قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن دار الإفتاء وأجهزتها، رصدت وتلقت 33 ألف تويتة، صادرة عن تنظيم داعش الإرهابي، بها مغالطات وفكر منحرف بكشف زيف معتقداتهم، ما يعد تحديا كبيرا في مواجهة جماعات الشر وما تروجه، حيث نواجه هذا الفكر المخالف لصحيح الدين بالعقل الواعي.
وأضاف مفتي الجمهورية: أننا أمام قضية هامة، وهي الوعي الذي يحتاج لإعداد شباب على قدر المسئولية والوعي يمارسون العلم علي أرض الواقع، مشيرا إلى أن دار الإفتاء المصرية نجحت في عام 2015 في إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، من خلال مؤتمر عقد في أغسطس 2015 "الفتوي وإشكاليتها والمأمول منها"، وكان أهم توصيات اللقاء إنشاء الأمانه، وخلال ديسمبر من نفس العام تم تدشين الأمانة، بحضور 23 مفتي ووزير وعالم من دول العالم برئاسة مفتي الديار المصرية طوال عمل الأمانة.
جاء ذلك خلال ندوة "الشباب وقضية الوعي" اليوم بقاعة "تحيا مصر" بكلية العلاج الطبيعى، بحضور اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية والدكتور جمال سوسة رئيس جامعة بنها وشباب جامعة بنها وأعضاء هيئة التدريس والتي تأتي في إطار بروتوكول تعاون بين جامعة بنها ودار الإفتاء المصرية في مجالات التدريب والبحوث والتعاون في عقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل لمناقشة القضايا المشتركة
وأشار المفتي، إلى أن جماعات الشر لا تريد الخير للناس فماذا قدمت المجموعات الإرهابية للبشر والحقيقة وعلي أرض الواقع لم يقدموا شيئا أو مادة علمية حقيقية يرتقي بها المجتمع في الوقت الذي قدم فيه غيرهم أمثال الدكتور مجدي يعقوب والدكتور مصطفي مشرفه، وغيرهم من أبناء مصر الشرفاء الكثير والكثير لخدمة الوطن ورفعة المجتمع بالعلم.
وتناول المفتي في حديثه لطلاب جامعة بنها مكانة مصر في خدمة الدين الإسلامي والأمة الإسلامية والعربية بل العالم أجمع، مشيرا إلى أن هناك طلاب من 122 دولة يدرسون في الأزهر الشريف بمباركة أسرهم في دولهم الأم.
وأكد فضيلة المفتي، أن الأسرة المصرية، يقع على عاتقها أولًا، ثم مؤسسات الدولة المعنية بأمور النشْء والشباب ثانيًا واجبُ الحفاظ على الشباب من سائر هذه المخاطر؛ ويبدأ ذلك بتنشئة الأجيال داخل الأسرة تنشئة سليمة وقيام المدرسة بدورها، كما أن لمؤسسات الدولة دورٌ مهمٌّ في الحفاظ على الشباب بأن تتكاتف لصد هجمة التطرف والإرهاب الشرسة التي تحاول استقطاب الشباب، كما على المؤسسات الدينية عبء كبير في احتواء الشباب ووضعهم على الطريق الصحيح وترسيخ مفاهيم وسطية الإسلام واعتداله، ومراجعة ما يُنشَر ويُبَث من مواد دينية بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك في جانب تحصين الشباب، موضحا أن من أسباب الوقاية تنمية روح الانتماء في قلب الشباب وتوعيتهم بأهمية الوطن وتفعيل دورهم في بنائه وتعميره.
وشدد فضيلة المفتي في محاضرته على خطورة الانتقاص من أهل الاختصاص والتطاول على علماء الأمة؛ رغم أن الشريعة الإسلامية تضبط الكلام في الدين ومجال الفتوى، وترد أمور الشريعة لأهل الاختصاص. يقول الله عز وجل: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل:43]، وكذلك نبه إلى خطورة الانتقاص من قيمة الوطن واعتبار محبة الأوطان شرك والتعاون مع مؤسسات الدولة والعمل بها كفر، مع أن شريعة الإسلام ترشدنا إلى أن حب الوطن من الإيمان، وتبين لنا أن الانتماء الوطني أمر فطري وواجب شرعي، وتوضح لنا أن قوة الوطن قوة للدين.
أكد فضيلة المفتي على دور الشباب في مواجهة أدعياء العلم، وضرورة التثبُّت في ظل الموجة الهادرة من أدعياء العلم في كل مكان يجب التثبت وأخذ العلم من منبعه الصافي ولا نأخذ الفتوى إلا من أهل الاختصاص، وكذلك أهمية تتبع المنهج الشرعي الصحيح: ينبغي تتبع المنهج الشرعي الصحيح المأخوذ عن العلماء، وهذا المنهج هو ما عبر عنه ابن عباس حين قال للخوارج: «جئتكم من عند أمير المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم» فأخبر أنه جاءهم من عند الصحابة، الوارثين العلم عن النبي الكريم، وورَّثوه للتابعين وتابعيهم حتى وصل إلى الأزهر الشريف. ذلك المنهج الصحيح الذي يربط بين الشكل والمضمون بوضوح تام، ولا يفصل بحال بينهما.
كما أكد على ضرورة تعظيم قدر العلماء وتوقيرهم، موضحا ان الشرع الكريم حض على توقير أهل العلم؛ إذ بالعلماء يظهر العلم، ويُرفع الجهل، وتُزال الشبهة، وتُصان الشريعة. وقد روى الترمذي وأحمد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منَّا من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه».
كذلك دعا إلى أهمية نبذ التشدد والغلو؛ حيث تميزت الأمة الإسلامية دون سائر الأمم بالوسطية، والتي تعني التوسط والاعتدال بين طرفي الإفراط والتفريط، مؤكدا أن المتطرفون سلكوا مسلك التشدد وركبوا مركب التعصب باسم التمسك بالسنة المطهرة، لكن نصوص السنة واضحة وقطعية في نبذ التشدد والغلو، وكذلك ينبغي عدم الانفصام بين العبادة والأخلاق؛ فإن التعامل مع الآخرين هو محكُّ التَّديُّنِ الصحيح، وقد اشتُهر على الألسنة أن الدين المعاملةُ، والمقصود بالمعاملة الأخلاق، وفي التدين الحقيقي لا فصل بين الإيمان والأخلاق والعمل، ويؤصل لهذا المعنى حديث جبريل عليه السلام المشهور، حين سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسلام والإيمان والإحسان، فقد بيَّن هذا الحديث الشريف أن الإسلام: شعائر وعقائد وأخلاق. والأخلاق هي مرتبة الإحسان.
مفتى الجمهورية رصدنا 33 ألف تويتة عن تنظيم داعش تروج للفكر المنحرف (1)
مفتى الجمهورية رصدنا 33 ألف تويتة عن تنظيم داعش تروج للفكر المنحرف (3)
مفتى الجمهورية رصدنا 33 ألف تويتة عن تنظيم داعش تروج للفكر المنحرف (4)
مفتى الجمهورية رصدنا 33 ألف تويتة عن تنظيم داعش تروج للفكر المنحرف (2)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة