دأبت الفلسفة على طرح الأسئلة لكن علم الفلسفة كعلم كبير بذل أطروحاته بالأساس قبل قرون، وثارت جدلياته الكبرى فى القرن التاسع عشر وصولا إلى النصف الأول من القرن العشرين، وهنا نذكر أهم الفلاسفة الذى أثروا هذا العلم.
نيتشه
يعد الفيلسوف الألمانى نيتشه واحدا من أكثر الفلاسفة تأثيرا فى الفلسفة الغربية وتاريخ الفكر الحديث، بدأ حياته المهنية في دراسة فقه اللغة الكلاسيكي، قبل أن يتحول إلى الفلسفة.
يحتل بحث نيتشه التاريخي في تطور النظم والأحكام الأخلاقية الحديثة مكانة مركزية في فلسفته، وقد رأى نيتشه أنه قد حدث تحول أساسي في التاريخ البشري من التفكير في "الجيد والسيئ" إلى التفكير في "الخير والشر"، وكانت نتيجة هذا البحث أن نيتشه رأى أن هناك أنواعا عدة من الأخلاق نشأت عن كون مصادر الأخلاق عديدة، وأن المعايير والقيم الأخلاقية يخلقها أناس مختلفون.
فرديدريش هيجل
طور الفيلسوف الألمانى هيجل ما يعرف باسم المنهج الجدلي الذي أثبت من خلاله أن سير التاريخ والأفكار يتم بوجود الأطروحة ثم نقيضها ثم التوليف بينهما، كان هيجل آخر بناة "المشروعات الفلسفية الكبرى" في العصر الحديث وكان لفلسفته أثر عميق على معظم الفلسفات المعاصرة.
اعتبرت فلسفة هيجل وفقا لكتاب جفري هارتمان سؤال الثقافة المصيري، الصادر عن مطبوعات جامعة كامبردج أن الميزة الأساسية للإنسان هي "الوعي بالذات" وأن هذه السمة "تجعله قادرا على الارتداد إلى ذاته، وهي نفسها جوهر الفكر الذي يعني الانعكاس أو الارتداد"، استعمل هيجل مفهوم "الوعي" لتأسيس فلسفة شمولية للتاريخ الذي هو المنتوج الأهم للعقل الإنساني، وبناء على ذلك فإن تاريخ العالم من وجهة نظر هيجل هو صراع من جانب الروح لتصل إلى مرحلة الوعي الذاتي.
هيجل
إيمانويل كانت
يعد الفسلسوف الألمانى إيمانويل كانت آخر الفلاسفة المؤثرين في الثقافة الأوروبية الحديثة، وأحد أهم الفلاسفة الذين كتبوا في نظرية المعرفة الكلاسيكية، كان إيمانويل كانت آخر فلاسفة عصر التنوير الذي بدأ بالمفكرين البريطانيين جون لوك وجورج بيركلي وديفيد هيوم.
أكثر أعماله شهرة كتابه نقد العقل المجرد الذي نشره سنة 1781 وهو على مشارف الستين من عمره ويبحث في هذا الكتاب ويستقصي محدوديات وبنية العقل البشري ذاته وقد قام في كتابه هذا بالهجوم على الميتافيزيقيا التقليدية ونظرية المعرفة الكلاسيكية.
جان بول سارتر
نشر سارتر "الوجود والعدم" التى أظهرت تأثر سارتر بالفيلسوف الألمانى مارتن هايدجر، فقد تعمق فى القواعد النظرية لمنظومة فكره، وبنى أفكاره حول الوجودية التى تحولت إلى فلسفة شائعة فى الخمسينيات من القرن الماضى وتقوم أفكارها الأساسية على الحرية والمسئولية.
مارتن هايدجر
درس فى جامعة فرايبورج تحت إشراف إدموند هوسرل مؤسس الظاهريات، ثم أصبح أستاذاً فيها عام 1928 ووجه اهتمامه الفلسفي إلى مشكلات الوجود والتقنية والحرية والحقيقة وغيرها من المسائل. ومن أبرز مؤلفاته: الوجود والزمان ؛ دروب موصدة ؛ ما الذي يسمى فكراً؛ المفاهيم الأساسية في الميتافيزيقا ؛ نداء الحقيقة؛ في ماهية الحرية الإنسانية ؛ نيتشه.
تميز هايدجر بتأثيره الكبير على المدارس الفلسفية في القرن العشرين ومن أهمها الوجودية، التأويليات، فلسفة النقض أو التفكيكية، ما بعد الحداثة ومن أهم إنجازاته أنه أعاد توجيه الفلسفة الغربية بعيداً عن الأسئلة الميتافيزيقية واللاهوتية ليطرح بدلا منها أسئلة نظرية الوجود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة