حريق لندن العظيم.. كارثة طبيعية بسبب الرياح بين المؤامرة الطائفية وخطأ "الخباز"

الخميس، 02 سبتمبر 2021 07:00 م
حريق لندن العظيم.. كارثة طبيعية بسبب الرياح بين المؤامرة الطائفية وخطأ "الخباز" حريق لندن العظيم
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ355 على وقوع حريق لندن العظيم، هو حريق ضخم اجتاح المناطق الرئيسة في مدينة لندن الإنجليزية، واستمر من يوم الأحد الثاني من سبتمبر سنة 1666 حتى يوم الأربعاء الخامس من الشهر نفسه، هدمت النيران مدينة لندن القديمة التي بُنيت في القرون الوسطى، والتي يحيطها سور لندن الروماني الأثرى.
 
ورغم أن تحقيقاً رسمياً في الحريق خلُص إلى أن "الرياح العاتية وموسم الجفاف الشديد" تسبَّبا في حدوثه، فقد ألقى البعض اللوم في الكارثة على الإرهاب الدينى.
 
إذ انتشرت الشائعات بشكل أسرع من الحريق نفسه بأنه لم يكن من قبيل الصدفة، وإنما كان حريقاً متعمداً، وبسبب أنّ بريطانيا كانت في حالة حرب مع الهولنديين والفرنسيين فقد اتجهت الأصابع الأولى لهم قبل أن يشير البعض إلى أنه ربما كان الكاثوليك كونهم تآمروا منذ فترة طويلة من أجل سقوط الأمة البروتستانتية.
 
وفقاً لموقع Smithsonianmag فإن الناس قاموا حتى قبل أن تنطفئ النيران بقتل خباز هولندي مقيم وحداد فرنسي، وكاد دبلوماسي سويدي أن يُشنق، فيما تمّ قطع ثدي امرأة فرنسية من قبل سكان لندن الذين اعتقدوا أنها كانت تحمل مواد حارقة لإشعال حرائق جديدة.
 
ويتحجج أصحاب وجهة النظر سالفة الذكر أنه عندما كان الناس خلال محاولاتهم لإطفاء الحريق يرون أنها تتصرف بطريقة مريبة، عندما تكون النار خافتة في مكان فجأة ترى أنها اندلعت بشكل كبير في مكان آخر على بعد عشرات الأمتار، فأدى هذا إلى الاعتقاد بأن الحريق تم إشعاله عن قصد، رغم أن السبب الحقيقي كان رياحاً قوية بشكل غير عادي كانت تلتقط الجمر وتنقلها إلى جميع أنحاء المدينة، لكنّ هذه الإجابة لم تكن مرضية للسكان.
 
في ذلك الوقت كانت لندن ثالث أكبر مدينة في العالم الغربي بعد القسطنطينية وباريس وحوالي 30 مرة أكبر من أي مدينة إنجليزية أخرى.
 
وكانت تربطها علاقات تجارية مع جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان التي كانت في حالة حرب معها هولندا وفرنسا، إضافة إلى أن لندن كانت أيضاً ملاذاً للبروتستانت الأجانب الفارين من الاضطهاد في أوطانهم ذات الأغلبية الكاثوليكية، بما في ذلك الفلمنكيون والفرنسيون الهوغونوت.
 
لذلك اعتقد الناس أنّ المدينة تتعرض للهجوم وأن الحريق كان مؤامرة الهولنديين أو الفرنسيين، وقد كان الأمر منطقياً، لاسيما أنّ الإنجليز كانوا قد أحرقوا للتو مدينة West-Terschelling الهولندية الساحلية بالكامل قبل أسبوعين فقط.
 
وبعد بضعة أشهر فقط من الحريق تغيرت الرواية، إذ بات من الواضح أن الهولنديين والفرنسيين لم يكونوا السبب، لكن الناس ما زالوا يريدون من يلومونهم، فاستقروا على الكاثوليك.
 
إذ كانت لندن تعيش في تلك الفترة صراعاً كبيراً وطويلاً بين الكاثوليكية والبروتستانتية، إذ كان الكاثوليك في لندن يتآمرون مع الكاثوليك في الخارج، ويجبرون السكان البروتستانت على التحول إلى الكاثوليكية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة