أكد عمدة الحي المالي لمدينة لندن اللورد فينسنت كيفني، أن علاقات بلاده مع دولة الكويت "متينة ومتجذرة" وتعود لحقبة طويلة من التعاون ولا سيما في المجال الاقتصادي والمالي والاستثماري، مشيرا إلى أن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "بريكست" خلق فرصة لإعادة التركيز والتفكير باستراتيجية استثمارية ومالية وتجارية مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقال كيفني، في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية، اليوم الأحد، إن جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19) التي ضربت العالم كله أخرت تلك المشاريع وتلك الاستراتيجية، مشددا على ضرورة استئناف العمل والانتقال إلى مراحل جديدة بعد
تجاوز العالم للجائحة.
وأضاف أن "بريكست" لم تؤثر على تصنيف مدينته كأهم مركز مالي في العالم؛ لتمتعها بمزايا عدة أبرزها اللغة والابتكار وسهولة حركة "الرساميل"، مشيرا إلى استمرار متانة علاقات بلاده الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وتطويرها مع الكويت.
ولفت إلى أن لندن تمكنت من خلق عشرات آلاف الوظائف بعد "بريسكت" خصوصا في مجال الابتكار والتكنولوجيا، ويقدر عدد الأشخاص العاملين في هذا المجال بـ 3ر2 مليون في أنحاء المملكة، مضيفا أن جائحة (كوفيد 19) أخرّت العديد من مشاريع تطوير العلاقات الثنائية مع دول الخليج بشكل عام والكويت بشكل خاص، مؤكدا أنه بعد تجاوز الأزمة فإن العمل يجب أن يتواصل للانتقال إلى مراحل جديدة بالعلاقات بين الجانبين على الأصعدة كافة.
وأوضح أن حجم التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي سجل العام الماضي نحو 5ر35 مليار جنيه استرليني في حين لم يتجاوز حجم التبادل التجاري مع الكويت سوى 4ر2 مليار جنيه استرليني، مؤكدا ضرورة رفع حجم التبادل التجاري مع الكويت وذلك عبر العمل المشترك لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين التي من شأنها ان تنعكس ايجابيا في تحسين هذه الأرقام وزيادتها لتعكس الروابط التاريخية وعمق العلاقات السياسية وتكون انطلاقة من أرضية صلبة لتطوير علاقات تجارية أقوى على المدى الطويل.
وأشار إلى أن زيارته الأخيرة شملت لقاءات عدة مع مسؤولين كويتيين ومؤسسات اقتصادية وجمعيات نفع عام جرى خلالها بحث التعاون في مجال الطاقة المتجددة وتبادل الحديث عن أهداف الحد من الانبعاثات الكربونية للوصول إلى "الانبعاث الصفري" كهدف معلن في المملكة.
وقال إن لقاءات أخرى جمعته مع ممثلي عدد من البنوك الكويتية الذين أبدوا اهتماما كبيرا بخدمات التكنولوجيا المالية (فينتك) والبنية الرقمية والخدمات المصرفية الالكترونية المتواجدة في لندن والتعرف عليها ومجالات تطبيقها ، مشيرا إلى أن لندن تعد مركزا ماليا للخدمات المالية الالكترونية حيث جرى استثمار 9 مليارات دولار أمريكي في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي فقط في هذه الخدمات وهي أكثر من الاستثمارات في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط في هذا القطاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة