روايات البوكر .. حامد الناظر يبرز ويلات الحروب فى "عينان خضراوان"

تتناول رواية "عينان خضراوان" للكاتب السودانى حامد الناظر ما فعلته الحروب فى السودان خلال عقد التسعينيات من القرن الماضى عبر فتاة تكبر وسط ويلاتها، وهذه الفتاة تدعى عرفة وهى بطلة الرواية التي تقول كلمتها التي تلخص ما عاشته "أنا ابنة الحرب، وضحيتها، ومعناها، إن كان لها معنى".

ولا تجد الفتاة التي تتحول لامرأة سوى الهشاشة لتواجه بها العالم وسط تحولات دراماتيكية في مصيرها تجعلها تلقى بابنها أمام باب جامع أثناء رحلة بحثها عن ملجأ لجسدها وروحها وهما اللذان تعذبا كثيرا بعدما واجهت الترحال من مكان لمكان عقب وفاة والديها.

وعلى خلفية الصراع المسلح بين الحكومة السودانية والمعارضة المدعومة من إريتريا تقع "عرفة" أسيرة في معسكرات الحرب في وادي العقيق، وتنتقل من معسكر اعتقال إلى آخر، وتعاني مع رفيقات لها من المعاملة السيئة والاغتصاب مرة بعد مرة، ولأنها جميلة وتتميز بعينيها الخضراوين تتعرض أكثر من رفيقاتها للأذى.

وعندما تستطيع الفرار، تجد نفسها وحيدة ولا أهل ولا معيل، وحامل من الاغتصاب الأخير، بعد كل هذه المعاناة تجد ملجأ لدى كنيسة في مدينة بورتسودان، حيث يتاح لها تحقيق حلمها الأكبر بأن تتعلم، وفى المدرسة يحبها أستاذها، ويصل هذا الحب إلى خاتمة سعيدة بالزواج وإنجاب ولد، ولكن المجتمع يعيدها إلى المعاناة لأنها مسلمة تزوجت من مسيحى، ويتهمها بالردة.

وحامد الناظر هو روائى سودانى ولد عام 1975 وله من الروايات "فريج المُرر" الحائزة على جائزة الشارقة للإبداع العربي 2014، ونبوءة السقا" 2015 عن دار التنوير للنشر والتى وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2016، و"الطاووس الأسود" 2017 عن دار مداد للنشر والتوزيع وقد صلت إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عام 2018.