منذ أيام أطلق ديفيد دى خيا، حارس مانشستر يونايتد الإنجليزي، تصريحات أثارت حالة من الجدل، حينما كشف الحارس المخضرم أن أسباب النكبة التى تعيشها قلعة الشياطين منذ فترة طويلة ترجع للسحر، مشيراً إلى أنه وزملاؤه داخل غرف الملابس يحاولون تفسير أسباب فشل الفريق فى تحقيق أى ألقاب رغم كل التدعيمات وآخرها ماكينة الأهداف البرتغالية كريستيانو رونالدو، إلا أنهم أرجعوا ذلك فى النهاية إلى أن مان يونايتد أصابته "لعنة"، وهو ما أثار حالة من السخرية من بعض جماهير العملاق الإنجليزى.
الحديث عن استخدام السحر الأسود فى كرة القدم ليس جديداً ودائماً ما يكون مرتبطاً بالقارة السمراء، ولطالما سمعنا روايات غريبة عن بعض المنتخبات الأفريقية، ومنها مثلا قصة نزول الماعز ملعب مباراة مصر والنيجر، وما ترتب عليها من خسارة الفراعنة فى 2012، وقبلها اكتشاف عظام حيوانات محفور عليها "طلاسم" فى مقاعد بدلاء المنتخب المصرى فى أمم أفريقيا 2002 وبعدها خسارة الفراعنة أمام السنغال فى افتتاح البطولة، وكذلك اعترافات النجم التوجولى أديبايور بلجوء والدته للسحر الأسود لتدمير مستقبله، فضلاً عن الاتهامات الساخرة الموجهة للحضرى باستخدامه السحر لمساعدته فى التصدى للكرات، والتى تناولها المصريون بشكل فكاهى وصاروا يطلقون لفظ "جاميكا" على كل أعمال السحر فى عالم كرة القدم.
وفى الدورى البرتغالى أيضاً ظهرت تلك المعتقدات، وأفردت لها الصحف العديد من التقارير، ومنها بالتحديد "أبولا" البرتغالية التى تحدثت منذ أشهر عن استعانة نادى بورتو بـ"ساحرة" تدعى مادالينا أروسو، وتعيينها في منصب طبيبة لمساعدة الفريق على الفوز بلقب الدورى الموسم الماضى، ومنحها 13 ألف إسترلينى شهرياً، معللة ذلك القرار للاعتقاد بأن منافسه "بنفيكا" استخدم نفس الحيلة للفوز بثنائية الدورى والكأس موسم 2016/2017 - بحسب الصحيفة البرتغالية - الأمر الذى أثار غضب جماهير الناديين.
أما التحول هذه المرة فهو انتقال تلك الثقافة لواحد من أكبر دوريات كرة القدم فى العالم "الدورى الإنجليزى الممتاز"، وهو ما كشفته تصريحات دى خيا حول اللعنة التى أصابت واحداً من أعرق الأندية الإنجليزية "مانشستر يونايتد"، والروح السائدة داخل غرف ملابس الفريق حول أسباب الفشل، بعد كل الأموال التى ضختها الإدارة الفترة الأخيرة وتدعيم الفريق بأفضل الصفقات، وآخرها النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو، الذى انضم لمان يونايتد بعقد لمدة عامين، لكنه أصبح يعيش فترة صعبة داخل "أولد ترافورد"، وبدأت التقارير الصحفية ترجح إمكانية رحيله فى وقت قريب بسبب أوضاع النادى الصعبة، ولم يكن رانجنيك خيراً من سلفه سولشاير، فلم يحقق يونايتد النتائج المنتظرة تحت قيادته وبدأت الدائرة تدور من جديد بالتشكيك فى إمكانيات المدرب أو اللاعبين.
ربما تصيبك حالة من الدهشة المصحوبة بخيبة أمل إذا علمت أن أقصى آمال مانشستر يونايتد هى إنهاء الموسم الحالى فى المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدورى أبطال أوروبا الموسم المقبل، خاصة بعد وضعه الصعب بجميع الأصعدة، سواء وداع كأس الاتحاد الإنجليزى من الدور الرابع، وخرج من الدور الثالث فى كأس رابطة المحترفين، ويحتل حاليًا المركز السادس فى جدول الدورى الإنجليزي، هذا اللقب الذى يعود آخر تتويج للشياطين بلقب الدورى لعام 2003 تحت قيادة مدربه الأسطورى أليكس فيرجسون، لأنك تتحدث عن واحد من أعرق الأندية الإنجليزية ويتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة بجميع أنحاء العالم، وليس فقط إنجلترا.
تصريحات دى خيا تطرح تساؤلات عاجلة على طاولة مجلس إدارة مانشستر يونايتد، الذى أصبح مطالباً بدراستها والإجابة عنها، هل حقا يونايتد نادٍ ملعون، وإن كان ملعوناً حقاً فما هو سبب تلك اللعنة، وكيف يتخلص النادى منها، وهل سبب تلك اللعنة السير أليكس فيرجسون الذى عوّد جماهيره على البطولات، وهل هناك معدل زمنى للتخلص من تلك اللعنة؟.. هذه الأسئلة أصبحت إدارة النادى مطالبة بالإجابة عنها إن كانت تسعى لإعادة مانشستر لطريق البطولات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة