حسين يوسف

إحنا مش بتوع ترندات

الأحد، 13 نوفمبر 2022 11:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقر واعترف أننا "مش بتوع ترندات"، وأنتم أيتها الكائنات المرتزقة، بائعو الوطن بحفنة دولارات، لكم باع طويل فى "السوشيال ميديا" ولديكم سيطرة على الترند، أنتم ضليعون فى اللعب بالترندات واستخدامها لأغراضكم، ومن أجل تنفيذ أهدافكم المسمومة، وبمجرد أن تصدر لكم التعليمات تطلقون النفير لأعوانكم وكتائبكم الإلكترونية، الجالسين أمام الشاشات والموبايلات، وفى دقائق تُروجون أى "ترند" ويُهلل أسيادكم وأبواقكم الإعلامية فى سعادة منقطعة النظير، مُشيدين بالإنجاز الكبير لتصدر هذا الترند أو ذاك فى فضاء تويتر، وكأنها حرب انتصرتم فيها، ومعركة وجودية فزتم بها.
 
بالفعل، هذه حربكم والفضاء الوهمى ملعبكم، ولن نستطيع مجاراتكم فى السباق الترنداوى، فأنتم خبرة فى هذا الأمر، أنتم فضائيون ونحن واقعيون، نتحرك على أرض الواقع ونعمل وننجز ولا نهدر الوقت والجهد. ليس لنا باع فى "شغل الفراغ الإلكترونى" وإنما نجتهد فى تنفيذ خططنا وأهدافنا الواقعية، فتارة ترانا نزرع الصحراء لنُوسّع الرقعة الزراعية ونزيد إنتاج الغذاء وصولا للاكتفاء الذاتى، وتارة ترانا ننقب عن البترول أو الغاز فى الأرض والبحر حتى وصلنا إلى إنتاج كافٍ من الغاز وبدأنا التصدير، أو تشاهدنا نبنى المساكن سواء وحدات إسكان اجتماعى أو متوسط أو فاخر، حتى وصلنا إلى حل جذرى لمشكلة كانت مزمنة وأزلية.
 
ولو كان نظرك متسعا، فسترانا نكسر فى الصخور لنشق طرقا ونبنى جسورا، ونضع حجرا على حجر لنؤسس مدنا جديدة ونستكمل شبكة طرق ومواصلات على أعلى مستوى، وصرف صحى ومياه ومشروعات كهرباء عملاقة. ومن الممكن أن ترانا مثلا نطوف فى القرى النائية لنصنع "حياة كريمة" بكل صورها فى ربوع الريف، أو ننفذ برنامج "تكافل وكرامة" لصون كبرياء وكرامة أى محتاج، ناهيك عن يد الدولة الممدودة بالمساعدات والدعم لأى محتاج أو مكروب.
 
إذن ساحة الفضاء الإلكترونى وحروبها وسباقاتها ومعاركها آخر ما يشغل بالنا، فمثلا فى الوقت الذى كنتم تملؤون الدنيا صراخا وصياحا يوم الجمعة، وتبذلون قصارى جهدكم فى فبركة الفيديوهات والصور، وتفتعلون الأحداث بشكل وهمى تماما مثل أوهامكم السوداء، كنا مشغولين بمشاهدة انبهار الرئيس الأمريكى جو بايدن بالتنظيم الرائع لقمة المناخ cop27 فى شرم الشيخ، وتقديره الكبير للرئيس السيسى، وإشادته بما لمسه من نجاح للقمة المهمة من أجل مستقبل العالم، وتأكيده أن مصر "أم الدنيا".
 
هل رأيت أيها الكائن الفضائى الهلامى أننا لا نعيرك ولا نعير "ترنداتك" العبيطة أى اهتمام؟ استمر فى حربك الوهمية، وادخل معارك مع طواحين هواء محركات البحث، وافتخر بتصدّرك للترندات المفتعلة، واحتفل مع لجانك وذبابك الإلكترونى بالضوضاء فى ساحة وهمية، فأنت ومن معك خارج سياق الزمن، وتعيشون وهما كبيرا وكذبة أكبر.
 
هل تعلم أيها الكائن المرتزق، أنك لو لمست الحقيقة فستدرك أنك قدمت خدمة جليلة للشعب المصرى، الذى لم تعد منه ولا منتميا إليه، دون أن يدور ذلك فى خلدك؟ دعواتك "الفشنك" وفيديوهاتك المفبركة وصورك الكاذبة زادت تماسك الشعب وتلاحم عموم المصريين، ورغم عدم عقلانية الدعوة وما قُوبلت به من سخرية إلا أن المواطن أراد أن يثبت للعالم كله أنه لن يفرط فيما وصلت إليه دولته من أمن وأمان واستقرار وتقدم على كل المستويات، ومشروعات عملاقة، وكلمة مسموعة على مستوى العالم أجمع، فكان رد فعله تفويضا آخر، وتقدير دائم وثقة مستمرة فى قيادة الرئيس السيسى لدفة سفينة مصر الغالية.
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة