذلك النجاح، فهناك منظومة من الحكم الرشيد الذى تأسس على العدالة والشفافية وتطبيق القانون، وهى منظومة  نجحت فى استقطاب أكثر من 200 جنسية للعيش فى الإمارات. وبالتوازى مع ذلك هناك منظومة اقتصادية أخرى يتتبع برقاوى مفاصلها وتحولاتها، منظومة استفادت من الموضع لتستثمر فى الموقع  وتشيد مكانتها المستحقة على مدار أكثر من قرن بداية من إلغاء الضرائب فى دبى عام 1902، وليس نهاية بمشاريع عملاقة عبر عنها الشيخ محمد بالقول: "قدرنا أن نكون مطار العالم وميناؤه الرئيسي".

مكن الشيخ محمد للحلم فى الثقافة العربية، تلك هى إضافته الأساسية ، ومن موقعه السياسى جعل التغيير ممارسة يومية، حيث لا ثبات أو توقف أو مشى أو ركض، وإنما تحليق وفوز، وبات من الصعب على المراقب  توقع ما ستنجزه الإمارات  فى اللحظة التالية.

الكتاب يتميز بحس قومى واضح فمحمد بن راشد ، عروبى حتى النخاع،  ينقل برقاوى من السطور الأولى من كتاب "رؤيتي" قول الشيخ محمد "سألنى أحد الصَّحَفيين ونحن فى العشر الأواخر من رمضان: لو منّ الله عليك برؤية ليلة القدر، فماذا كنت ستتمنّى؟ أردت القول: كنت أتمنّى أن يُعلى ربى القدير شأن الإمارات ويعزّ شعبها، ويزيد خيرها، لكنى استوقفت نفسى لحظة، وفكرت لحظات، وقلت لو أنّى تمنيت كل هذا وأكثر منه لكل الأمة العربية، فهل كنت سأحرم شعبى من أمنيتي؟".

يؤكد  برقاوى فى كتابه أن الشيخ محمد لا يفكر للإمارات وحدها بل للعرب جميعا، وفى ذهنه مدن ذهبية فى الحضارة الإسلامية مثل: القاهرة وبغداد ودمشق وقرطبة.

محمد بن راشد قال يوما لو لدينا عشر مدن عربية مثل دبى لاستعاد العرب مكانتهم المستحقة، هو عاشق لأمته ، أطلق مبادرات: صانع الأمل ومليون مبرمج عربى وتحدى القراءة العربى ..الخ، ولا يبخل على أحد بالدروس المستفادة من تجربة الإمارات ولا يمل من الحديث عن الشباب العربى وكيفية استيعابهم والبحث عن السبل المثلى لتحقيق أحلامهم، وفى القلب من العرب مصر تلك وصية زايد، و مصر عشق قادة الإمارات كافة: محمد بن راشد ومحمد بن زايد وسلطان القاسمى .

 

الإعلامي رائد برقاوي خلال حفل توقيع الكتاب
الإعلامي رائد برقاوي خلال حفل توقيع الكتاب

صورة غلاف الكتاب

صورة غلاف الكتاب

 

صورة غلاف الكتاب
صورة غلاف الكتاب









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة