كمال محمود

خطيئة كارتيرون؟

الأربعاء، 16 فبراير 2022 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
دائما وأبدا يتحمل المدير الفنى تبعات أفكاره، فإذا نجحت خططه مهما كانت غريبة أو غير مستساغة وحقق الفوز يقال عنه عبقرى، وإذا ما خسر فى أى مباراة يشرك فيها لاعبون جدد أو يغير من خططه، تعلق له المشانق ويُتهم بالفشل.
 
المثل هنا كارتيرون.. مدرب الزمالك الفرنسى خسر أمام سموحة 2-0 وحمله الجميع المسئولية، بداعى تغييراته الكثيرة فى تشكيل اللقاء وإبعاد 9 لاعبين أساسيين والاعتماد على مجموعة من البدلاء فى منهج تكتيكى غير لائق للمباراة ، أضر بالفريق ككل.
 
ربما لو كان الزمالك فاز وهذا كان قريبا لولا الفرص الكثيرة المهدرة قبل تسجيل سموحة الهدف الأول، لكان رُفع كارتيرون لعنان السماء، وتغير الحديث عنه وكيف تمكن من التحكم فى التدوير بين اللاعبين للحفاظ على الأساسيين من الإجهاد بعد المشاركة أمام بترو أتلتيكو فى الجولة الأولى من دور المجموعات، وقبل المباراة الثانية أمام ساجراد الأنجولى أيضا وبينهما مباراة فى الدورى أمام سموحة.
 
ما سبق ليس دفاعا عن كارتيرون لكنه واقع نعيشه فى كرة القدم.. التعامل مع الأمور وفقا للنتائج بصرف النظر عن أهداف المدربين من مباريات بعينها تتحكم فيها ظروف مختلفة.
 
ومع هذا فقد ارتكب كارتيرون بالفعل أخطاء، تفاديها كان من الممكن أن يرجح كفة الزمالك، لكن هذا لم يحدث!.
 
لم يكن من المنطقى بأى حال من الأحوال أن يتم إبعاد 9 لاعبين من التشكيل الأساسى مهما كانت الظروف، وإذا ما كان الهدف هو الروتيشن فليكن بالقدر الذى يحافظ على قوام الفريق ووحدته وانسجامه، وليس إفقاد الفريق أوصاله ودفعه للشتات داخل الملعب.. وهذا وضح بشكل كبير فى غياب الجمل الفنية واللعب الجماعى وبدا كل لاعب يعتمد على نفسه فى أنانية إجبارية لافتقاد كارتيرون السيطرة على المجموعة داخل الملعب.
 
وحتى التدوير لم يكن فى محله فى نقطة تنسف الفكرة من الأساس، إذ إن أغلب اللاعبين الذين قرر إراحتهم لم يكونوا مجهدين بالقدر الكبير، فمثلا بنشرقى لم يشارك مع المغرب فى كأس الأمم، والجزيرى خرج مع تونس من البطولة مبكرا، وزيزو والونش وإمام عاشور مع منتخب مصر لم يشاركوا فى كل المباريات، فضلا عن تفضيل عواد على أبو جبل، رغم أن حراسة المرمى من المراكز التى لا يجوز معها التناوب تماما.. الاستثناء الوحيد كان أبو الفتوح هو بالفعل الوحيد الذى يحتاج الراحة بعد المجهود العظيم الذى قدمه مع المنتخب فى الكان.
 
وإذا ما نظرنا إلى اختيارات كارتيرون أمام سموحة، سنجد أيضا الخطأ البين الذى يمهد لسوء الأوضاع.. فكيف له أن يُشرك عبد الله جمعة الظهر الأيسر فى مركز الظهير الأيمن وهناك المثلوثى موجود أيا كان مستواه؟، فهو فى النهاية مركزه الأساسى ويدرك واجباته ولن يكن تحت أى حال من الأحوال أسوأ ممن يلعب فى غير مركزه، بنفس المنطق شارك إسلام جابر كلاعب ارتكاز وهو الذى لا يجيد أى أدوار دفاعية وهناك على الدكة روقا الديفندر الصريح والذى كان أولى أن يبدأ أساسيا وأيضا تحت أى ظروف لن يكون أقل من إسلام جابر الذى لم يكن هناك للزمالك خط وسط فى وجوده دون أن يكون له ذنب فى ذلك.. فالقرار للمدرب.
 
ما فعله كارتيرون أمام سموحة لم يعدو سوى كونه مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة وأن الهزيمة تركت أثارا سلبية على الفريق كلل وسربت شعور بالإحباط للجميع سواء البدلاء الذين شاركوا من البداية، أو الأساسيين الذين تم إراحتهم، إذ عطلت الفريق عن صدارة الدورى حتى لو مؤقتا وأيضا قللت المعنويات قبل اللقاء الأفريقى خارج الديار.. ومثل تلك المغامرات يجب أن تدرس من جميع جوانبها وأول ما يُعمل له حساب هنا هو الخصم وطبيعته من حيث المستوى سواء قوته أو ضعفه، ولا يجوز إغفال ذلك ووفقا لهذا يحدد المدير الفنى طريقة تعامله مع المباراة، وبما أن سموحة من الفرق القوية المنظمة كان يتوجب على كارتيرون أن يخوض المباراة بقوته الضاربة.
 
خطيئة كارتيرون أمام سموحة تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن الخواجة الفرنسى اهتمامه الأكبر على البطولة الأفريقية أكثر من الدورى، رغم أن الطبيعى أن يكون تفكيره فى الاتجاهين بالتوازى دون أفضلية لإحداهما حتى لا تضيع الأخرى من بين أيديه ويخسر الزمالك لقبا يسعى لتحقيقه.
 
ما حدث للزمالك أمام سموحة، ليس الأول من نوعه أو يمكن اعتباره كبوة، لكنه استمرار لوضعية غير مقبولة ولا تليق بالقلعة البيضاء، فلك أن تتخيل أن فريق ميت عقبة لم يفز فى آخر 7 مباريات سوى مرة وحيدة بجميع المنافسات، إذ خسر ضد فاركو وغزل المحلة وطلائع الجيش وتعادل مع إنبى وفاز فقط على سيراميكا فى كأس الرابطة، وفى البطولة الأفريقية تعادل على أرضه أمام بترو أتلتيكو، وأخيرا فى الدورى خسر أمام سموحة لتكون الهزيمة الثانية له هذا الموسم بعد الخسارة الأولى أمام الأهلى. 
 
 
كارتيرون يحتاج أن يكون أكثر تركيزا وأفضل فى اختياراته وأدق فى قراراته، وحتى يعبر بالزمالك إلى بر الأمان ويستطيع الاستمرار فى المنافسة على كل البطولات المحلية والقارية فهذا هو الوضع الطبيعى للفرق الكبرى مثل الزمالك.
 








الموضوعات المتعلقة

منتخب مصر بطل وموعدنا فى كأس العالم

الإثنين، 07 فبراير 2022 02:34 ص

كيروش له ما له وعليه ما عليه؟

السبت، 05 فبراير 2022 02:10 ص

بروتوكول تكتيكى مصرى لصيد الأسود

الخميس، 03 فبراير 2022 12:00 ص

المصريون أهم ولمنتخبنا التحية

الإثنين، 31 يناير 2022 06:00 ص

منتخب مصر والرهان!

الأحد، 30 يناير 2022 01:12 ص

منتخب مصر.. فرحة لا تتوقف

السبت، 29 يناير 2022 02:31 ص

منتخب مصر الحقيقى

الخميس، 27 يناير 2022 12:39 م

مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة