مما لا شك فيه أن الآثار المصرية كنوز لا تفنى، فتجدها دائما محملة بالمفاجآت التي يتم الكشف عنها من خلال الدراسات والأبحاث العلمية على كل ما يتعلق بالحضارة المصرية القديمة، وفى ظل ما لدينا من خبراء وعلماء متميزين كلا في تخصصه، فمؤخرًا تم الكشف عن وجوه ملوك رحلوا عن عالمنا منذ آلاف السنين مثل الملك رمسيس الثانى والملك الذهبى توت عنخ آمون.
الملك توت عنخ آمون
فتعود قصة خضوع توت عنخ آمون للدراسات العلمية، فقد تم إجراء دراسات علمية على المومياء أهمها فحصها بالأشعة المقطعية عام 2005 وذلك في مشروع فحص المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية، والذي أنشأه عالم المصريات الدكتور زاهي حواس واشتركت فيه الدكتورة سحر سليم أستاذة ورئيسة قسم الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة وعضو اللجنة العلمية للعرض المتحفي بمتحف الحضارة بالفسطاط، حيث مكنت الأشعة المقطعية والتقنيات المتطورة خبيرة أشعة المومياوات دكتورة سحر سليم من فحص 40 مومياء ملكية من بينهم مومياء الملك توت عنخ آمون.
إعادة تركيب وجه الملك توت عنخ أمون
وتمكنت الأشعة المتطورة من عمل مقاطع عديدة تقوم دكتورة سحر بتركيبها للحصول على صور ثنائية وثلاثية الأبعاد تعطي معلومات كثيرة عن المومياء مثل العمر عند الوفاة، والجنس، والحالة الصحية وطريقة التحنيط و شكل الوجه، وشاركت الدكتورة سحر سليم في تصميم العرض المتحفي في قاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة بالفسطاط.
إعادة وجه توت عنخ آمون
قادت الدكتورة سحر سليم مشروعا علميا لإعادة تركيب وجه مومياء الملك الذهبي توت عنخ آمون مستخدمة تقنيات الأشعة والتصوير المقطعي المحوسب لجمجمة مومياء الملك توت. واختارت دكتور سحر سليم أعضاء الفريق العلمي المعاون لها والذي تكون من عالم الأجناس الانثروبولوجي من جامعة وسترن اونتاريو الكندية د. اندرو نلسون وكما استعانت النحات الكندي المتخصص كريستيان كوربت.
وأوضحت الدكتورة سحر سليم، في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أنه تمت طباعة المجسم ثلاثي الأبعاد لجمجمة الملك توت عنخ آمون باستخدام الذكاء الصناعي، ثم بناء عضلات الوجه على المجسم باستخدام نسب الوجوه المصرية، وكانت نتيجة المشروع العلمي لإعادة وجه الملك مذهلة، حيث تجسد الملك توت عنخ آمون بملامحه المصرية النبيلة للعالم مرة أخرى بعد أكثر من 3000 عام، وهو مرتدي لتاج المعارك الخبرش.
الدكتورة سحر سليم وإعادة وجه توت عنخ آمون
وأضافت الدكتور سحر سليم، تعد هذه النتيجة في إعادة تركيب وجه الملك توت عنخ آمون هي الأدق علميا، حيث اعتمد هذا المشروع لبناء وجه الملك على قياسات الوجوه المصرية بعكس المحاولات السابقة والتي استخدم فيها قياسات وجوه شعوب غير مصرية، وقد تم توثيق المشروع العلمي لإعادة تركيب وجه الملك توت عنخ آمون في فيلم وثائقي لشركة "صورة" من إخراج المخرج المصري حسام أبو المجد وبثته قناة PBS الأمريكية يوم 23 نوفمبر الماضي.
الملك رمسيس الثانى
أمام عن قصة إعادة وجه الملك رمسيس الثانى فقد قامت الدكتورة سحر سليم، بمشروع علمي لإعادة تركيب وجه الملك رمسيس الثاني باستخدام تقنية الأشعة المقطعية لمومياء الملك، وبالمشاركة مع الدكتورة كارولين ولكنسون عالمة الأنثروبولوجيه من ليفربول بإنجلترا.
خضعت مومياء الملك رمسيس الثاني لدراسات علمية عديدة بمصر و كذلك في فرنسا في سبعينيات القرن الماضي، حيث سافرت مومياء الملك رمسيس الثاني للعلاج من فطريات اصابتها إلى فرنسا بجواز سفر كتب فيه "ملك سابق" و استقبل في المطار بتشريفة رسمية.
الملك رمسيس الثانى
كما تم فحص مومياء الملك رمسيس الثاني بالأشعة المقطعية عام 2009 ضمن مشروع فحص المومياوات الملكية التابع لوزارة الآثار المصرية والذي أنشأه عالم المصريات الدكتور زاهي حواس واشتركت فيه الدكتورة سحر سليم أستاذة ورئيسة قسم الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة عضو اللجنة العلمية للعرض المتحفي بمتحف الحضارة بالفسطاط. حيث مكنت الأشعة المقطعية والتقنيات المتطورة خبيرة اشعة المومياوات دكتورة سحر سليم من فحص مومياء الملك رمسيس الثاني بالأصافة الى أربعين مومياء ملكية أخرى . و من خلال عمل آلاف المقاطع الرفيعة للمومياء المصرية الملكية القديمة وتركيبها حصلت دكتورة سحرعلى العديد من صورالأشعة ثنائية وثلاثية الأبعاد التي اعطت معلومات كثيرة عن المومياء مثل العمر عند الوفاة، والحالة الصحية وطريقة التحنيط و وشاركت د. سحر سليم بالمعلومات و صور الأشعة المقطعية في تصميم العرض المتحفي في قاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة بالفسطاط.
واستخدمت الدكتورة سحر سليم تقنية فحص الأشعة المقطعية لمومياء الملك رمسيس الثاني في إعادة وجه الملك اثناء حياته، فقامت الدكتورة سحر سليم بعمل مجسم الكتروني ثلاثي الأبعاد لجمجمة الملك رمسيس الثاني، واستعانت سليم ب متخصصة في علم الأجناس الشرعية من ليفربول إنجلترا في تركيب العضلات على المجسم الإلكتروني لوجه الملك و عمل تصور لوجه الملك وقت حياته.
رمسيس الثانى
وقامت الدكتورة سحر سليم باختيار لون البشرة و الشعر و لون العين بناء عن معطيات أثرية و علمية من المومياء، وبتقنية رقمية أظهر المشروع العلمي وجه الملك و هو في عمر الأربعين في ذروة قوته و بالتدرج حتى بلوغه سن التسعين حين وافته المنية، وتم تسجيل مشروع إعادة تركيب وجه الملك رمسيس الثاني في فيلم وثائقي من انتاج التليفزيون الفرنسي الوطني (القناة الثالثة) و ذلك احتفالا بالعيد المئوي الثاني لعلم المصريات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة