يرجع تأسيس البريد المصري إلى عصر الخديوي إسماعيل، حيث تأسست مؤسسة البريد المصري الحديثة عندما قام رجل إيطالي في الإسكندرية يدعى "كارلو ميراتى" بإنشاء إدارة بريدية لإرسال واستلام الخطابات المتبادلة مع البلدان الأجنبية، وكان يتولى توزيع الرسائل نظير أجر حيث قام بنقل الرسائل بين القاهرة والإسكندرية.
وبعد وفاته عام 1842 خلفه ابن أخته ويدعى "تيتوكينى" الذي شعر بأهمية المشروع وأشرك معه فيه صديقه "موتسى" ونهضا سويا بالمشروع حتى وطداه على أقوى الأسس وأطلقا عليه اسم "البوسطة الأوروبية".
وقد شعر الخديوي إسماعيل بأهمية البوسطة الأوربية وقام بشرائها من "موتسى" بعد وفاة شريكه "تيتو كينى" وكان ذلك في 29 أكتوبر 1864 وقد عرضت الحكومة المصرية على "موتسى" وظيفة مدير عام البريد وفي 2 يناير 1865 نقلت ملكية البوسطة الأوربية إلى الحكومة المصرية ويعتبر هذا اليوم يوما تاريخيا للبريد المصري وعيدا للبريد كل عام، وقد ألحقت مصلحة البريد في أول أمرها بوزارة الأشغال ثم نقلت تبعيتها بعد ذلك لعدة وزارات وفي ديسمبر 1865 تم إلحاقها بديوان عام المالية.
ويقول الباحث عبد الوهاب شاكر فى كتاب البريد فى مصر : "نظرا لأن المواصلات البريدية كانت من أهم وسائل تقدم الشئون التجارية والاجتماعية، فقد اهتم إسماعيل بالبريد اهتماما ملحوظا، وأدرك الخديوى إسماعيل أهمية تمصير مرفق البريد، وفى عام 1865 دمج البريد الحكومى والبريد الإفرنجى الذى كان يمتلكه الأجانب فيما عرف باسم "البوسطة الخديوية".
وقبل تأسيس هيئة البريد المصرية قامت بعض الدول الأجنبية، بناء على ما لها من امتيازات، بإنشاء مكاتب بريد في مصر قبل أن تنظم مصر بريدها وتجعله مصلحة أميرية، فأنشأت إنجلترا عام 1831 مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر بالسويس وتم إلغاؤهما سنة 1878.
وفي عام 1836 أنشأت فرنسا مكتبين أحدهما بالإسكندرية والآخر ببورسعيد وتم إلغاؤهما عام 1931، أما المكاتب النمساوية واليونانية والإيطالية والروسية فقد أنشئت كلها بالإسكندرية في سنوات 1838، 1859، 1866، 1867، وقد تم إلغاؤها كلها في أعوام 1889، 1882، 1884، 1875، على التوالي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة