تماثيل مدخل قناة السويس.. حكايات تبدأ من القرن التاسع عشر

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021 11:00 م
تماثيل مدخل قناة السويس.. حكايات تبدأ من القرن التاسع عشر نقل تمثال ديلسبس
كتب عبدالرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت مدينة بورسعيد مؤخرا وضع تمثال منحوت من البرونز على قاعدة من الجرانيت بمدخل قناة السويس، وهو ما يجسد الهوية المصرية المعطاءة وما أنجزته على مر التاريخ من خلال عمل فنى أنجره النحات عصام درويش، لكن هذه ليست القصة الأولى للتماثيل التى أنشئت فى بورسعيد وتحديدا بمدخل القناة فقد كان للتماثيل التى تتعلق بمدخل قناة السويس قصص وحكايات نذكر بعضا منها هنا.

 

تمثال ديليسبس

لم يثر تمثال وضع فى مدينة الجدل كما جرى مع تمثال ديليسبس الذى تم تنصيبه على المدخل الشمالى لقناة السويس بمدينة بورسعيد فى يوم 17 نوفمبر عام 1899م، والذى كان يوافق العيد الثلاثين لافتتاح قناة السويس للملاحة العالمية، وقد قام أهالى بورسعيد أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 م بإنزال التمثال من مكانه وتوجد الآن قاعدة التمثال فقط.

وفى عام 1956 قام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس كشركة مساهمة مصرية، الأمر الذى تسبب فى العدوان الثلاثى من قبل فرنسا وبريطانيا وإسرائيل على مدينة بورسعيد، ومع انسحاب قوات الاحتلال من مصر فى 1956، وجد سكان المدينة على تمثال ديلسبس علم بريطانيا وفرنسا، كتذكار من الاحتلال على استمرار سيطرتهم على القناة ولو بشكل معنوي رغم الرحيل، وتسبب ذلك وقتها فى الغضب الشديد لأهالى بور سعيد، هو ما دفعهم للتخلص من تمثال ديلسبس وإزاحته من قاعدته، باعتباره رمزًا للاستعمار.

وفى فبراير من عام 2014 أعلن محافظ بورسعيد الأسبق اللواء سماح قنديل، إجراء معاينة لموقع قاعدة التمثال بواسطة عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، لوضع تمثالين بجانب تمثال ديليسبس، مشيرًا إلى رغبته في إعادة التمثال لمكانه في نهاية الممر باتجاه مدخل قناة السويس، وفى المنتصف تمثال الفلاح أو العامل المصرى الذى حفر القناة، بالإضافة إلى تمثال لجمال عبد الناصر صاحب قرار تأميم قناة السويس وعودتها إلى السيادة المصرية لكن لم تنفذ الفكرة.

وفى عام 2020 استقبل متحف قناة السويس فى محافظة الإسماعيلية خلال شهر أكتوبر تمثال ديليسبس بعد نقله من محافظة بورسعيد ليتم وضعه فى متحف قناة السويس.

وقد وصل التمثال للإسماعيلية بعد أن رفض أهالى بورسعيد، إعادة وضع التمثال مرة أخرى إلى قاعدته فى شوارع بورسعيد.

وتمثال ديلسبس من تصميم الفنان الفرنسي إمانويل فرميم وصنع من مادة البرونز والحديد وطلي باللون الأخضر البرونزى، والتمثال مجوف من الداخل ويزن نحو 17 طنًا ويبلغ ارتفاعه بالقاعدة المعدنية 7.5 متر، وحفر على قاعدة التمثال المعدنية اسم المسبك الذى صنع التمثال وتاريخ الصنع.

 

تمثال الحرية

كان تمثال الحرية فى البداية معدا لمصر، حيث إن الخديوى إسماعيل عندما كان يحكم مصر فى الفترة ما بين عامى 1863 إلى 1879 من الميلاد، طلب من مثال فرنسى يدعى فريدريك بارتولدى أن يصنع تمثالاً بطول 100 متر، ويحمل مشعلا بيده اليسرى، وكان من المفترض وضعه فى مدينة بورسعيد عند وضعه بمدخل قناة السويس التى كان يستعد لافتتاحها.

وعندما أتم المثال عمله طلب الفنان الفرنسى أجرا ضخما فى الوقت الذى كانت تتكبد فيه مصر ديونا نتيجة شق القناة، فلم يتمكن إسماعيل باشا من نقل التمثال البالغ فى ضخامته إلى مصر، فسعره وتكاليف نقله كانت تقترب من 600 ألف دولار آنذاك، وهو المبلغ الذى بم يكن متوفرا بخزائن مصر.

وبعد ذلك أعطت الحكومة الفرنسية التمثال لأمريكا وذلك بمناسبة المئوية الأولى لحرب الاستقلال التى حققت انتصارا فيها، وقد جمع الأمريكيون التبرعات فبنوا قاعدة التمثال وملحقاته، وافتتحه الرئيس الأمريكى آنذاك، جروفر كليفلاند، فى 28 أكتوبر 1886 باحتفال مهيب، وفيه ألقى كلمة وقال: "لن ننسى أن الحرية اتخذت لها بيتا فى هذا المكان".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة