رصدت التقارير أن الأحداث المناخية المتطرفة فى أفريقيا قتلت ما لا يقل عن 4000 شخص، وأثرت على 19 مليون آخرين منذ بداية عام 2022، كما أن العديد من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها ، وبالتالى لا يتم رصدها لتصبح الأرقام السابقة هى الحد الأدنى مع احتمال ارتفاع الأرقام الحقيقية عن السابق.
وكشفت دراسة للمركز المصرى للفكر والدراسات أنه رغم أن الدول الأفريقية ليست المسؤولة عن التسبب فى تغير المناخ؛ ولكنها من بين الأكثر عرضة لتأثيراته، وبالتالى ستتحمل العبء الأكبر من أزمة المناخ. وهذا ما عرضه تقرير الاقتصاديات الناشئة؛ فالدول العشر الأكثر عرضة للتأثر بالمناخ فى العالم كلها أفريقية. وبالتالى فالكثير من الناس الذين يعيشون فى هذه المناطق قد تأثروا بالفعل. هذا العام على سبيل المثال، شهدنا حالات جفاف شديدة على جانبى القارة الأفريقية، بالإضافة إلى موجات السيول الجارفة، فأصبح من الواضح أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة المتزايدة ستعرض الملايين من الناس لانعدام الأمن الغذائى والمائى الحاد.
وحسب الدراسة فإن أكثر من 600 شخص لقوا حتفهم فى أسوأ فيضانات فى نيجيريا منذ عقد، ومن بين هؤلاء 76 شخصا لقوا مصرعهم عندما انقلب قارب يقل ضحايا الفيضانات. وتعرضت دول جنوب أفريقيا بما فى ذلك مدغشقر وموزمبيق لست عواصف شديدة هذا العام، مما أسفر عن مقتل 890 شخصًا على الأقل. ووصلت درجات الحرارة فى تونس إلى 48 درجة مئوية فى يوليو، مما أشعل نيران حرائق الغابات الشديدة. أيضًا تضرر ما يقرب من مليونى شخص فى تشاد من الفيضانات فى أغسطس وأكتوبر. وأودى الجفاف والمجاعة بحياة 2500 شخص فى أوغندا، وأثرا على ثمانية ملايين فى إثيوبيا هذا العام .
لذا تعد الخسائر الناجمة عن الطقس المتطرف على حياة الأفارقة هى أحد الأمثلة على "الخسائر والأضرار" مما يظهر كيف أن تغير المناخ يضر بالفعل بالناس، وخاصة الأكثر ضعفًا فى العالم. هذا عن الخسائر البشرية؛ أما بالنسبة للخسائر المادية فإنها لا تقل عن البشرية؛ فتأثير تغير المناخ على الحياة وسبل العيش يكلف أفريقيا بالفعل ما بين 5 و15٪ من نمو نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالى سنويًا.
وقدرت التكاليف الاقتصادية لأحداث الطقس المتطرفة فى أفريقيا فى حدود 7-15 مليار دولار عام 2020 ويمكن أن تصل إلى 45-50 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2040 أى ما يعادل 7% من الناتج المحلى الإجمالى لأفريقيا بحلول عام 2100. باختصار، يمثل تغير المناخ مخاطر جسيمة على الاقتصادات الأفريقية؛ يهدد حياة وسبل عيش عشرات الملايين من الناس؛ ويمكنه التراجع عن التقدم الذى تم تحقيقه بشق الأنفس فى تحقيق بعض الأهداف الرئيسة للتنمية المستدامةSDGs، وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وأجندة الخمسة الكبار للبنك.
ولمجابهة هذه الخسائر تحتاج أفريقيا 1.6 تريليون دولار بين عامى 2022 – 2030؛ تلقت البلدان الأفريقية فقط 18.3 مليار دولار فى تمويل المناخ بين عامى 2016 و2019. وهذا يترك فجوة فى تمويل المناخ تصل إلى 1288.2 مليار دولار سنويًا من 2020 إلى 2030.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة