جريمة قتل بشعة شهدتها محافظة سوهاج فى الآونة الأخيرة، راحت ضحيتها طفلة معاقة ذهنيًا وحركيًا بعمر 10 سنوات، تدور حولها العديد من الأسئلة الغامضة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن سوهاج، من كشف غموض واقعة اختفاء طفلة معاقة ذهنيًا وحركيًا في ظروف غامضة بدائرة مركز أخميم، حيث تبين أن وراء ارتكاب الواقعة عمها الذي قام باختطافها، من أجل ذبحها لفتح مكان لاستخراج ما به من آثار بدائرة المركز.
هل نزعت الرحمة من قلوب الناس؟ هل أصبح ارتكاب الجريمة سهلًا؟ هل أصبح الدم الذي يجري في عروقنا ماء؟ هل أصبح الأطفال مهددين من عائلتهم؟ كل هذه الأسئلة تحوم حول الجريمة البشعة التى شهدتها محافظة سوهاج، على يد عمها الذي قام باختطافها، من أجل ذبحها لفتح مكان لاستخراج ما به من آثار بدائرة مركز أخميم، وخوفًا من افتضاح أمره وبعد إبلاغ والدة الطفلة للأجهزة باختفائها وقبل ارتكاب واقعة الذبح، قام بالتخلص منها بمساعدة زوجته عن طريق خنقها باستخدام إيشارب ودفنها داخل حوش المنزل.
كنا في قديم الزمان نسمع في الأمثال من أجدادنا "أن الخال والد واللي من غير عم حالته تغم"، فبطبيعة الحال من المفترض أنهما مصدر للطمأنينة وحالة الأمان بعد الوالدين، ولكن ما نراه اليوم يجعل الكثير من الناس يعيدون حساباتهم في علاقتهم مع أقاربهم، فيجب أن يتفكروا في مدى حب الأشقاء الكبار بعضهم مع بعض؛ هل يحب الأخ أخاه، كما عليهم أن ينظروا ما إذا كان العم أو الخال يتمتع بالرحمة والطيبة في العموم أم أنه قاسي القلب ومعاملته سيئة مع الآخرين وخصوصًا الأطفال، لأن من لا يجيد التعامل مع الأطفال أو لا يحب اللعب معهم فهو في الغالب قلبه كالحجر ولا يؤتمن عليهم.
بكل تأكيد هناك الكثير من العائلات تتمتع بالسكينة والمعاملة الجيدة بين أفرادها، لكن من الظاهر أنها أصبحت عملة نادرة، والحادث الأخير جعلني أطرح على نفسي عدة أسئلة منها: ألم يحن قلب هذا المجرم بمساعدة زوجته عديمة الرحمة عندما نظرت إليه ابنة أخيه التي لا حول لها ولا قوة؟ لم طاوعته يداه على ذبح بعض لحمه؟ ألم يشعر بأي شفقة نحو نظرات الطفلة وهي تتألم؟ لماذا لم يقتل نفسه بنفس السلاح الذي ارتكب به جريمته بعدما لم يرحم دموع طفلة ضعيفة لا تتكلم؟ ولكن كل هذا لم يشعر به هذا المجرم لعنه الله في الدنيا والآخرة، بكل بساطة لأن الرحمة نزعت من قلبه، والقضاء المصري سينتصر لتلك الطفلة البريئة التي عادت إلى خالقها من جديد.
الحادثة وقعت والكثير من تلك الحوادث لم تتوقف، ولكن علينا أن نتقي الله في أولادنا الذين من الله علينا بهم، فلا نتركهم دون متابعة أو تغفل عيوننا عنهم لحظة واحدة، فأنا بالطبع لا أشكك في نفوس كل الناس، فمن المؤكد أن هناك الكثير من العائلات المحترمة، ولكن الأمر في القلة القليلة التي لا تعرف للرحمة طريقًا.. حفظ الله أبناءنا وبناتنا من كل سوء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة