تتصاعد حالة التوتر بين الغرب وروسيا على خلفية التحركات العسكرية لموسكو على حدود أوكرانيا، فى الوقت الذى كثف فيه مسئولون أمريكيون وأوروبيون من حدة خطابهم إزاء موسكو وكثفوا لغة التهديد والوعيد، اكد فيه الجانب الروسى أن العلاقات مع الولايات المتحدة وصلت إلى مرحلة حرجة.
حيث قالت صحيفة التايمز إن بريطانيا تبحث إرسال المئات من القوات إلى جيران أوكرانيا من دول الناتو للتحرك كرادع لروسيا، وفقا لمصادر دفاعية.
وذكرت الصحيفة أن خطط بريطانيا لدعم مساهمتها فى مهام التحالف فى المنطقة جاءت فى الوقت الذى أصدرت فيه وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس تحذيرا شخصيا للرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالتراجع عن أوكرانيا قبل أن يقوم بخطأ إستراتيجى هائل.
وفى خطاب أمام معهد لوى للشئون الخارجية فى مدينة سيدنى الاسترالية إن الكرملين لم يتعلم دروس التاريخ من الإخفاقات العسكرية السابقة لروسيا، فالغزو سيؤدى فقط إلى مستنقع رهيب وخسائر فى الأرواح، كما تعلمنا من الحرب السوفيتية الأفغانية والصراع فى الشيشان.
وقالت تروس إن بريطانيا ينبغى أن تعمل مع حلفاء مثل استراليا وإسرائيل والهند واليابان وإندونيسيا لمواجهة المعتدين العالميين، وحان الوقت لكى يقف العالم الحر فى مكانه.
وتقود بريطانيا مجموعة قتالية قوامها 1200 جندى فى إستونيا، حيث لديها 830 جنديا ودبابة وعربة قتال مصفحة ومدفعية ذاتية الدفع ومهندسين وأصول دفاع جوى واستخبارات. وهناك أيضا 140 جنديا بريطانيا فى بولندا كجزء من مهمة التواجد الأمامى المعزز للناتو.
وبموجب الخطط التى تجرى مناقشتها فى وزارة الدفاع، تبحث المملكة المتحدة فى تعزيز تلك المهام بمئات أخرى من الجنود المستعدين للقتال، والذين يمكن أن ينتشروا فى وقت قصير.
وقال مصدر دفاعى بريطانى إن الناتو طرح سؤالا حول تعزيز تلك المهام وبعثة الحلف فى البلطيق. وتفكر تلك الدول بشأن ما يمكن أن يفعلوه. وردا على سؤال بشأن المدى الزمنى لمثل هذا الانتشار، قالت المصادر إنه لو كان هناك أحد حلفاء الناتو يواجه قوات روسية على أعتابه، فستكون القوات موجودة هناك بشكل سريع.
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، إن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وصلت إلى نقطة حرجة وخطرة، بسبب السياسة التى تنتهجها واشنطن. وأضاف وزير الخارجية الروسى فى ندوة صحفية، حول الأنشطة الدبلوماسية الروسية لسنة 2021، إن وصول العلاقات الروسية الأمريكية إلى هذه النقطة، يؤكد الحاجة الماسة إلى حوار موضوعى، وخطوات جادة من قبل الأمريكيين وحلفائهم، بخصوص تقديم ضمانات أمنية موثوقة إلى روسيا.
وياتى تصاعد التوتر بعد تصريح أثار جدلا شديدا من قبل الرئيس بايدن، والذى اشار فيه إلى انقسام بشان رد الفعل الذى يمكن اتخاذه إزاء روسيا فى حال ما قامت بتوغل بسيط فى أوكرانيا.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إنه لو اتخذ الرئيس الروسى إجراءً محدودا فى أوكرانيا، فإنه من شأنه أن يعقد بشكل هائل استجابة الولايات المتحدة وحلفائها.
وأضافت الوكالة أن بوتين قد ينفذ ما وصفه الرئيس الأمريكى جو بايدن بالتوغل البسيط، وربما هجوم إلكترونى، مما يترك الولايات المتحدة وأوروبا منقسمين حول نوع وشدة العقوبات الاقتصادية التى سيتم فرضها على موسكو، وطرق زيادة الدعم لأوكرانيا.
وتعرض الرئيس بايدن لانتقادات حادة بعدما صرح خلال مؤتمره الصحفى يوم الأربعاء الماضى، والذى قال فيه أن الرد على أى عدوان روسى على أوكرانيا سيعتمد على التفاصيل، وأشار إلى أن الأمر يختلف لو أنه توغل بسيط، وبعدها سينتهى الأمر بمعركة حول ما ينبغى فعله أو عدم فعله.
وسعى بايدن وكبار مسئولى إدارته إلى إصلاح الأمر أمس، الخميس، وأكد الرئيس أنه لو تحركت أى وحدات روسية متجمعة عبر الحدود الأوكرانية، فإن هذا غزو، وسيتم الرد عليه باستجابة اقتصادية شديدة ومنسقة.
لكن حتى لو تم النظر إلى ملاحظة التوغل البسيط على أنها زلة، كما تقول الوكالة، فقد تطرقت إلى مسألة يحتمل أن تكون إشكالية حول ما تتفق الولايات المتحدة وحلفاؤها على أنه رد قوى على الغزو الروسى، فليس من الواضح كيف سيردون على العدوان الروسى الذى لا يصل إلى حد الغزو. مثل الهجوم الإلكترونى لأو دعم معزز للانفصاليين الموالين لروسيا الذين يقاتلون فى شرق أوكرانيا.
وكان الرئيس الأوكرانى فلودمير زيلينسكى من بين هؤلاء الذين أعربوا عن مخاوفهم من تصريح بايدن بشأن التوغل البسيط، وقال إنهم يريدون تذكرة القوى العظمى بأنه لا يوجد توغلات بسيطة ودول صغيرة، كما أنه لا يوجد خسائر بسيطة أو حزن بسيط عن فقد الأحباء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة