أكرم القصاص

قمة المناخ 27 الطريق العادل لإنقاذ مستقبل البشر

السبت، 05 نوفمبر 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد شهور من التحضير ينطلق مؤتمر قمة المناخ فى دورته الـ27، بشرم الشيخ، فى وقت يواجه العالم انعكاسات خطيرة للتغير المناخى، ارتفاعات فى الحرارة وحرائق وفيضانات وجفافا، وذوبانا للجليد، وتغيرات تجتاح كل قارات العالم، ويدفع ثمنها الجميع، بينما الفقراء معاناتهم مضاعفة، الأمر الذى يرتب ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التأثيرات السلبية الخطيرة.
 
العالم اليوم أصبح يواجه مناخا لم يعد هو نفسه الذى كان قبل نصف قرن مما ورد ذكره فى كتب الجغرافيا أو القياسات العلمية، واليوم نواجه تحولات مناخية متنوعة، تؤثر - بشكل مباشر - على الزراعة وأنشطة الحياة والتوازن الطبيعى للكائنات الحية، بشكل يقود لظهور سلالات من الآفات والحشرات أو الفيروسات والأمراض لم تكن معروفة، أو أنها نشأت من خلال طفرات أو تجارب، وأبرزها فيروسات أنفلونزا الطيور، والخنازير، وسارس، وكورونا، وبقية الأنواع والسلالات التى تمثل تهديدات محتملة للبشر على ظهر الكرة الأرضية.
 
وهو ما يجعل قضية المناخ إحدى القضايا التى تتعلق بالسياسة والاقتصاد، وغذاء البشر، وتنعكس أكثر على حياة مئات الملايين فى أفريقيا والعالم، يواجهون فيضانات وجفافا وسيولا، وحرائق تلتهم غذاء الإنسان وكساءه، وتهدد حاضره ومستقبله.  
 
على مدار عقود ظلت قضية التغير المناخى بعيدة عن الاهتمام العالمى، وبالرغم من تحذيرات العلماء، بقيت خارج دوائر الفعل، بينما الأحاديث والتقارير تدور حول تأثيرات التلوث على الغلاف الجوى، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة الأشعة الخطرة، وخلال الثمانينيات والتسعينيات، شهدت قارة أفريقيا التأثيرات والآثار الأكثر سلبية على البيئة، وواجهت موجات من الجفاف واختلالات البيئة مع زحف الصحراء على الأراضى.
 
وبينما أفريقيا تدفع الثمن الأكبر لطموحات الدول الصناعية فإن 20 دولة صناعية تتسبب فى 80% من الانبعاثات، بينما 48 دولة فى أفريقيا تساهم بنحو 0.5% من الانبعاثات، ومع هذا فإن القارة الأفريقية الأكثر تضررا من الانبعاثات وآثار التغير المناخى، رغم أنها الأقل مساهمة فى مسبباتها، وهو ما يجعل هناك ضرورة لوجود رؤية شاملة لدعم الدول الأفريقية فى هذا المجال.
 
القمة 27 تناقش مصير كوكب الأرض وإنقاذه من التدهور والانهيار، ومن المتوقع مشاركة دولية واسعة من مختلف أنحاء العالم، بحضور أكثر من 40 ألف شخص يمثلون حوالى 197 دولة، وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية، للمشاركة فى المفاوضات السنوية بشأن تغير المناخ، بهدف مناقشة المضى قدما فى الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتكيف مع تداعياتها.
 
 قمة المناخ «كوب 26» التى انعقدت فى نوفمبر 2021 فى جلاسكو لفتت انتباه العالم إلى الحاجة الملحّة لمعالجة تغير المناخ ووافقت 197 دولة على ميثاق القمة، ويعود الفضل فى التوصل إلى اتفاق فى قمة المناخ COP 26 للدول النامية، ومنها الأفريقية التى طرحت وجهات نظرها، ولعبت مصر دورا مهما فى القمة الأخيرة وتحدثت بلسان أفريقيا، التى تواجه زيادات كارثية فى درجات الحرارة، ويزداد تهديد أزمة التغير المناخى ليطال الناتج المحلى للدول الأفريقية الأكثر عرضة لتداعيات الأزمة، ويتوقع أن ترتفع خسائر النشاط الاقتصادى من 899.4 مليار دولار فى 2018 إلى أكثر من 1.36 تريليون دولار فى عام 2023، وهو ما يقرب من نصف الناتج المحلى الإجمالى المتوقع لأفريقيا.
 
عملت الدولة المصرية كخلية نحل منذ عام على التنظيم المشرف للمؤتمر واللائق بتاريخ مصر وحضارتها أمام العالم، بداية من تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء صديقة للبيئة لاستضافة القمة والانتهاء من التحضيرات التنظيمية واللوجسيتية والفنية، وتستضيف شرم الشيخ 6 اجتماعات دولية، ضمن فعاليات قمة المناخ، تشمل القمة الرئاسية، ومؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP27»، و مؤتمر أطراف بروتوكول كيوتو، ومؤتمر أطراف اتفاق باريس، واجتماعات الهيئة الفرعية للتنفيذ، والهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية.
 
وتقدم مصر التى تستضيف القمة وترأسها، عدة مبادرات، مهمة، أهمها مبادرة الانتقال العادل والميسر للطاقة لأفريقيا، وحياة كريمة لأفريقيا، وتكيف المرأة ومبادرة مخلفات أفريقيا 50، ومبادرات للنقل واستدامة الغذاء، ودعم النقل والطاقة والموارد المائية، والتمويل العادل، وكلها مبادرات تدفع نحو التوصل الى توصيات والتزامات متوازنة، وتؤكد مصر أن مواجهة التغيرات المناخية يجب أن تكون جماعية، ومن خلال توصيات لها قوة تنفيذ دولية، وإدراك من الدول الصناعية لخطر يهدد الكرة الأرضية كلها، وليس مكانا دون آخر، ولهذا فإن الدول الكبرى تدرك أن هذه الالتزامات التى تعهدت بها، هى لدعم الانتقال إلى الطاقة المتجددة والخضراء وتقليل الانبعاثات وتعظيم الاستفادة من تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وهذا كله يفترض أن يتم فى الدول الفقيرة والغنية على حد سواء، لدعم الطاقة البديلة وخفض الانبعاثات.
 
القمة 27 تبنى على السابق، وتسعى لإقناع الدول الكبرى أن تلتزم بتعهدات تنقذ مستقبل الكرة الأرضية وطعام البشر وحياتهم.
 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة